جامعة الروح القدس خرّجت دفعة "الثبات"، كرّمت "أبو سليم"، منحت جورج خبّاز دكتوراه فخريّة
بدأت الاحتفالات بالنشيد الوطنيّ، تلته صلاة، ومن ثمّ كلمات لمقدّمي الحفل والطلّاب المتفوّقين، ورئيس الجامعة، إضافة إلى وقفات موسيقيّة، قدّمها طلّاب كلّيّة الموسيقى والفنون الأدائيّة والمسرحيّة في الجامعة.
ألقى الأب الهاشم، رئيس الجامعة كلمة هنّأ فيها المتخرّجين متوجهًا إليهم بالقول: "يشرّفني كثيرًا أن أقف أمامكم اليوم، دفعة "الثبات"، لتكريم إنجازاتكم وقدراتكم في المستقبل. اسم دفعتكم يعبّر حقًا عن تجربتكم. بالفعل، الثبات هو الشجاعة في مواجهة الشدائد، هو الصمود في الأوقات الصعبة، والقوّة للاستمرار في المحاولة عندما يستسلم الآخرون. التحدّيات التي واجهتموها ساهمت في تشكيل حياتكم. لقد علّمتكم دروسًا لا يمكن لأي فصل دراسيّ أن يعلّمها. فتعلّمتم كيف تتكيّفون، وتثابرون، وتزدهرون، وهذا سيخدمكم جيّدًا في الحياة".
أضاف الأب الهاشم: "اليوم هو يوم للتعبير عن امتناننا لسماتكم المميّزة، ولكلّ من ساعدكم على تحقيق ذلك: عائلاتكم التي دعمتكم، والهيئة التعليميّة التي أرشدت رحلتكم الأكاديميّة، والإداريّين والموظّفين أي بيئة تعلّمكم".
كما دعا الأب الرئيس المتخرّجين إلى "أن يكونوا أنفسهم...وحثّهم على بناء لبنان الغد ومواصلة الحلم الكبير والتحلّي بالجرأة...
وفي الختام توجّه بالتهنئة إلى أهالي المتخرّجين مؤكدًا أن الجامعة أكملت مسيرتهم، مشدّدًا على "أن المعارف التي اكتسبها أولادهم في الجامعة ستأهلّهم للتفوّق، لكن الأهمّ القيم الإنسانيّة والروحيّة التي غرستها فيهم الجامعة، القيم التي تتمسّكون بها أنتم الأهالي، ليبدأوا فصلًا جديدًا من حياتهم ...ويساهموا في بناء مجتمع صالح وأفضل".
كما كرّمت الجامعة الممثّل صلاح تيزاني المعروف بـ"أبو سليم"، وهو ركنٌ من أركان الفنّ اللبنانيّ الأصيل، عرفته الأجيال كاتبًا وممثّلًا كوميديًّا أتقن التربية والأخلاق عبر الفنّ...والرجل الجليل، إيمانًا منه بأنّ جامعة الروح القدس عبر مكتبتها العامّة هي الصرح الجدّيّ الذي يمكن أن يحافظ على ذاكرة التراث اللبنانيّ، وهب أرشيفه إلى مكتبة الجامعة لكي تكون أعماله وتراثه الفنيّ في متناول الباحثين والطلّاب..وقدّمت له الجامعة درعًا تقديريًّا عربون وفاء لمسيرته وعطائه الفنّيّ.
كذلك، منحت الجامعة مبدعًا من لبنان، الدكتوراه الفخريّة، هو الممثّل والكاتب والموسيقيّ وأستاذ المسرح وخرّيج الجامعة جورج خباز، كعربون تقدير لفنّان فريد من نوعه جسّد روح الصمود والإبداع اللبنانيّ.
ألقى خبّاز كلمة حيّا فيها دور جامعة الروح القدس مشيدًا باختصاصاتها المتنوّعة في المنهج الفنّيّ وبأمانتها في المحافظة على التراث والإرث الفنّيّ اللبنانيّ. وتحدّث عن تجربته التعليميّة في ربوعها، واصفًا إيّاها بالمكان الحاضن كَبيته... وأثنى على المبادرة التي تقوم بها لاستقطاب "كلّ أرشيف يوثّق مراحل أساسيّة من تاريخ لبنان، لتصبح ملجأ لكلّ عمل ممكن أن يضيع مع الزمن... فجامعة الروح القدس حاربت النسيان، نسيان جوهر الإيمان، نسيان هويّة الفنّ، نسيان الحلم بوطن أفضل".
وأضاف خبّاز: "بتكريم جامعة الروح القدس لي، هي تكرّم كلّ الشباب الذين يعملون في الليل ليتعلّموا في النهار، الذين قدّم أهلهم الكثير من التضحيات ليأمّنوا لهم العلم والمعرفة، الشباب الطموحين الشغوفين الذين بدأوا من الصفر ويريدون أن يردّوا الجميل لأهلهم وجامعتهم ووطنهم".
في الختام توجه خبّاز بالشكر لـ"أهلي على محبّتهم وتضحياتهم وأهديهم هذا التكريم"، للجامعة على وقوفها إلى جانب الطلّاب والأهل مع الحفاظ على مستواها التعليميّ والثقافيّ، ولكلّ فنّان ساهم في تعزيز وطنيّتي وانتمائي لبلدي"، وللطلّاب بالقول: "كونوا أوفياء لأهلكم ولجامعتكم ولوطنكم، لأنْ من دون الوفاء لو مهما نجحتم، تبقى نجاحاتكم باطلة".