دينيّة
06 أيلول 2017, 10:10

تيولوجيا: إله واحد في ثلاثة أقانيم

نؤمن بإله واحد آب ضابط الكلّ خالق السّماء والأرض، كّل ما يرى وما لا يرى، وبربّ واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كلّ الدّهور، نور من نور، إله حقّ من إله حقّ، مولود غير مخلوق مساو للآب في الجوهر، الّذي به كان كل شيء...


وبالرّوح القدس، الرّبّ المحيي، المنبثق من الآب والإبن، الّذي هو مع الآب والإبن يسجد له ويمجّد، النّاطق بالأنبياء..
مجمع نيقيا سنة 325، ومجمع القسطنطينية سنة 381
- إنّه إله واحد في ثلاثة أقانيم 
في المفهوم اللّاهوتيّ التّيولوجيّ المسيحّي الله هو إله واحد أحد في ثلاثة اقانيم.
وليس في هذا المفهوم المسيحيّ اللاهوتي التّيولوجيّ العميق أي مجال للشّرك كما يعتقد البعض، هذا هو سر الله في المسيحيّة: الله القويّ محبة هو، ومن فيض محبّته كان الوجود وقد خلقه ورآه حسنا.
وهو صنع آدم بيديه وجبله من تراب ونفخ فيه روحه، وعلى صورته ومثاله وشبهه خلقه وأحبه، فانعطفت التيولوجيا الإلهيّة على الانتربولوجيا الإنسانيّة الموجودة والمتجسّدة في الزّمان والمكان والجماعة الإنسانيّة.
- أنا هو هو أنا الكائن 
الله، ما هو ومن هو؟ وهل للمحدود أن يحدّد اللّامحدود الأزليّ وهو زائل وفان إنّه سرّ عميق وهو حسب قول الكتاب المقدّس: الإله المحتجب (ش 45/14) «وهو إله واحد حقيقي، غير محدّد وغير متغيّر وغير مدرك. كلّي القدرة وفوق كلّ تغيير، آب وإبن وروح قدس: ثلاثة أقانيم ولكن أنية واحدة وجوهر واحد او طبيعة كلية البساطة». التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة (قانون 42)

وهو الذي يكشف عن آمن وهو الاله الحي كشف عن اسمه بقوله لموسى "أنا الكائن" أو "أنا من هو او ايضاً انا من انا."
- اله واحد وليسوا ثلاثة آلهة
انه اله الحنان والرحمة والقداسة وهو وحده الكائن وهنا الكائن هو محبة وحقيقة. الله حق هو. الله محبة هو الله واحد هو وهو واحد في ثلاثة اقانيم:
اب وابن وروح قدس وهذه هي الوحدة الالهية الثالوثية.
الثالوث واحد: اننا لا نعترف بثلاثة آلهة بل إله واحد بثلاثة اقانيم: الثالوث الابدي الجوهر، فالاقانيم الالهية لا يتقاسمون الوحدة الواحدة، ولكن كل واحد منهم هو الله كاملاً الاب هو ذات ما هو الابن والابن هو ذات ما هو الاب والاب والابن هما ذات ما هو الروح القدس. اي الله واحد بالطبيعة. كل اقنوم من الاقانيم الثلاثة هو هذه الحقيقة اي الجوهر والانية او الطبيعة الالهية (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية)
- فقرة 253 الله واحد لكنه غير متوحد
«الاقانيم الالهية متميّزون تميزاً حقيقياً في ما بينهم. الله واحد ولكنه غير متوحد.
آب، ابن، روح قدس، ليسوا مجرد اسماء دالة على كيفيات للكائن الالهي. اذ انهم متميزون تميزاً حقيقياً في ما بينهم... بعلاقة مصدرهم. الاب هو الذي يلد والابن هو المولود والروح القدس هو الذي ينبثق. الوحدة الالهية ثلاثة (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية) فقرة 254
هذا الاله هو الذي وحده يخلق من العدم وهو يخلق بحكمة ومحبة. والعالم خلق لمجد الله الكلي القدرة والذي «كل ما شاء صنع (من 115/3) والذي اذا قال «كن» فيكن. والله يخلق عالماً منظماً وحسناً وهو يصون خليقته ويعتني بها بعنايته الالهية.
- باسم الله قتل الناس ولاجل اسمه قتلوا 
الله الكلمة المثقلة بكل قلق وتساؤلات الانسان. لاجل الله وباسمي قتل الناس وقتلوا. لاجل الله حمل الناس كل مصائبهم ودمائهم، البعض عندهم الله هو الحياة والبعض الآخر ينادي مع نيتشه «لقد مات الله» ولنا نحن هو اله التاريخ الحي وهو الذي لا ينسانا:
«اتنسى المرأة رضيعها، فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى لو نسيت الامهات فأنا لن انساك» (اش: 15.49) هو الاله سيد التاريخ الخالق، وكل شيء مستطاع عنده، قدير ومحب وهو ضابط الكل الله الواحد الاوحد وهو واحد من حيث الجوهر.
- سر الله هو الجواب عن سر الانسان 
إن سر الله هو الجواب الوحيد عن سر الانسان الذي يبحث دوماً عن معنى نهائي لحياته وسند ومضمون وغاية تحفظه وتحميه ضد كل القوى المدمرة لحياته من مرض وفشل وموت والتنافرات الحادة لحياته والله هو اعظم من كل شيء يمكننا التفكير فيه. ويمكننا ان نقول ما ليس هو الله اكثر مما نستطيع ان نقول ما هو الله. هو اللامتناهي والنور والخالق الازلي وهو الذي يكشف للانسان سره العميق ومعنى وغاية كيانه الانساني ومصيره الالهي.
- الانسان كائن ثنائي 
الانسان هو كائن قائم في علاقة مع الله، بعلاقة كيانية وجودية انه في «المعية الوجودية» مع الله ليجد لذاته معنى في الحب والبقاء «موجود الى» الى الله... وهذا الانسان هو كائن اجتماعي مرتبط عضوياً وحياتياً بوجود الاخر فهو ليس بكائن منعزل بل هو في قعر كيانه وعمق وجوده مسلوخ عن جسد آخر يشتاق للعودة اليه واللقاء به. انه كائن المشاركة او كان «المعيه» اي ان تكون يعني ان تكون مع آخر. او كما قال افلاطون ان الانسان كائن ثنائيAndrogenique او كما قال القديس اغوسطينوس: خلقت قلبنا لك وهو لا يزال قلقاً مضطربا حتى يرتاح فيك.
- القداسة هي سمو الله
الله هو القداسة وهو القدوس «قدوس، قدوس، قدوس رب الاكوان السماء والارض مملوءتان من مجده» (اش 3.6) القداسة هي سمو الله وتميزه عن العالم لانه هو الكمال المطلق وهو ملء الحياة ومنبعها وهو الكيان الكامل الوجود بذاته التي يخرج منها بمحبته للعالم وفي سر الحياة والوجود، من كمال سموه ينبع انعطافه وحبه وحضوره في قربه وبعده في آن.
وهو العليم بكل شيء وهو «رؤوف ورحيم طويل الاناة وكثير الرحمة والوفاء» (خروج 34/6) وهو عادل وصالح وإن الى الابد محبته ورحمته وهو ضابط الكل وضابط التاريخ.
وهو الذي اعلن عن اسمه واوحى بذاته «انا هو هو... «انا هو» ارسلني اليكم (خروج 13.3 0 14) قال موسى للشعب.
- هذا هو اسمه: انا هو وهو كائن شخصي
اله واحد في ثلاثة اقانيم 
مفهوم الله في المسيحية مفهوم مفترق عن جميع الديانات الشرقية أكانت يهودية او اسلامية ام البوذية، ام الهندوسية ام الكنفوشيسية ام التاوية. فالمسيحية تعترف باله واحد وهكذا تقول اليهودية والاسلام، وهو اله واحد ولا اله سواه ولكن المسيحية عندها ايمان ولاهوت وعقيدة وتفكير مغاير كليا عن هذه الديانات.
ولكن المسيحية تفترق كلياً وجذرياً وجوهرياً عن باقي الديانات فهي تعترف باله واحد في ثلاثة اقانيم: الاب والابن والروح القدس دون اي شرك في ذاتية الله فهو واحد احد ولا اله سواه لكنه بالنسبة للاهوت المسيحية هو اله واحد في ثلاثة اقانيم: اب وابن وروح قدس. هذه خصوصية قعرية في اللاهوت والعقيدة والايمان المسيحي تتلاقى بوجدانية الله مع غيرها من الديانات وتفترق عنها بثالوثية الله.