دينيّة
23 شباط 2018, 12:02

تيلي لوميار ونورسات تلتقي أساقفة وكهنة في أوكرانيا

في لقاء لتيلي لوميار ونورسات مع أساقفةٍ وكهنة من مختلف الكنائس في كييف، عبّروا عن إيمانهم الرّاسخ بيسوع المسيح، صخرة الكنيسة، آملين رفعَ الظلمِ عن بلدهم أوكرانيا الذي يُعاني اليوم من حربٍ دامية، لاسيّما التجاذبات الحاصلة بسبب موقعه الجغرافي الاستراتيجي.
الأب OLEG CHEPETAK خادم رعيّة كنيسة الصّعود للروم الكاثوليك في كييف، وهي المقرّ الرئيس للكنيسة التي يعود تاريخها منذ أواخر القرن السادس عشر، متّحدةً مع روما.
لفت في حديثه إلى تيلي لوميار إلى أنّ الكنيسة الكاثوليكية في أوكرانيا عاشت مراحل صعبة في القرن التاسع عشر، عندما مُنِعت من إعلان هويّتها وممارسة شعائرها الدينية، على أيّام الامبراطورية الروسيّة ، وحينها كانت الأراضي الأوكرانية محتلّة، ولكنّها حافظت على وجودها في غرب أوكرانيا الذي كان يخضع للنمسا وهنغاريا. مؤكّداً على الحريّة الدينية المُطلقة للممارسة الطقوسِ الروحية في أوكرانيا، وأشار إلى أهميّة إعادة بناء الكنيسة وترميم ما هُدِمَ .
وفي إطار آخر، أثنى الأب CHEPETAK على دور المسيحيين في لبنان، ووصفهم بالأبطال مقارنةً مع مسيحيي أوروبا، وأنّهم أعلنوا شهادتهم الحقيقية لإيمانهم بالمسيح من دون خوف.
وكشف أنّه بغضّ النّظر عن الصعوبات والتّحديات تابعوا مسيرتهم وحقّقوا الهدف بنشرِ الرّسالة.
كما لفت إلى أنّهم في أوروبا عاشوا فترات تاريخية صعبة، مثل عصر الفاشية والنازية والاتّحاد السوفياتي، قائلاً:" لا يحقّ لنا مقارنتهم بالاضطهادات التي مرّ بها مسيحييو الشرق الأوسط ، كاشفاً عن صمودهم من أجل البشارة ، وواصفاً إيّاهم أيضاً بالكنيسة الحيّة، الصامدة والشاهدة، لاسيّما وأنّ لبنان يتمتّع بحريّة التّعبير، بشكلٍ أفضل من باقي الدول العربية، معتبراً أنّه لا يمكن أن ينسى تضحيات الكنيسة المارونية لتحقيق الرسالة المسيحية بفعّالية .
 
ومن جهته، اعتبر المطران BARACHEVTSKI  VICTOR ، نائب متروبوليت كييف للروم الأرثوذكي في أوكرانيا ومسؤول عن إدارة العلاقات الكنسية الخارجية في متروبولية كييف، أنّ أوكرانيا تمرّ بمرحلةٍ صعبةٍ جدّاً بعد استقلالها في سنة 1991، وكذلك كنيسة أوكرانيا تمرّ اليوم بأصعب الفترات من خلال استمرار الحرب في شرق أوكرانيا في مدينة DONETSK ، وتعبّر عن المشاكل الكبيرة التي تمرّ فيها البلاد.
وأسِفَ للانقسام الحاصل داخل الكنيسة الأرثوذكسية، التي هي واحدة، كاشفاً عن وجود كنائس في أوكرانيا ليس لديها الشرعية القانونية.
ولفت إلى أنّ الحرب ليست الوحيدة اليوم التي تؤثّر سلباً على مستقبل أوكرانيا، وإنّما جوّ الانقسام الحاصل هو أمرٌ تقلقُ لأجله الكنيسة، مؤكدّاً أنّ الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية هي الكنيسة التي تحمل بركة موسكو واليونان وأنطاكية والأراضي المقدّسة، وهي المُعترف بها قانونياً.
وأشار إلى أنّ الكنيسة تصلّي على نيّة السّلام في أوكرانيا، وأنّها على مسافة واحدة من طرفَي النزاع، لأنّها حرب أهلية، وهذا وجعٌ كبيرٌ للكنيسة.
وختمَ متمنياً لتيلي لوميار دوام النّجاح في مسيرتها الإعلامية البنّاءة والتي من خلال  برامجها اعتبر أنّها تعمل من أجل وحدة الكنيسة، ووحدة الإنسان مع أخيه الإنسان.
 
هذا والتقت تيلي لوميار بالطالب الإكليريكي في دير الكهوف في لافرا DIMITRI  CHEVATEROV ، الذي عبّر عن فرحه العميق بتلبيةِ دعوةِ الربّ، مشيراً إلى أنّ عددَ الاكليريكيين في هذه الأكاديمية يتجاوز الثلاث مئة طالب، وهذه نعمةٌ سماوية، وذلك بفضل عمرها الذي يعود إلى أربع مئة سنة وهي تتضمّن خزّاناً كبيراً ليس فقط من الإكليريكيين وإنّما من الكمّ الكبير من القدّيسين الموجودين حوالي الأكاديمية الروحية الأرثوذكسية. وأشار إلى أنّ الإكليريكي ليس فقط من يتعلّم العلم الفلسفي اللاهوتي، بل من يكتسب خبرة وعِبَر من حياة القدّيسين الذين عاشوا في هذا المكان، ومن خلال تطبيقهم كمَثلٍ في حياتهم الروحية.
 
كذلك كانت شهادة للدكتور في علم اللاهوت الأرثوذكسي VASSILI عبّر خلالها عن أمنيته الكبيرة بأن يعمل في خدمة الربّ بواسطة دعوته واكتسابه كلمة الله المحيية، لاسيّما وأنّ رغبته تكمن في تحقيق الوحدة في الكنيسة، كاشفاً عن تخصصّه في المعهد العالمي الروحي للعلاقات بين الكنائس في سويسرا، ولفت إلى أنّه يعيش حالياً فترةَ اختبار مع الكنيسة في فرع العلاقات بين الطوائف، كي نجتمع سويّاً كإخوة للمسيح.
وفي هذا الإطار أيضاً، كانت محطةٌ مع مساعد متروبوليت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلّة، الأب VITALI DANTCHAK وعبر تيلي لوميار ونورسات وجّه نداءً ملّحاً من أجل حمايةِ مسيحيي الشرق من سلسلةِ الاضطهادات.