توكّلنا على الله...
"سوف أتوكّل على الله أبي في كلِّ شيء وأطلب إليه كلّ شيء وأرجو منه كلّ شيء".. هي واحدة من أبرز كلمات القدّيسة تريزيا، كلمات تزرع فينا جرعة إيمان وثقة بالرّبّ يسوع، الذي لا بدّ من تركه يدبّر أيّامنا وتصرّفاتنا.
على غرار القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع، لنسلّم إلى الله كلّ أمورنا، لنتّكئ على رحمته، لنصرخ "يا الله!" فتزول الهموم وتُدار الأحداث بما يرضي الرّبّ ويعود إلينا بالخير.
وعلى غرار حبيبة المسيح، لنترك الماضي لله، مع ما فيه من أخطاء ليغفرها، ولنقبل الحاضر والمستقبل كما تشاء يده الحنون أن تنسجهما لنا، فالله يعلم كلّ شيء، وهو قادرٌ على كلِّ شيء ويحبّنا حبًّا عظيمًا لا مثيل له.
لنجعل الرّبّ وحده رسّام لوحة حياتنا، فيخطّ أحداثها بأنامل مقدّسة ويختار الألوان التي بها سيصبغ مخطوطاته، ألوان أساسها الخير وانعكاسها الصّلاح، لوحة تحبس الأنفاس بنظام مكوّناتها وجمال ترتيبها، لوحة تؤكّد عظمة تدبير الله.
مشيئتك يا ربّ هي الأساس بالنّسبة إلى القدّيسة تريزيا، وها هو هذا الأساس اليوم يتغلغل في قلوبنا، فنسلّمك أجسادنا وأفكارنا وأعمالنا. إنّنا مع القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع، نناديك بصوت المحتاج وضعف الخاطئ، متوكّلين عليك بكلّ شيء، طالبين منك كلّ شيء لأنّك وحدك القادر على كلّ شيء، أنت العظيم القدير...