مصر
07 شباط 2019, 12:57

تواضروس الثّاني يدشّن كنيسة جديدة في الإسماعيليّة

دشّن بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني مذابح كنيسة الأنبا بولا وأيقوناتها في الإسماعيليّة، بمشاركة لفيف من أحبار الكنيسة.

 

وخلال التّدشين ألقى البابا عظة قال فيها بحسب "المتحدّث الرّسميّ بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":

"نفرح في هذا اليوم الجميل بتدشين هذه الكنيسة الجميلة بكلّ تصميمها وفنّها وشكلها، ونفرح بتدشين مذابحها وأيقونتها والشّرقيّات فيها، ونفرح لوجودنا معكم في هذه المدينة وهذه الأبرشيّة المحبّة للمسيح. وأيضًا نودّ أن نشكر كلّ الّذين تعبوا معكم في إنشاء هذه الكنيسة منذ أن كانت فكرة إلى أن صارت حقيقة واقعة، وكلّ المسؤولين الّذين عاونوكم ويعاونوكم في هذا المجال. بمحبّة وتقدير نقدّم لهم كلّ الاعتزاز.
إنجيل هذا الصّباح أيّها الأحبّاء يتكلّم عن مثل العذارى الحكيمات والجاهلات. وعندما نحتفل بحسب طقس كنيستنا بتذكرات لقدّيسات فإنّنا نصلّي هذا الإنجيل. اليوم في السّنكسار نحتفل بتذكار القدّيسة صوفيا وبناتها الثّلاثة بستيس وهلبيس وإغابي، وكيف صاروا الجميع شهداء وأمناء وثابتين في إيمانهم وقدّموا حياتهم لذلك سيرتهم عطرة ومستمرّة إلى هذا اليوم ونهاية الزّمن. ولذلك نقرأ إنجيل العذارى الحكيمات والجاهلات وهذا المثل قدّمه السّيّد المسيح وذكره القدّيس متّى الإنجيليّ، وهذا المثل موجّه لنا جميعًا. تشابهوا في كلّ شيء لكن الحكيمات ملأوا آنيّتهم زيتًا عكس الجاهلات وأضاعوا الفرصة وأقبل العريس، وهنا تغيّر الوصف من حكيمات وجاهلات إلى المستعدّات وغير المستعدّات فكأنّ الاستعداد حكمة، وغير المستعدّات قرعن الباب بشدّة لكن العريس قال لهم إنّني لا أعرفكم وهذه نهاية مأساويّة.

أودّ اليوم أن أطبّق هذا المثل، علينا في احتفالنا هذا اليوم بهذا التّدشين "ما هي المصابيح الّتي تحملها العذارى الحكيمات؟" إنّكم جميعًا تحملون مصباحًا كبيرًا هو هذه الكنيسة. والمصباح الّذي حملته العذارى كان زجاجًا وشفّافًا ومملوءًا بالزّيت. يمكن أن نعتبر أنّكم جميعًا تحملون هذا المصباح الّذي به تنتظرون مجيء ربّنا له كلّ المجد.
أوّلاً زجاجيًّا: والزّجاج مادّة هاشّة يجب أن نتعامل معها بعناية وحرص. ونحن نربّي أبناءنا ونعي داخل كنيستنا نكبر فيها ونتعلّم كيف يعي الإنسان في رقّة؟ رقيقًا في مشاعره في إلفاظة وفي كلامه وفي حكمه في علاقته، فالمصباح الزّجاجيّ يعبّر عن الحياة الرّقيقة الّتي يجب أن يعيشها الإنسان المسيحيّ. لذلك نجد في الكتاب المقدّس وصيّة من كلمتين "نشتم فنبارك" في سلوكيّات العالم ممكن أن يكون ردّ الفعل مختلفًا لكن في الفكر المسيحيّ وفكر الكتاب المقدّس نبارك. جميعكم تحملون مصباح هذه الكنيسة، تعلّموا أن تعيشوا داخلها بهذه الرّقّة والوصايا ...هذه حياتنا الّتي علّمها لنا ربّنا يسوع المسيح.

ثانيًا: شفافيّة وتعني قمّة النّقاوة. هذه الشّفافيّة والبحث عن النّقاوة تسمّى في حياتنا التّوبة. فكلّما تبت كلّما صرت شفّافًا كلّما تصير نقيًّا. لذلك مكتوب طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله فلا يستطيع الإنسان أن يعاين الله إلّا بنقاوة القلب ولا يوجد وسيلة أخرى. والقلب لا يعرفه سوى الله نقيًّا من الخواطر الشّرّيرة نقيًّا في السّلوك ممتلئًا حبًّا. قلب لا يختبئ فيه خطايا أو أفعال شرّيرة أو أفكار رديئة. نصلّي جميعًا كلّ يوم "قلبًا نقيًّا أخلق في يا الله وروحًا مستقيمًا جدّده في أحشائي".
ثالثًا ممتلئًا: فكنيستنا لا تكون ممتلئة بالحضور قطّ لكن بالتّسابيح والصّلوات والتّرانيم المرفوعة باستمرار. هذا المصباح الكبير الّذي هو كنيستكم وتحملوه جميعًا في انتظار العريس نحمله ممتلئًا مستعدًّا ولذلك في صلوات كلّ القدّاس نستمع إلى الشّمّاس يصرخ قائلاً أيّها الجلوس قفوا يا من تسير أو جالس في الخطيئة توقّف. وانظر إلى الشّرق استعدادًا لمجيء المسيح. إملأوا كنيستكم بالصّلوات ودروس الكتاب المقدّس والاجتماعات ممتلئة من حضور الملائكة والقدّيسين وأرواح الصّدّيقين.
الحكاية ليست بناء كنيسة وليس الطّوب والزّلط، إنّما هي أعمق من هذا حتّى أنّ الله ينادينا في الكتاب المقدّس بإنّنا هياكل الله والهيكل هو أقدس مكان في الكنيسة.
مثل هذا اليوم هو دعوة لنا أن تكون حياتنا رقيقة بالوصيّة، شفّافة نقيّة بالتّوبة، مملوءة بالصّلوات. العذارى كانوا حكيمات لأنّهم استغلّوا وقتهم صحّ. الجاهلات تناسوا وأضاعوا الوقت لأنّه لا يوجد استعارة للحياة الرّوحيّة. المستعدّات استقبلوا العريس حيث الفرح والأمل وتحقيق الأماني. إسهروا لأنّكم لا تعرفون اليوم أو السّاعة... إنجيل نصلّيه يوميًّا في خدمة منتصف اللّيل.
أنا سعيد لأنّني معكم أيّ في هذه الكنيسة الجميلة، وسعيد بتصميمها بكلّ أيقوناتها والمهندسين الّذين تعبوا والفنّيّين والفنّانين وسعيد وأشكر نيافة الأنبا سيرافيم وأقول له تعيش وتعمر في هذه الأبرشيّة المحبّة للمسيح والآباء الكهنة الّذين يخدمون أبانا القمص بولا كامل، القمص مينا رفعت، القمص إيليّا شكري، القسّ آبرام إلياس، القسّ إسحق أنور والقسّ يعقوب صبحي... آباء الكهنة الأحبّاء الّذين تعبوا في هذه الكنيسة تعبوا وتعمّروا. يشترك معي في هذه الفرحة الآباء المطارنة والأساقفة الأحبّاء مطران بور سعيد الأنبا تادرس والأسقف العامّ الأنبا بطرس وأسقف السّويس الأنبا بموا والأسقف العامّ الأنبا ميخائيل مع الآباء الكهنة والرّهبان والشّمامسة والأراخنة والخدّام والخادمات ... إنّه بالحقيقة يا إخوتي يوم فرح وهذه هو العيد السّنويّ الخاصّ بالكنيسة 7 فبراير... 30 طوبة فيوم التّدشين هو يوم كتابة شهادة ميلاد الكنيسة الكيان الرّسميّ الكنسيّ".

وختم البابا كلمته شاكرًا الجميع، ومصلّيًا أن يديم الله المحبّة فيما بينهم.