مصر
08 أيلول 2022, 09:30

تواضروس الثّاني هنّا أبناء الكنيسة، والمناسبة؟

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة البابا تواضروس الثّاني اجتماع الأربعاء الأسبوعيّ مساء أمس في كنيسة السّيّدة العذراء والقدّيس الأنبا بيشويّ في الكاتدرائيّة المرقسيّة في العباسيّة. وفي عظته هنّأ البابا أبناء الكنيسة بمناسبة عيد النّيروز الذي يحلّ يوم الأحد المقبل، فقال بحسب "المتحدّث باسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":

"الأحد القادم سنحتفل بعيد النّيروز، رأس السّنة القبطيّة، سنة الشّهداء، أو التّقويم القبطيّ في العام الجديد ١٧٣٩، وهو من الأعياد الثّابتة في الكنيسة، في ١ توت وبداية السّنة بشهورها القبطيّة وبالنّظام الكنسيّ الذي فيها، أهنّئكم جميعًا، وهذا العيد نحتفل به لمدة ١٧ يومًا حتّى عيد الصّليب.

واحتفالنا ببداية سنة جديدة هو احتفال حلو، فيه كنائس كثيرة تسهر ليلًا وتقوم بسهرة تسبحة، وكنائس كثيرة تستعد له، ومن براعة الأقباط عبر التّاريخ أنّهم اتّخذوا من السّنة التي اعتلى فيها دقلديانوس عرش الإمبراطوريّة الرّومانيّة، وكانت في سنة ٢٨٤ ميلاديّة، فاتّخذوها وسمّوها سنة ١ للشّهداء، لأنّ دقلديانوس كان إمبراطور طاغية وفي عهده استشهد أعداد بالمئات، ليس في مصر فقط ولكن في أرجاء الإمبراطوريّة الرّومانيّة. فالأقباط بكلّ براعة جعلوا هذا التّاريخ كبدء سنة قبطيّة، وبقيّة الشّهور نعرفها: توت بابه هاتور...، وصارت السّنة القبطيّة التي نحتفل بها كلّ سنة.

ومن براعة الأقباط أيضًا أنّهم استخدموا ما هو نتاج الأرض في هذا الوقت (سبتمبر الجاري) وأكثر شيئين موجودين: البلح والجوافة، وحتّى التّرانيم في مدارس الأحد (يا بلح لونك أحمر..)، وهذه براعة أن نربط الطّعام بالإيمان بالمناسبات والأعياد ونحيا بها هكذا، حتّى الإنسان البسيط يعرف أنّه وقت الجوافة والبلح، وفي كنائسنا بالخارج لا يوجد في بلادهم الجوافة، فيستورودها منّا ويوزّعوها على أطفالنا في مدارس الأحد، فتثبت داخلهم المعاني الرّوحيّة مع التّرانيم الرّوحيّة، كلّ سنة وأنتم طيّبين، ودائمًا نقول "نوفري شاي" ومعناها عيد سعيد وردها أيضًا "نوفري شاي"، وهي باللّغة القبطيّة".