تواضروس الثّاني في عيد الصّعود: على كلّ أسرة أن تربّي أبناءها لكي يكون لهم نصيب في السّماء
في عظته، وبحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، أشار تواضروس الثّاني إلى أنّه في "عيد الصّعود نرفع أعيننا ونشتاق إلى السّماء، ونتذكّر أنّ:
1- مسيحيّتنا سماويّة: لأنّ في حياة البشر ظهرت الفلسفات والأخلاق والدّيانات والمذاهب للارتقاء من الأرض إلى السّماء، ولكن الإنسان عاش في الخطيئة منذ سقوط آدم فصارت حياته إلى التّراب ولا يستطيع الوصول إلى السّماء، إلى أن جاء الله متجسّدًا وتأنّس من أمّنا العذراء مريم، وأعطى الإنسان القدرة والإمكانيّة أن يرتفع إلى السّماء، لذلك بدأت مسيحيّتنا من السّماء، "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ (التّجسّد) حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ (الصّليب)، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو ٣: ١٦)، وصارت السّماء مفتوحة للإنسان، لذلك مسيحيّتنا سماويّة المنشأ وسماويّة القصد (الهدف).
2- عبادتنا سماويّة: مثلما نصلّي "أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ... كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ" (مت ٦: ٩، ١٠)، وأيضًا في صلوات القدّاس نقول:
- "قبّلوا بعضكم بعضًا"، والّتي نسمّيها "قبلة السّلام"، وكأنّنا نتصالح مع كلّ أحد، "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت ٥: ٨)، فعلينا أن نُعبّر عن ذلك بالأفعال والأمانة في الجهاد الرّوحيّ.
- "أيّها الجلوس قفوا"، وهي دعوة لكي يقف الإنسان من الخطيئة، "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ" (مز ١: ١)، فعلينا أن ننتبه لنداء التّوبة.
- "إلى الشّرق انظروا"، لأنّ الشّرق هو موطن النّور والموضع الّذي سيأتي منه المسيح، "لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا" (في ١: ٢٣)، فالصّلوات والتّسابيح تجذبنا للسّماء".
وأوصى البابا في الختام كلّ أسرة أن تُربّي أبناءها لكي يكون لهم نصيب في السّماء.