مصر
28 تشرين الأول 2021, 10:20

تواضروس الثّاني دشّن كنيسة جديدة!

تيلي لوميار/ نورسات
دشّن بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني ستّة مذابح في كنيسة السّيّدة العذراء والقدّيس الأنبا أنطونيوس في مدينة بدر: ثلاثة في كنيسة الطّابق العلويّ، وثلاثة في كنيسة الطّابق السّفليّ، إضافة إلى أيقونة حضن الآب وحامل الأيقونات وأيقونات الكنيستين، وذلك بمشاركة خمسة من أحبار الكنيسة.

بعد التّدشين، احتفل بابا الأقباط بالقدّاس الإلهيّ، وألقى عظة قال فيها بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة": وَقَالَ أَيْضًا لِتَلاَمِيذِهِ: "كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ، فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلًا بَعْدُ. فَقَالَ الْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ لأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي الْوَكَالَةَ. لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ، وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ. قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ. فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ، وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟ فَقَالَ: مِئَةُ بَثِّ زَيْتٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاجْلِسْ عَاجِلًا وَاكْتُبْ خَمْسِينَ. ثُمَّ قَالَ لآخَرَ: وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: مِئَةُ كُرِّ قَمْحٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاكْتُبْ ثَمَانِينَ. فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ، لأَنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ. وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ. اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ. فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَالِ الظُّلْمِ، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى الْحَقِّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ، فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟ (لو ١٦: ١- ١٢).

سوف يسأل الدّيّان العادل كلّ إنسان "أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ؟" لأنّ الحياة هي الإجابة عن هذا السّؤال، فالحياة استعداد وامتحان بامتداد أعمارها لإجابة عن هذا السّؤال.

عندما علم وكيل الظّلم أن سيّده اكتشف عدم أمانته، بدأ يسأل النّاس المديونين لسيّده كم الدّيون الّتي عليهم وطلب منهم تدوين مديونيّة أقلّ من تلك المطلوبة منهم ويقول الكتاب: "فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ".

وهذه الكلمة صعبة في موقعها "مدح" لأنّ عدم الأمانة لا تٌمدح، ولكن مدح إداريًّا على تفكيره ولم يمدحه أخلاقيًّا على سلوكه.

لذلك قيل "اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ".

فالله يدير هذه الحياة من خلال قوانين حتّى تنظّم شؤون الحياة.

فالأبديّة لها قانون: مذكور في سفر نهاية الرّؤيا "كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" (رؤ ٢: ١٠).

"كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ" يقصد بها أمانته على الأرض، "فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" ويقصد بها السّماء. "كُنْ" صفة شخصيّة فرديّة وممتدّة إلى الموت.

وأهمّ ما يتّسم به قانون الأبديّة:

أوّلًا: الأمانة في الفكر، الله أعطى الإنسان الفكر ليميّز به عن سائر المخلوقات، فصار أوّل ملامح الأمانة للإنسان أن يكون عقله نقيًّا وأمينًا.

مثل قول داود النّبيّ "خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ (مز ١١٩: ١١). لذلك نقرأ سير القدّيسين والكتاب المقدّس، "لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ" (عب ٤: ١٢). كلمة الله عندما تدخل في ذهنك وفكرك تجعل لك فكرًا نقيًّا.

ثانيًا: الأمانة في القول، أكثر نشاط نفعله يوميًّا هو الكلام، فلا بدّ أن يكون كلامك مُملّحًا بملح، ويكون كلامك سندًا وبنّاءً وإيجابيًّا، مثل قول داود النّبيّ (مز ١٩: ١٤)."لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ"

ويقول داود النّبيّ أيضًا "ضع يا ربّ حافظًا لفمي، وبابًا حصينًا لشفتيّ" (مز ١٤١: ٣). بالرّغم أنّ داود نتعلّم منه المزامير والتّسابيح، "لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ" (مت ١٢: ٣٧) لأنّ كلّ كلمة ستُحاسب عليها وفي معاملاتك في الخدمة والمجتمع والأسرة.

ثالثًا: الأمانة في الأفعال، كُن أمينًا في أفعالك، وفي مسؤوليّاتك، أن تُنَشِّئ بيتك وتربية أولادك في النّعمة، حتّى في عملك وخدمتك مهما كان مسؤوليّاتك بسيطة أو كبيرة لا بدّ من أن تشملها الأمانة.

كُن أمينًا في كلّ خطوة من خطواتك، "كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" (رؤ ٢: ١٠).

ولإلهنا كلّ مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد... آمين."