مصر
20 كانون الثاني 2020, 10:30

تواضروس الثّاني ترأّس "لقان الغطاس" وقدّاس العيد

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني مساءً، صلوات "لقان" عيد الغطاس، في الكاتدرائيّة المرقسيّة، بحضور أحبار الكنيسة وحشد شعبيّ كبير، رشم في ختامها- بحسب التّقليد- الأساقفة المشاركين بماء اللّقان.

ثمّ احتفل بابا الإقباط بقدّاس عيد الغطاس وألقى عظة جاء فيها نقلاً عن "المتحدّث الرّسميّ بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":

"بإسم الآب والابن والرّوح القدس الإله الواحد آمين. تحلّ علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين.
أهنّئكم أيّها الأحبّاء بعيد الغطاس المجيد بحسب طقس كنيستنا كأحد الأعياد السّيديّة ذات التّاريخ الثّابت وهو الحادي عشر من شهر طوبه. ويشترك معي في التّهنئة الآباء الأحبار الأجلّاء نيافة الأنبا بافلي ونيافة الأنبا هيرمينا ونيافة الأنبا ساويروس ويعتذر عن الحضور نيافة الأنبا إيلاريون لظروف صحّيّة كما يشترك معنا كلّ الآباء الكهنة والقسّ أبونا ابرآم وكيل البطريركيّة.
نفرح بعيد الغطاس الّذي يأتي بعد الميلاد وقبله بعدّة أيّام عيد الختان لتكتمل منظومة الأعياد الّتي ترتبط بالميلاد. الميلاد الختان العماد (الغطاس) وعرس قانا الجليل ودخول الهيكل... خمسة أعياد تأتي كلّها في أربعين يومًا لكن تسبقها بتسعة أشهر عيد البشارة ويلحقها بعدّة شهور عيد دخول السّيّد المسيح إلى أرض مصر وبهذا تكتمل الأعياد السّبعة المرتبطة بميلاد السّيّد المسيح.
في عيد الغطاس تظهر شخصيّة القدّيس يوحنّا المعمدان آخر أنبياء العهد القديم وتظهر به شخصيّة ذات مهابة وحضور خاصّ. ويتكلّم الكتاب المقدّس خاصّة في إنجيل يوحنّا عن القدّيس يوحنّا، ويطلق عليه السّابق والصّابغ والشّهيد فهو سبق السّيّد المسيح زمنيًّا بستّة أشهر، والصّابغ فهو من قام بالصّبغة الّتي تعني المعموديّة، والشّهيد لأنّه نال الشّهادة بقطع الرّأس. ومنذ شهادته بدأ السّيّد المسيح خدمته الجهاريّة.
ونقرأ عن القدّيس يوحنّا المعمدان في الإصحاح الأوّل لإنجيل يوحنّا البشير ومنه كانت قراءة قدّاس اليوم. هذا الإصحاح 51 آية وسنتوقّف عند الآيات الّتي تحمل رقم 6 كما قلنا قد سبق السّيّد المسيح زمنيًّا بستّة أشهر، والآيات الّتي تحمل رقم 6 في هذا الإصحاح تعطينا تعليمًا قويًّا لحياتنا الرّوحيّة.
يو1 : 6 كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ: له إرساليّة إلهيّة لكي يشهد للنّور الّذي هو السّيّد المسيح نور العالم. والنّور لا يعني فقط بصورته المادّيّة لكن يعني انفتاح العقول والقلوب. فالخطيئة عندما تدخل حياة الإنسان تجعل قلبه وحياته وداخله مظلمًا لذلك من معجزات السّيّد المسيح تفتيح أعين العمي. هو عمل ظاهر في الجسد لكن المقصود هو أنّه من الممكن أن يكون لك عينان ولا تبصر وقب لكن لا تشعر ولا ترى. جاء يوحنّا المعمدان ليشهد أنّ المصدر الوحيد للنّور الحقيقيّ والاستنارة هو السّيّد المسيح. كان يأتي البشر له ليغتسلوا من خطاياهم في نهر الأردنّ ولم تكن هذه ولادة من الماء والرّوح.
يو 1 : 16 وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. ومن المسيح... إنتظار البشريّة كلّها... إنتظار الكمال كما قال على الصّليب "قد أكمل" كما نصلّي في صلاة السّاعة السّادسة "نشكرك لأنّك ملأت الكلّ فرحًا يا مخلّص لمّا أتيت لتعين العالم ..." الله يملأ الكلّ من النّعمة نعمة الفرح نعمة الميلاد الجديد نعمة سرّ الميرون سرّ التّناول ...نلناها يوم المعموديّة.
يو 1 : 26 فِي وَسْطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ شخص المسيح حاضر وفعّال في وسطكم. المسيح يقيم في كلّ كنيسة في كلّ بيت في كلّ خدمة كالآية الأخيرة في إنجيل معلّمنا متّى "ها أنا معكم كلّ الأيام" لذا نلتفت لحضوره وعمله. أيّوب النّبيّ في العهد القديم كان يعترف أنّه يعرف الله جيّدًا لكن بعد خروجه من التّجربة قال بسماع الأذن سمعت عنك أمّا الآن رأتك عيناي. المسيح يعمل الأمس واليوم وإلى الأبد.
يو 1 : 36 هوَذَا حَمَلُ اللهِ وكأنّه يشير إلى السّيّد المسيح على عود الصّليب وكلّ صلواتنا وأسرارنا قائمة على ذبيحة السّيّد المسيح من أجل خلاصنا. يعطينا رجاء أنّ دم يسوع المسيح يغفر كلّ خطيئة ويقبل توبتك
يو 1 : 46 تَعَالَ وَانْظُرْ لا تقف بعيدًا على هامش الكنيسة والصّلاة والحياة الرّوحيّة. تعال وجرّب حياتك بنور السّيّد المسيح. ذوقوا وانظروا ما أطيب الرّبّ.
هذه المحطّات تكشف لنا ما لهذا العيد عيد الغطاس... المعموديّة ولهذا يوجد قدّاس اللّقان ونمسح تذكارًا للمعموديّة الّتي ننالها مرّة واحدة في حياتنا. إستطاع الأقباط أن يخلطوا الإيمان والطّعام ويأكلون ما يعطي رموزًا للمعموديّة القلقاس والقصب.
ربّنا يبارك حياتكم جميعًا ويفرحكم بهذا العيد العظيم كي نعيشه على مستوى معنى العيد. لإلهنا كلّ مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين".