تواضروس الثّاني استأنف اجتماع الأربعاء ودعا للصّلاة من أجل البابا فرنسيس
وفي بداية الاجتماع، أشار البابا إلى تزامن الأصوام هذا العام الّذي "يُعدّ علامة طيّبة تجعل الشّعب كلّه صائمًا ومصلّيًا رافعًا القلب لله"، دعا للصّلاة "من أجل شفاء بابا الفاتيكان"، معلنًا أنّه انتدب أسقف تورينو وروما الأنبا برنابا لزيارته.
ثمّ بدأ بابا الأقباط سلسلة عظات جديدة تحت عنوان "ثنائيّات في أمثال السّيّد المسيح" من خلال قراءات آحاد الصّوم المقدّس، وشرح أهمّيّة الأمثال، فهي: "بسيطة تقدّم الحقائق الرّوحيّة بأسلوب بسيط، وعميقة تثير فكر الإنسان للتّعمّق في الفكر الرّوحيّ الأخلاقيّ الكتابيّ، من أجل العمل لتجديد حياته للأفضل."
وتوقّف عند مثل الفرّيسيّ والعشّار الّذي يقدّم أمثولة في "الاتّضاع". وقارن البابا بين الشّخصيّتين مشيرًا بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة" إلى أنّ:
"١- الفرّيسي ينتمي لطوائف اليهود، وكان الفرّيسيّون يتميّزون بالحرفيّة والنّاموسيّة، والعشّار ينتمي أيضًا لطوائف اليهود، وكانت طائفة ماليّة تُشابه جامعي الضّرائب حاليًّا.
٢- الفرّيسيّين مراؤون، منشغلون بأنفسهم والنّاس، بينما العشّار في هذا المَثَل منشغل بالله.
٣- أعمال البر الّتي يقدّمها الفرّيسيّ هي من أجل أن يتمجّد من النّاس، أمّا العشّار من أجل أن يمجّد الله.
٤- الفرّيسيّ وقف يتفاخر بأعمال البرّ الذاّتيّ، "لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا" (٢تي ٣: ٥)، بينما ينبغي أن نكشف أنفسنا في صلاة المخدع، وفترة الصّوم هي أحد الأدوية الرّوحيّة الّتي تقدّمها الكنيسة للإنسان لكي ينتبه لنفسه، والفرّيسيّ أيضًا احتقر الآخرين في نفسه وذلك من تبعات خطيئة الكبرياء، أمّا العشّار فوقف بعيدًا لاتّضاعه، ولا يستطيع رفع عينه للسّماء من أجل الانسحاق، "وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلًا: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ" (لو ١٨: ١٣)، وقرع الصّدر هو تعبير ليأخذ الله القلب الحجريّ الممتلئ بالخطيئة ويمنح الإنسان قلبًا نقيًّا.
٥- تكلّم الفرّيسيّ كثيرًا وأعلن أنّه بارّ ولم يطلب الرّحمة، بينما العشّار تكلّم أربع كلمات فقط، وأعلن أنّه خاطئ، وطلب الرّحمة.
٦- الفرّيسيّ لم يقدّم توبة، أمّا العشّار فقدّم توبة واعتراف وانسحاق، "أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ" (لو ١: ٥٢)."
وفي الختام، أوصى البابا بقراءة سفر أيّوب بإمعان في الصّوم المقدّس، من أجل ا استخراج مبدأ روحيّ لحياتنا ينقذنا من البرّ الذّاتي.