مصر
21 أيلول 2023, 10:20

تواضروس الثّاني: إهتمام الكنيسة الأوّل هو دعوة كلّ نفس إلى التّوبة

تيلي لوميار/ نورسات
"رحمة التّائبين" هي الطّلبة القصيرة من الطّلبات الّتي ترفعها الكنيسة في القدّاس الغريغوريّ والّتي اختار بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني التّأمّل بها خلال عظته الأسبوعيّة في اجتماع الأربعاء، مواصلاً تعليمه ضمن سلسلة "صلوات قصيرة قويّة من القدّاس".

وأوضح البابا أنّ اهتمام الكنيسة الأوّل هو دعوة كلّ نفس إلى التّوبة، لأنّه هكذا أوصى السّيّد المسيح في الكتاب المقدّس حين قال: "تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ" (مت ٣: ٢)، "فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ" (مر ١: ١٥)، "لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" (لو ٥: ٣٢)، وأشار إلى أنّ الحالة الرّوحيّة لأيّ إنسان تكون إمّا في جانب "الفرّيسيّ" وإمّا في جانب "العشّار".

ولحوار الرّحمة للتّائبين شرح بابا الأقباط عن أربعة خطوات، وهي بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":  

"1- نداء من الله:  

الله ينادي الجميع للتّوبة، كمثال داود النّبيّ عندما دعاه ناثان النّبيّ "لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ" (٢صم ١٢: ٩)، فاستجاب داود وسكب الدّموع وقدّم توبة على خطاياه وكتب مزمور التوبة "اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ... "إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ" (مز ٥١: ١، ٤)، لذلك في كلّ مرّة يقرأ الإنسان الإنجيل فهو يستمع إلى نداء التّوبة، والمسيح صباحًا ومساءً يقول "تُوبُوا" بصيغة جماعيّة لكي يتوب الإنسان ويدعو أهل بيته للتّوبة ويساعدهم على سماع نداء المسيح.

2- إستجابة من الإنسان:

على الإنسان أن يستجيب يوميًّا لأنّ الاستجابة هي أروع شيء، مثلما استجاب السّجّان الرّومانيّ عندما ظنّ أنّ المسجونين هربوا بعد الزّلزلة ولكن بولس وسيلا طمأناه، فطلب أن يعرف طريق الخلاص"آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ" (أع ١٦: ٣١)، وفي المقابل يوجد أناس لم يستجيبوا مثل يهوذا الإسخريوطيّ، لذلك ينبغي أن يستجيب الإنسان عندما يسمع النّداء، "يُعطى عنّا خلاصًا (للماضي) وغفرانًا للخطايا (للحاضر) وحياة أبديّة (للمستقبل) لمَنْ يتناول منه".

3- فتح باب الرّجاء من الله:

عندما يستجيب الإنسان لنداء الله يفتح الله باب الرّجاء، كمثال المرأة الّتي أمسكت في الخطيئة "أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ فَقَالَتْ: "لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!" فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: "وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا" (يو ٨: ١٠، ١١)، ودائمًا يفتح الله باب الرّجاء للإنسان التّائب، لذلك التّوبة تحمي من اليأس ومن الهموم ومن المتاعب النّفسيّة.

4- كمال الرّحمة والفرح للتّائب:

الإنسان التّائب يشعر بالفرح والسّعادة على الدّوام، "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (مت ١١: ٢٨)، "افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ" (لو ١٥: ٩)، لذلك إذا أراد الإنسان أن يشعر بالرّاحة والسّلام عليه أن يصلّي ويقدّم توبة ودموعًا ليغسل خطاياه."