مصر
18 آب 2022, 05:55

تواضروس الثّاني: "أطلبوا" بالرّجاء وبالصّلاة "فتأخذوا" بالصّبر فيكون "فرحكم كاملًا"

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني إلى المؤمنين "رسائل مقدّمة في حالات الضّيق"، إذ تناول خلال اجتماع الأربعاء جزءًا من الأصحاح الثّاني عشر من رسالة القدّيس بولس الرّسول إلى أهل رومية (رو 12: 9- 21)، واستخرج من الآية "فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ" الخطوات الّتي يجب سلكها في وقت الضّيق، وذلك من خلال:

"1- "فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ"، فرح الإنسان المسيحيّ يجب أن يكون دائمًا حتّى في ساعة مواجهة الموت، لأنّ نظرتنا للموت أنّه يرتقي بالإنسان إلى السّماء، لأنّ الفرح يُمثّل:  

- ثمرة من ثمار الرّوح القدس.

- رسالة أمل وعدم يأس، لأنّ هدف السّيّد المسيح في فترة خدمته على الأرض هو فرح الإنسان، "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ" (يو 14: 27).

- فرح الإنسان يرجع إلى منبع الفرح الرّئيسيّ وهو قيامة السّيّد المسيح.

2- "صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ"، لا تقع في بالوعة اليأس والتّشكيك، لأنّ الضّيقات تصنع لنا أكاليل، "كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ" (رو 8: 28)، "بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ" (لو 21: 19)، "هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ وَإِيمَانُهُمْ" (رؤ 13: 10).

3- "مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ"، وهي الخطوة الدّائمة، لأنّ الصّلاة أقوى معين للإنسان وقت الألم، "عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي" (مز 94: 19)، والصّلاة تنقّي القلب والحواس، "محبوب هو اسمك يا الله فهو طول النّهار تلاوتي" (مز 119: 97)، والصّلاة مصدر تعزية في الضّيقات وأيضًا مصدر الفرح في الضّيقات".

وأكّد البابا أنّه بالرّغم من الألم الّذي يشعر به الإنسان إزاء انتقال مقرّب إلى السّماء، إلّا أنّ هذا الألم له طابع خاصّ، موضحًا بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة": "فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ (رجاؤنا في المسيح)، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ (ومَنْ قال إنّ حياتنا بلا ضيقات)، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ". واتّخذ من الآية "اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا" (يو 16: 24)، شرحًا لكيفيّة مواجهة الإنسان المسيحيّ للضّيقات في حياته، "اطلبوا" بالرّجاء وبالصّلاة "فتأخذوا" بالصّبر فيكون "فرحكم كاملًا"، وهكذا نتعزّى بكلمة الله وأعيننا مرفوعة للسّماء".

وخلال كلمته، قدّم البابا تعزيته لأهالي ضحايا حادثة أبي سيفين، مشيدًا بدور الجهات المعنيّة في التّعامل مع الموقف، مشيرًا إلى أنّ هذه الأزمة أظهرت تكاتف المصريّين ومعدنهم الأصيل.

كما كشف أنّه دخل في عزل صحّيّ يوم الأحد بتوجيه من طبيبه لاشتباهه بإصابته بفيروس كورونا، إلّا أنّ النّتيجة أتت بالأمس سلبيّة ما مكّنه من معاودة نشاطه، مؤكّدًا أنّه سيلتقي في وقت قريب بأهالي ضحايا الحادث.