تنديد لجنة العدل والسلام في الأرض المقدّسة بتسليح "الحرب العادلة"
شجبت لجنة العدل والسلام في الأرض المقدّسة تسليح "الحرب العادلة" في إطار الحرب المستمرّة في غزّة. بالإشارة إلى المعنى الحقيقيّ الوارد منذ قرون في تعليم الكنيسة حول هذه المسألة كما أوضحها التعليم المسيحيّ الكاثوليكيّ، رفضت اللجنة بشدّة حجّة "الحرب العادلة" التي قدّمها عددٌ من الجهات السياسيّة الفاعلة لإضفاء الشرعيّة على تدمير المدنيّين وقتلهم ردًّا على هجمات السابع من أكتوبر.
على أيّ حال، كان أصرّ الكردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة الفاتيكان، في مناسبةٍ أخرى، على ضرورة وضع مفهوم "الحرب العادلة" على بساط البحث من جديد، وهذا ما يتمّ، في الواقع.
قالت اللجنة الكاثوليكيّة في بيان "...لا يمكننا أن نسمح بتعبئة (إستخدام بكثافة) كلمات مثل "عادل" لتبرير ما هو ظالم وقاس ومدمّر. يجب أن ندافع عن سلامة اللغة، لأنّنا لا نزال مقتنعين بأنّ العدالة الحقيقيّة ممكنة بعد، إذا استطعنا التمسّك بوعدها"، و "لا الهجمات ولا الردّ العشوائيّ في الأرض المقدَّسة، يتوافقان ومعايير التعليم الكاثوليكيّ".
تجاهلت هذه الحرب، مبدأ التفرقة بين المدنيّين والمقاتلين والنتائج مأساويّة لدى الجانبين.
تعدّت هذه الحرب الاستخدام المناسب للقوّة فعدد القتلى من جانب يفوق بعشرات الآلاف عددهم في الجانب الآخر "مع أغلبيّة واضحة فيه من النساء والأطفال".
واعترضت لجنة العدل والسلام بشكل خاصّ على ادّعاءات التناسب التي قدّمها أولئك الذين يجادلون بأنّ الأرواح التي فقدت في مجموعةٍ، قد تنقذ حياة المجموعة الأخرى في المستقبل، فهم بذلك "يفضّلون أمن الأشخاص الافتراضيّين في المستقبل، على حياة البشر الذين يعيشون ويتنفّسون الذين يقتلون كلّ يوم"، كما شرحت اللجنة.
وأشار البيان إلى نداءات البابا فرنسيس التي لا هوادة فيها من أجل وقف فوريّ لإطلاق النار وتحرير الأسرى.
كما شكّكت لجنة العدالة والسلام في عدالة أيّ حرب، مردّدة كلمات البابا فرنسيس والقدّيس يوحنّا بولس الثاني بأنّ الحرب هي دائمًا "هزيمة للبشريّة".
وفي الختام، كرّر البيان نداء الكنيسة المتّقد من أجل السلام والعدالة للجميع، لطرفي النزاع في الأرض المقدّسة على حدّ سواء: "لقد حان الوقت لإنهاء هذا الصراع، ومنع انتشاره، والتهديد بحرب عالميّة، واستخدام لغة تفتح آفاقًا جديدة".