دينيّة
25 تشرين الأول 2022, 07:00

تمسّكا بإيمانهما فاستحقّا الشّهادة

ميريام الزيناتي
آمن بالمسيح في ظلّ عهد رومانيّ وثنيّ، رفض عبادة الأصنام وأخذ من الإنجيل مرجعًا لحياته الرّوحيّة، هو الشّهيد خريسنتوس الّتي تحتفل الكنيسة اليوم بتذكاره وتذكار زوجته داريا.

ترعرع خريسنتوس وسط عائلة وثنيّة، وكان والده عضوًا في المشيخة الرّومانيّة، إلّا أنّه لم يقتنع بتعاليم أسرته بل راح يفتّش عن الحقيقة وغاص في العلوم الفلسفيّة، فلم يلهب قلبه سوى بالدّيانة المسيحيّة.

آمن خريسنتوس بالمسيح واعتمد، فغضب والده المتعصّب للوثنيّة، وأمره بالعودة عن قراره، فرفض وزُجّ في السّجن.

 لم يكتف الوالد بسجن ولده، بل حاول أن يزوّجه من فتاة رائعة الجمال، تدعى داريا، وهي من المتعبّدات للإلهة فُستا، علّه يتخلّى عن الدّيانة المسيحيّة، فأخذ خريسنتوس يشرح للفتاة عن قدسيّة المسيح وعمق تعاليمه، فتعلّقت الأخيرة بيسوع وتخلّت عن وثنيّتها.

تزوّج الإثنان نادرين العفّة، وانطلقا يبشرّان بالإنجيل، تأثّر العديد من الوثنيّين بتعاليمهما ما أدّى إلى القبض عليهما وتعذيبهما.

ولمّا قُيّد خريسنتوس بسلاسل من حديد وطُرح في السّجن، انحلَّت قيوده وأشعّ في سجنه نورٌ سماويّ ردّ القائد كلوديوس الوثنيّ وزوجته وولداه إلى الدّيانة المسيحيّة، فما كان من الملك إلّا الأمر بقتلهم جميعًا.

أمّا خريسنتوس وداريا، فرميا في حفرةٍ رمليّة على طريق سالاريا، ورميا بالحجارة ودفنا حيَّين، وها هما اليوم يتربّعان على عرش الشّهادة، فلنتمسّك بإيماننا وليكن الله محور حياتنا علّنا ننال نعمة المكوث في ملكوته.