صحّة
06 حزيران 2024, 09:50

تفشّي حمّى الضنك في أميركا اللاتينيّة يثير قلق أوروبا

تيلي لوميار/ نورسات
بلغ عدد المصابين بحمّى الضنك في أميركا اللاتينيّة 8,6 مليون نسمة، وظهرت إصاباتٌ في أوروبا، في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا. وموجات الحرّ تتسبّب بانتشار البعوض، ما يثير قلق القارّة الأوروبيّة، كما ورد في موقع "اليوم السابع".

 

تشهد أميركا اللاتينية أسوأ تفشّي لحمّى الضنك في تاريخها. رصدت هذه السنة وإلى الآن 8.6 مليون إصابة، أي بزيادة أربعة ملايين إصابة على العام 2023 بأكمله، ما يثير مخاوف الدول الأوروبيّة التي شهدت ظهور حالات إصابة كما في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.

ففي باراجواى، على سبيل المثال، ارتفعت الحالات المكتشفة في عام 2024 بنسبة 1701% مقارنة بالفترة عينها من العام السابق، بينما ارتفعت في الأرجنتين بنسبة 391% وفي البرازيل بنسبة 222%، وفي ظلّ هذه البيانات، تنظر أوروبا إلى الوضع بعين الشك، هل من الممكن أن يحدث شيء مماثل فى تلك الدول الأوروبيّة؟

تُعتبر حمّى الضنك، من الأمراض التي تؤدّي إلى الوفاة وهي تنتقل عن طريق لدغة بعوضة الزاعجة.

بين عامي 2010 و2021، تمّ تسجيل 74 حالة إصابة فقط بحمّى الضنك المحلّيّة في أوروبا، ولكن ابتداء من عام 2022، رُصد تغيُّر كبير، فوفقًا للمركز الأوروبيّ للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC)، بين حزيران / يونيو وأيلول / سبتمبر من ذلك العام، سُجّلت 65 حالة محلّيّة في فرنسا وستّ حالات أخرى فى إيبيزا، وفي عام 2023، استمرّ الرقم في الارتفاع إلى 130 حالة: 45 فى فرنسا، و82 فى إيطاليا، وثلاث فى كتالونيا-إسبانيا.

أكّد الخبراء أنْ "في العامين الماضيين، كانت هناك حالات تفشّي أكبر فى فرنسا وإيطاليا أيضًا ممّا كانت عليه في العادة. لم يزد عدد الإصابات عن 10 أو 20 حالة، ولكن في الموسمين الأخيرين رأينا حالات تفشٍّ أصليّة أكثر".  

وقالت الباحثة في معهد كارلوس الثالث الصحّيّ، بياتريس فرنانديز مارتينيز: "لن يكون الأمر متفجّرًا مثل كوفيد أو فيروسات الجهاز التنفّسيّ الأخرى التي مجرّد القرب من شخص مصاب تنقل العدوى، ولكن قد يكون هناك حالات تفشٍّ مثل تلك التي نواجه فى بلدان أنحاء أوروبا كلّها، والشيء الطبيعيّ هو أن هناك "إننا لا نشهد مثل هذا التغيير المفاجئ، بل أننا سنقترب أكثر من السياق الأوروبيّ".

وأوضحت الباحثة، أنْ مع ذلك، فهذا الوضع لا يمكن التنبّؤ به لأنّ السياق يمكن أن يتغيّر. في الواقع، "تذكّروا أنّ هناك لقاحين تمّ ترخيصهما وتسويقهما مؤخّرًا لمكافحة هذا المرض، على الرغم من أنّ استخدامهما لم ينتشر على نطاق واسع بعد".

و"بناء على ذلك، فإنّ وضعنا فى الوقت الحالي لا تمكن مقارنته بما هو موجود فى أميركا اللاتينية".

ولكن، الواقع أنْ، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ينتشر البعوض خارج المناطق الاستوائيّة وشبه الاستوائيّة ويستقرّ في خطوط العرض الأعلى، وهذا يعني أيضًا أنّ عدد البعوض يمكن أن يزيد في المناطق التي يتواجد فيها بالفعل وأنّ فترة نشاطه الأكبر يمكن أن تمتد إلى ما بعد أشهر الصيف. وبهذا المعنى نفسه، أوضح عالم الفيروسات والباحث في المركز الوطنيّ للتكنولوجيا الحيويّة التابع لـ CSIC، خوان جارسيا أريازا، أنّ "دولًا مثل إسبانيا، التي تمرّ بمنطقة انتقالية، ستصل في نهاية المطاف إلى مناخ أكثر دفئًا وستكون مكانًا بيئيًّا للبعوض الذي من الواضح أنّه سيرتبط بنقل فيروسات لم تكن موجودة تقليديًّا في أوروبا".