دينيّة
26 تشرين الثاني 2024, 10:00

تعليم القدّيس سلوان عن محبّة الأعداء (3)

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الأب باسيليوس محفوض خادم عائلة كنيسة الصليب المحيي للروم الارثوذكس في النبعة

 

كنّا عدّدنا، في المقال السابق أربع عشر خطوةً من أصل خمسٍ وعشرين تلخّص تعليم القدّيس سلوان عن محبّة الأعداء.

نتابع في هذا المقال الخطوات المتبقيّة:

-15 الخطوة الرابعة عشرة هي عدم الحكم عليهم على الإطلاق، بل النظر فقط في أخطائنا الشخصيّة. وهذا ردًّا على تعليم المسيح "لا تدينوا لكي لا تدانوا، [و] لماذا تنظر القذى في عين أخيك، وأمّا الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟" (متّى 7: 1-3).

16 -الخطوة السادسة عشرة هي أن نغفر لهم بصدق.هذا الموقف يجعلنا مستحقّين أن نطلب من الله غفران خطايانا كما علّمنا الربّ، طالبين"واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"(متّى 6: 12)، ويظهر أنّنا نأخذ على محمل الجدّ كلمات المسيح "إن غفرتم للناس زلّاتهم يغفر لكم أيضًا أبوكم السماويّ"(متّى 6: 14). هذا الغفران في أعلى صوره لا يتذكّر حتّى ما عانيناه. يلاحظ القدّيس سمعان اللاهوتيّ الجديد أنْ، في هذه الدرجة، تتلخّص محبّة الأعداء في "تغطية ما عانيناه بالنسيان التامّ".

17 -الخطوة السابعة عشرة هي السعي إلى المصالحة مع الأعداء كما أمر المسيح: "تصالح أوّلًا مع أخيك" (متّى 5: 24)، "كن راضيًا عن خصمك سريعًا ما دمت معه في الطريق" (متّى 5: 25).

18 -الخطوة الثامنة عشرة هي أن نشعر بالشفقة والرحمة تجاههم. "فكونوا رحماء كما أنّ أباكم رحيّم أيضًا" (لوقا 6: 36).

19-الخطوة التاسعة عشرة هي التخلّي عن انتقام الله لنا، ولكن أيضًا التمنّي بأن لا يعاقبنا الله. إنّ تعليم الرسول "لا تنتقموا لأنفسكم، بل أعطوا مكانًا للغضب، لأنّه مكتوب: لي الانتقام، أنا أجازي، يقول الربّ" (رومية 12: 19).  

20 -الخطوة العشرون هي الصلاة إلى الله من أجلهم. وهذا الموقف هو استجابة لأمر المسيح "صلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم"(متّى 5: 44، لوقا 6: 28).

21 -الخطوة الحادية والعشرون هي أن نكنَّ لهم المودّة.

22 -الخطوة الثانية والعشرون هي أن نبدأ بتمنّي الخير لهم وفعله لهم. وهذا الموقف هو استجابة لوصايا المسيح "باركوا لاعنيكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم"(متّى 5: 44؛ لوقا 6: 27-28)، و"أحبّوا أعداءكم وأحسنوا إليهم" (لوقا 6: 35)، و"كما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا أنتم أيضًا بهم كذلك"(لوقا 6: 31). ويكرّر الرسول هذه الوصايا قائلًا: "باركوا على مضطهديكم، باركوا ولا تلعنوا"(رو 12: 14)، و"اصنعوا ما هو حسن أمام جميع الناس"(رو 12: 17)، و"لذلك إن جاع عدوّك فأطعمه، وإن عطش فاسقه"(رو 12: 20). وفي سلوكهم، أظهر الرسل الموقف "إذ نُشتَم فنبارِك" (1كو 4: 12).

23 -الخطوة الرابعة والعشرون هي أن ننظر إلى أولئك الذين يؤذوننا بالطريقة عينها التي ننظر بها إلى أولئك الذين يفعلون لنا الخير وأن نحبّهم بالطريقة عينها.

24 -الخطوة الخامسة والعشرون هي أن نعامل أعداءنا بالطريقة ذاتها التي نعامل بها أصدقاءنا.

25 -الخطوة السادسة والعشرون هي أن نحبّ أعداءنا ليس فقط كأنفسنا، بل أكثر من أنفسنا.