لبنان
15 حزيران 2018, 12:50

تعرف إلى المثلث الرحمات المطران إيليا كرم أهم من نشر الإيمان الأرثوذكسي من خلال الأيقونة!

ولد المثلث الرحمات المطران ٱيليا كرم في بحمدون، البلدة اللبنانية،العريقة الشهيرة في كنف عائلة أرثوذكسية عريقة.

ولقد ظهرت عليه منذ الصغر ميول قوية للصلاة والتعبد،فكان يذهب إلى كرم يملكونه،اعد فيه مغارة صغيرة،جعل فيها أيقونة للسيدة العذراء فيوقد الشموع ويحرق البخور ويقضي ساعات بالتأمل والتعبد والصلاة.
وعندما سمع البطريرك القديس غريغوريوس حداد استدعاه إلى دمشق ليعده لخدمة الكنيسة.فنشأ على يد القديس مقتديا به
كانت أبرشية جبل لبنان حتى العام 1902 امتداد لأبرشية بيروت وكانت أبرشية بيروت وجبل لبنان حينها أكبر أبرشية في الكرسي الإنطاكي الشريف المقدس.
وبعد فصل بيروت عن أبرشية الجبل أصبح بولس أبو عضل أول ميتروبوليت وخدم من سنة 1902 حتى سنة 1929 وبعد ذلك عين الارشمندريت بولس الخوري وكيلا بطريركيا حتى سنة 1935 عندها انتخب المجمع الإنطاكي المقدس إيليا كرم مطرانا لجبل لبنان.
 القارىء توفيق بشارة الأستاذ في تاريخ الكنسي اوضح في حديث لتيلي لوميار ان" الهاجس الكبير لسيادة راعي الأبرشية المنتقل عنا إلى عالم الغبطة الأبدية هو نشر الإيمان الأرثوذكسي من خلال الأيقونة الأرثوذكسية وكان يقول دائما:" أما الأيقونة فهي معلم حي ناطق لا يسكت ولا يغيب والأيقونة بتعليم الكنيسة مماثلة بسرها لسر التجسد الإلهي“.
وكان يقول إنها ليست فقط وسيلة تعليمية بل هي في الوقت عينه مصدر البركة والنعمة.
هذا ما عرفه المطران كرم لذلك كرس حياته وجهده ومال عائلته وسخر إبداع الفنانين في اليونان وروسيا من اجل تعميم الأيقونات في الكنائس والبيوت والمقامات وذلك لتعميم المعرفة وبث النعمة الإلهية.“
قال السيد:"جئت لأخدم لا لكي أخدم“ وهذا ما اتخذه المطران كرم شعارا له حقيقيا في حياته فلم يكن ذلك المتسلط المتعالي المتكبر الراغب بالجاه والمديح بل كان ذلك الراعي الشاعر بما يشعر به كل واحد من أبنائه يشاركه فرحه أو أحزانه وكان يقول دائما :“أنا مطران على البشر  مش على الحجر“.
و يضيف بشارة" كان مثل معلمه الرجل القديس غريغوريس الرابع محبا للفقراء، ومتأثرا بقول يوحنا الرحيم بطريرك الإسكندرية الجزيل الورع :الفقراء هم أسيادنا في الكنيسة.
الوحدة المسيحية كانت هاجسه الأكبر،ولقد شعر الجميع منذ جلوسه على عرش أبرشية جبل لبنان بأن علاقته مع الطوائف المسيحية الأخرى تنم عن محبة حقيقية ورغبة في التقارب والعمل لوحدة المؤمنين مع الحفاظ على التراث الأرثوذكسي الشريف.
وقال المطران كرم جملته الشهيرة للمطران الماروني الياس فرح:"هذا أنت...وهذا أنا...وهذا هو مذبح الرب ...فهات يدك نتعاهد أن نموت في سبيل وحدة الكنيسة“.