لبنان
09 آب 2015, 21:00

تطويب المطران فلابيانوس ملكي شهيد الإيمان

بعد مئة عام على وقوعِ مجازر سيفو، وبالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتهجير المسيحيين من الموصل وبلدات سهل نينوى، وفي خضمّ خطف مسيحيي بلدَتَي القريتين وصدد، وجُلُّهم من السُّريان، أصدر البابا فرنسيس قراراً قضى بإعلان تطويب خادم الله المطران الشهيد فلابيانوس ميخائيل ملكي بعد أن خُتِمت أعمال دعوى التطويب التي دامت خمس سنوات.

إحتفال التطويب سيترأسه البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك أنطاكية للسريان الكاثوليك، في كنيسة دير سيّدة النجاة البطريركي ـ الشرفة، درعون ـ حريصا، في 29 آب من الشهر الجاري، وهو التاريخُ عينُه الذي استشهد فيه الطوباوي الجديد منذ مئة عام.
في بدء الاحتفال، سيعلن الكردينال أنجلو اماتو، رئيس مجمع القدّيسين وموفد البابا قرارَ تطويب المطران الشهيد، الذي ستُعرَض إيقونتُه فوق المذبح. وسيشارك آباء سينودس الكنيسة السريانية الكاثوليكية بالاحتفال، وكذلك بطاركة وأساقفة عديدون يمثّلون الكنائس الشقيقة، وجمع غفير من المؤمنين القادمين من أبرشيات الكنيسة السريانية في الشرق والعالم.
الطوباوي الجديد فلابيانوس ميخائيل ملكي، أصرّ على البقاء في مقرّ أبرشيته "جزيرة ابن عمر" الواقعة جنوب شرق تركيا الحالية، أثناء الإضطهاد الإجرامي العام 1915، مكرّراً قوله الشهير "دمي أبذله من أجل خرافي". فاعتُقِل وعُذِّب وقُتِل رمياً بالرصاص، وأُلقيَ في نهر دجلة.

عن عمر ناهز السابعة والخمسين، استشهد الأسقف الشهيد خلال مجازر سيفو السوقيات، إلى جانب العديد من السريان والأرمن وغيرها من المكوّنات المسيحية الأصيلة التي رفضت أن تنكرَ المسيح. استُشهد بعد أن باع كلّ ما يملك حتى ثيابه الليتورجية ليطعم الفقراء خلال مجاعة الحرب العالمية الأولى.
هذه الصفحة السوداء من تاريخ البشرية، تتكرر اليوم ولو بسيناريو مختلف، فلعلّ تطويب شهيد الإيمان يكون علامةً حيّة وبارقة رجاء لمسيحيي الشرق الذين يواجهون الاضطهاد والاقتلاع من أرضهم وحتى النفي أو التهجير.