دينيّة
02 آب 2024, 07:40

تطويب البطريرك إسطفان الدويهي فيض ونعمة وبركة من السماء على الكنيسة المارونيّة وعلى لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
الأب البروفسّور يوسف مونّس

بعد أربعمئة سنة يأتي هذا الحدث

تطويب البطريرك إسطفان الدويهي،

يأتي ليقول لنا، إنَّ الله لا يترك لبنان،  

بل هو من وقت إلى آخر يرسل إلينا إشارات قداسة

ودلالات نِعَم تخبرنا أنَّ السماء والعناية الإلهيّة  

تحفظان لبنان المكرّس لقلب مريم العذراء

سيّدة لبنان.

 

الدويهي البطريرك المعلّم، الورع، التقيّ، عالم مؤسّس  

مريميّ العبادة، قربانيّ الحياة والتكرّس، إنّه

البطريرك المؤسّس Patriarche Fondateur

يشرح، يعلّم، يدافع، يكتب عن العقائد واللاهوت  

والتاريخ والطقوس والرتب واللباس، والزيّاحات

والعبادات لينوّر شعبه وكنيسته.

ويعلّم أبناء رعيّته ويدافع عن معتقد طائفته وإيمانها.

هو الكاثوليكيّ القويم والصحيح

 

إيمانه كإيمان بطرس، لتبقى كنيسته المارونيّة  

والموارنة سراجًا على المكيال.

هذه المارونيّة التي حوّلت صخور لبنان الوعرة  

إلى جنّات خضراء.

 

إنّه البطريرك المؤسّس لتاريخ الأزمنة

يكتبه كعالم لاهوتيّ ليُظهر الدلالات الكبرى

على عظمة تاريخ كنيسته المارونيّة المجاهدة

والمضطَهدة الطامحة دومًا إلى الحرّيّة  

والكرامة الإنسانيّة، وبخاصّة إلى كرامة المرأة  

المارونيّة المثقّفة والمربّية

والمساوية للرجل بالحقوق والواجبات.

 

إنَّه البطريرك الطقسيّ  

الذي كتب منارة الأقداس ليؤسّس العلم

الصحيح للّيتورجيا والطقسيّات المارونيّة

وعمق تجذّرها في الكتاب المقدّس

واللاهوت العقائديّ وكتابات الآباء والمعلّمين

والقدّيسين، فشرح كلّ حركة وكلّ كلمة وكلّ  

آنية طقسيّة، وكلّ لباس مع رمزيّته

ودلالاته وكيفيّة بناء الكنائس.

هذا البطريرك له الفضل الكبير في مرافقة تأسيس الحياة الرهبانيّة

الديريّة مع المؤسّسين الأوائل القادمين من مدينة حلب

إلى قنّوبين والوادي المقدّس قرعلي، والبتن، وحوّا، ولاحقًا  

جرمانوس فرحات.

وتبقى "مورت مورا" الشاهد الكبير على زمن التأسيس هذا.

وستستمرّ هذه الرهبانيّات ومعها الآباء المعلّمون

والعاملون في أرض لبنان وبينهم العديد من القدّيسين والطوباويّين.

وحدود لبنان هي على امتداد حدود أدياره وحضورها.

 

جال الدويهي في الأقطار المارونيّة من لبنان إلى قبرص،  

من قنّوبين إلى كسروان إلى المتن إلى الشوف،

حاملاً ثقافة التنوّع والتعدّد والريادة الفكريّة

والحضاريّة والثقافيّة والعمرانيّة.

 

 

 

الأهمّ من هذا كلّه، أنّه كان رجل القداسة

والصلاة والورع والعبادة القربانيّة

والتقوى المريميّة، ينظر دائمًا من قلّايته في قنّوبين

إلى بيت القربان، وصورة العذراء، والأرض اللبنانيّة.

بطريرك العلم والقداسة، يطوَّب اليوم باحتفال

مهيب في بكركي ليعطي لبنان مجدًا وفخرًا

وشفاعة أمام العالم.

 

هذا هو المجد الذي يتكلّم عليه الدكتور شارل مالك

وكمال الصليبي، المجد الذي أعطي للموارنة.

فهلّا عدنا إلى أصالتنا وإلى حقيقة رسالتنا

في هذا الشرق ألا وهي:

العلم والفضيلة والقداسة وتقديس نفوسنا كهذا البطريرك،

وهلّا أخذنا منه السعي إلى العلم والمعرفة والثقافة.

 

الكلمات المفاتيح لفهم حقيقة حياة البطريرك إسطفان الدويهي

هي القداسة والتواضع والعلم والثقافة والمعرفة.

وكما حوّل الأجداد والآباء الموارنة الأوائل

صخور لبنان إلى جنّاتٍ خضراء وجلّلوها،

وعاشوا كرماء في الجبال الوعرة،

وكانوا روّاد علم وثقافة وحضارة وكرامة إنسانيّة،

هكذا علينا أن نكون اليوم، لنليق بهم وبتاريخنا  

ولبنان وكنيستنا ورهبانيّاتنا.