الفاتيكان
04 تموز 2023, 11:50

تشيرني للعاملين في عرض البحر: الكنيسة قريبة منكم وتهتمّ بكلّ ما يفرحكم أو يؤلمكم

تيلي لوميار/ نورسات
يُحتفل في التّاسع من الجاري بأحد البحر، وللمناسبة وجّه عميد الدّائرة الفاتيكانيّة المعنيّة بخدمة التّنمية البشريّة المتكاملة الكاردينال مايكل تشيرني رسالة تركّز محورها حول القرب ممّن يضطرّون إلى الابتعاد عن جماعاتهم والتّعرّف على خبرات وشهادات مَن يعملون في عرض البحر.

بداية، أشار تشيرني إلى أنّ الإنجيل قد وصل كلّ أركان العالم من خلال السّفن الكبيرة، مذكَّرًا بأنّ "سفر أعمال الرّسل وغيره من نصوص العهد الجديد تروي لنا بأشكال عديدة حياة المرسلين الّذين حملوا البشرى السّارّة مع العاملين في البحار، حيث تقاسموا معهم لأشهر في بعض الحالات الحياة اليوميّة فاتحين على الإيمان الكثير من العقول والقلوب".

وتابع بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ البحر يوفّر سنويًّا للجماعات الكاثوليكيّة في العالم بأسره الفرصة لعدم نسيان الأصول وللصّلاة من أجل من يعملون اليوم على السّفن الّتي تنقل البضائع في جميع أنحاء العالم. إنّنا نتحدث عن أكثر من مليون شخص تصبح بفضلهم حياتنا اليوميّة ممكنة ويتقوّى الاقتصاد. إنّنا لا نعلم شيئًا تقريبًا عنهم وعن إيمانهم أو عن محبّتهم ورجائهم".

لفت تشيرني الأنظار إلى أنّ "اليوم الّذي يُحتفل فيه بيوم البحر، أيّ الأحد، هو أيضًا يوم الإفخارستيّا، الفصح الأسبوعيّ. في هذا السّياق، إنّ كثيرين لا يتمكّنون من أن ينالوا هذا السّرّ لأنّهم مجبرون على أن يكونوا بعيدين عن أحبّائهم وجماعاتهم... إنّ الاحتفال بالقائم من بين الأموات يعني أيضًا عدم نسيان أحد وكذلك التّأمّل في كيفيّة جعل الغائبين وغير المرئيّين يشعرون بأنفسهم مخَلَّصين وحاملي كرامة ثمينة، كرامة كلٍّ من أبناء الله".

ثمّ عاد الكاردينال مايكل تشيرني إلى "الرّسل الّذين عرَّفوا بيسوع على متن السّفن وجمعوا الأشخاص في كلّ مدن الموانئ، أيّ أنّهم كانوا متواجدين في عالم يبدو أنّ المعرفة به تقلّ اليوم. إنّ التّنظيم المركّب لمجتمعاتنا يميل إلى إخفاء اللّامساواة وإلى وضع الكنوز الرّوحيّة والاحتياجات المادّيّة للأشخاص البسطاء في الظّلّ غالبًا. ومن هذا المنطلق فإنّ أحد البحر لا يقتصر على العاملين في هذا المجال وحدهم، بل هو يلفت انتباه كلّ جماعة مسيحيّة إلى مَن يصلنا بفضلهم الجزء الأكبر من الخيور الّتي نستخدمها بشكل يوميّ.

فلتَصل إلى كل مَن هم في عرض البحر اليوم رسالة جماعيّة، الكنيسة قريبة منكم وتهتمّ بكلّ ما يفرحكم أو يؤلمكم. ليس هناك فقط ما نعطيه لكم بل هناك أيضًا ما يجب أن نتلقّاه منكم، من سردكم وشهاداتكم."

وعند كوننا كنيسة سينودسيّة يتمّ فيها السّير معًا، توقّف تشيرني مشدّدًا على "ضرورة السّير معًا إلى الأمام بدون ترك أحد في الخلف"، وعلى "ضرورة أن نُغْني أحدنا الآخر"، وعلى "ضرورة ألّا يفكّر أحد في أنّه ليس لديه ما يمكنه أن يقدّم." وقال: "إن كان هناك جهد نريد هذا العام أن نقترحه عليكم فهو التّعرّف على الطّرق الّتي يمكن من خلالها أن نكون أكثر قربًا، وذلك في تبادل متواصل يجعل عملكم أقلّ بعدًا عن مسيرة الجميع وعن إيمانهم".

وفي الختام، طلب عميد الدّائرة الفاتيكانيّة شفاعة مريم العذراء نجمة البحر، وتضرّع كي تكون ينبوع تعزية ومثابرة.