دينيّة
27 نيسان 2018, 07:00

تسلّقت قمم الألم لتصل إلى قمّة الإيمان!

ماريلين صليبي
حياة الصّعاب التي عاشتها شبّثتها بالمسيح أكثر، هي أنّاهيتا التي نقلت تجربتها الأليمة المكلّلة بالفرح والإيمان في كتاب يروي قصّة الأمل والرّجاء.

 

حياتها قبل وفاة زوجها الأوّل كانت مغمورة بالسّلام، غير أنّ موت الزّوج أتى كالصّاعقة ليبدّل مسار أيّامها. إذ كان زوجها الثّاني عنيفًا جدًّا يضربها بلا شفقة وكان ملاحقًا من قبل السّلطات المحلّيّة، فالهرب معه كان ضروريًّا في الجبال الوعرة وتحت سماء تمطر بغزارة في جوّ يلفح بردًا قارسًا مع طفلين صغيرين.

هذه الظّروف الأليمة لم تمنع أنّاهيتا من لمس نعم المسيح خصوصًا أنّها كانت تسائله باستمرار عن وجوده في حياتها. ففي ليلة كانت مختبئة فيها على قمّة جبل يغمرها البرد القارس الخاطف،

فوجئت بأنّ طفلها الصّغير الذي تغيب عن وجهه معالم الحياة والصّحّة والذي توقّف عن التّنفّس، لا يزال ينبض قلبه حياة.

عندها، شعرت أنّ المسيح معها، حاضر في كلّ لحظة وفي كلّ ظرف، يعطيها الإشارات والمعالم التي تدفعها إلى الإتيان إليه.

وعندما هدأت الأحوال السّياسيّة والأمنيّة، عادت العائلة إلى منزلها ليقرع بابها مسيحيّون يرغبون بالتّبشير بالمسيح. الخوف منعها أوّلًا غير أنّها قبلت أن تأخذ منهم إنجيلًا تخبّئه جيّدًا وتطالعه يوميًّا.

بالنّجدة كانت تطالب المسيح باستمرار، فها هي تنفصل عن زوجها وتسافر بعيدًا. ولكن، عندما عادت إلى بلدها لزيارة قريب، كان الأعداء في المرصاد فقبضت عليها السّلطات وحبستها.

بين القضبان صلّت أنّاهيتا وتعهّدت اعتناق المسيحيّة إذا خلّصها الرّبّ، وها هي أعجوبة إضافيّة تطبع حياتها إذ شفق القاضي على حالها وبرّأها لغزارة دموعها.

عندها، باتت أنّاهيتا ابنة للمسيح، تخدم في جمعيّة مسيحيّة وتردّ الضّالّين إلى الإيمان، تختبر المحبّة والإيمان وتعيش بسلام استثنائيّ مع الرّبّ.