لبنان
21 تموز 2025, 13:20

تريزيا باركت رعايا بيروت وعبد السّاتر: صلّوا على نيّة السّلام

تيلي لوميار/ نورسات
من رعيّة إلى أخرى، جالت ذخائر تريزيا الطّفل يسوع على أبرشيّة بيروت المارونيّة مباركة المؤمنين، ناثرة عليهم ورود النّعم في محطّات مختلفة.

وفي اختصار الجولة، وبحسب ما نشرت الأبرشيّة، "المحطّة الأولى كانت يوم الأحد ٦ تمّوز في كنيسة مار الياس في الدّامور حيث كانت قراءات تأمّليّة وصلوات وترانيم.

أمّا يوم السّبت ١٢ تمّوز فوصلت الذّخائر صباحًا إلى كنيسة السّيّدة في المتين، واستقبلت على وقع موسيقى فرقة قلب يسوع- المتين. وفي الكنيسة كانت صلاة الصّباح وقراءات وتأمّلات وترانيم، وودّع المؤمنون الذّخائر مع فرقة موسيقى الجمعيّة الخيريّة- المتين، لتتوجّه بعدها إلى كنيسة السّيّدة في الكرسيّ الأسقفيّ في عين سعادة حيث كان في استقبالها راعي الأبرشيّة المطران بولس عبد السّاتر والنّائب الأسقفيّ لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح والقيّم العامّ الخوري جورج قليعاني وخادم رعيّة السّيّدة ومار أغسطينوس الخوري شربل بشعلاني ولفيف من كهنة رعايا الجوار، بحضور رئيس البلديّة موريس الأسمر وأعضاء المجلس البلديّ والمخاتير وحشد من المؤمنين. وعلى وقع التّرانيم والزّغاريد ونثر الورود، كانت مسيرة باتّجاه الكنيسة حيث كانت صلاة وزيّاح الأيقونة بمشاركة رعيّة السّيّدة- الفنار، وبعدها رُفعت الصّلوات والتّرانيم بمشاركة رعايا مار عبدا- رومية والقدّيسة رفقا- تلال عين سعادة ومار سركيس وباخوس- ضهر الصّوّان بحنّس والسّيّدة ومار جرجس بعبدات ومار يوسف- العيون. وكانت الاعترافات مؤمّنة طيلة فترة وجود الذّخائر.

وإنتقلت بعدها الذّخائر إلى كنيسة القدّيسة تريز الطّفل يسوع في المنصوريّة- بيت مري حيث استقبلت بالصّلوات والتّرانيم. واحتُفل بالقدّاسات وعُرض فيلم وثائقيّ عن حياتها، وكانت طوال اللّيل تأمّلات ترانيم وصلاة المسبحة. وكانت الاعترافات مؤمّنة طيلة فترة وجود الذّخائر.

ويوم الأحد ١٣ تمّوز، انتقلت الذّخائر إلى كنيسة القدّيسة تقلا في حاصبيا المتن واستقبلت بالتّرانيم والورود في ساحة البلدة، لتدخل بعدها إلى الكنيسة حيث احتُفل بالقدّاس الإلهيّ وكانت صلوات وتأمّلات وترانيم روحيّة بالتّنسيق مع جوقات الرّعايا المجاورة.

ومن حاصبيا إلى كنيسة مار جرجس في الخريبة- الحدث حيث استقبلت الذّخائر في مسيرة حاشدة. وبعد القدّاس الإلهيّ، كانت صلوات مع عائلة الأخويّات في إقليم بعبدا ومع مختلف الرّاعويّات في الرّعايا المجاورة.

وإختتمت ذخائر القدّيسة جولتها في أبرشيّة بيروت المارونيّة في كنيسة القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع في الفيّاضيّة حيث استقبلت أمام مستديرة وزارة الدّفاع على وقع أنغام موسيقى الجيش اللّبنانيّ، لتشقّ طريقها نحو الكنيسة بمرافقة جمعيّة موسيقى بسوس الخيريّة. واحتفل راعي الأبرشيّة المطران بولس عبد السّاتر بالقدّاس الإلهيّ عاونه فيه المتقدّم بين الكهنة في قطاع بعبدا والوسط الخوري بيار الشّمالي وخادم الرّعيّة الخوري عصام ابراهيم، بمشاركة النّائب العامّ المونسنيور إغناطيوس الأسمر، والنّائب الأسقفيّ لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح، ولفيف من الكهنة من الرّعايا المجاورة، وبحضور عدد من الرّاهبات، واللّبنانيّة الأولى السّيّدة نعمت عون، ورئيس بلديّة بعبدا- اللّويزة هنري ميشال الحلو وأعضاء المجلس البلديّ والمخاتير، وحشد من المؤمنين. وفي عظته، قال المطران عبد السّاتر:

"إسمحوا لي أوّلًا أن أتوجّه إلى السّيّدة الأولى طالبًا منها أن تنقل تحيّاتنا وصلواتنا إلى فخامة الرّئيس، ونرجو منكِ أن تؤكّدي له محبّتنا وثقتنا بما يقوم به في هذه الأيّام على الرّغم من صعوبتها. نتمنّى له التّوفيق في إيصال البلد إلى المرفأ الأمين.

أشكر الرّبّ يسوع على هذه الجماعة المؤمنة المجتمعة حول ذخائر القدّيسة تريزيا، هذه الرّاهبة الكرمليّة الّتي أمضت عمرها القصير في محبّة الرّبّ ومحبّة القريب.

إختارت القدّيسة دخول رهبنة الكرمل لتكون دومًا إلى جانب حبيبها ومحور حياتها، ولتصلّي على نيّة إخوتها وأخواتها ليتقدّسوا وليحبّوا بعضهم بعضًا.

منذ صغرها أحبّت القدّيسة الرّبّ من كلّ قلبها ووضعت ذاتها بين يديه ليتمّم مشيئته فيها. وهو، وفي آخر حياتها، رفعها إليه وألبسها إكليل المجد وضمّها إلى قلبه لترتاح فيه إلى الأبد.

سلّمته ذاتها وأحبّته من كلّ قلبها وعملت مشيئته وتحدّثت أمام الجميع عن حبّه الكبير، ولمّا ماتت كانت لها القيامة والحياة الأبديّة مع عريسها السّماويّ.

إخوتي وأخواتي، منذ البارحة وأنا أرى العديد من بينكم يأتي ويصلّي ويبتهل ويبكي. ثقوا أنّ القدّيسة تسمع تنهّداتكم وترى دموعكم وتشعر بألمكم. ثقوا أنّها تصلّي من أجلكم كما فعلت طوال حياتها على هذه الأرض، تصلّي أمام الله الآب من أجلكم حتّى تبقوا على إيمانكم على الرّغم من المِحَن، وحتّى يعمّ السّلام قلوبكم على الرّغم من القلق الّذي تعيشونه، وحتّى يبقى فيكم الرّجاء لأنّكم جماعة القيامة وكنيسة المسيح الأمين لوعوده، الله الابن المتجسّد، المخلّص الوحيد لكلّ إنسان.

أخواتي وإخوتي، أطلبوا أوّلًا ملكوت الله والباقي يُزاد لكم. أطلبوا خلاص من تحبّون قبل شفائهم وقبل نجاحهم وقبل هنائهم. أطلبوا النّعمة لكم لتحبّوا من لا يحبّكم ولتغفروا لمن أساء إليكم، ولتعملوا من أجل بنيان الجميع. صلّوا ولا تملّوا وبحرارة. صلّوا على نيّة حكّام هذا العالم ليعملوا من أجل خير الإنسان والخليقة. صلّوا على نيّة السّلام في لبنان وفي كلّ بقعة نزاع في العالم. صلّوا ولا تملّوا وبحرارة من أجل الأخيار ليستمرّوا في عمل الخير ومن أجل الأشرار ليتوبوا، فتفرح بكم القدّيسة تريزيا وتكونون منذ الآن في عداد الأبرار والصّدّيقين حتّى ساعة اللّقاء وجهًا لوجه مع الله الآب. آمين."

وبعد القدّاس الإلهيّ الّذي خدمته جوقة الرّعيّة، كان ريسيتال روحيّ، تلته تأمّلات وعزف على البيانو مع الطّالبيْن ميشال وبيتر ضاهر، وسهرة روحيّة، وقداديس، وصلوات وتأمّلات مع الشّبيبة والأخويّات."