دينيّة
15 تشرين الأول 2017, 13:00

تريزا الأفيليّة.. المُصلِحة

ميريام الزيناتي
متوقّدة الذّهن، حنونة، ليّنة في مسلكها، هي تريزا الأفيليّة القدّيسة التي اختارت الإصلاح سبيلًا إلى السّماء.

أحبّت يسوع حبًّا جمًّا منذ صغرها فنجحت بإقناع شقيقها الأكبر سنًّا بالتوجّه معًا إلى بلاد المغاربة حيث أرادا الإستشهاد لرؤية المسيح لولا تدخّل عمّهما ومنعهما عن الإقدام على هذه الخطوة.

تأثّرت تريزا الأفيليّة يإيمان والدتها التي كانت تحدّثها عن محبّة الله وقداسة مريم، منها استمدّت روحانيّتها وبها قوّت إيمانها إلى أن فقدتها وهي في الثالثة عشر من عمرها لتتخذ بعدها من العذراء أمًّا لها.

تريزا الأفيليّة التي دخلت دير التجسّد الكرمليّ في الثامنة عشر من عمرها، فوجئت بسهولة الحياة الرّهبانيّة البعيدة عن التواضع والإماتة والتقوى فأدركت أن رسالتها تغيير مسلك هذه الرّهبنة لتعيدها إلى حياة الصّلاة والتقشّف.

انطلقت تريزا في مسيرتها وأسّست 16 ديرًا للكرمليّات يتّبعون القواعد الإصلاحيّة، ولما رأت أن هذا الإصلاح لا يتحقّق إلّا باتّباع الرّهبان الطّريق عينها، راسلت الرّئيس العام الذّي سمح لها بتأسيس أديرة للرهبان أيضًا لتبدأ موجة الإضطهادات؛ فالرّهبان الذين رفضوا أن تفرض عليهم امرأة الإصلاحات، تمكّنوا من حجزها في أحد الأديرة لمنعها من إكمال المسيرة إلّا أنها تغلّبت على كلّ العقبات وتمكّنت من إعادة الرّهبنة إلى ينابيع الكنيسة الأولى.

القدّيسة تريزا الأفيليّة التي نحتفل بعيدها اليوم، أسلمت الرّوح عن عمر يناهز الـ 67 عامًا بفرح، هي التي دائمًا ما تمّنت أن تلقى المسيح رأت في موتها فرصة لإتمام اللقاء.. أعطنا يا ربّ أن نلقاق في كلّ لحظة لنكون القدوة في الإصلاح علّنا نرسم في حياتنا طريقًا توصلنا يومًا إلى ملكوتك...