تدشين كنيسة مار يوحنا المعمدان دنحي في بلدة رشعين قضاء زغرتا
ترأس المطران بو جوده صلاة التبريك والتدشين، ورشّ داخل الكنيسة بالمياه المقدسة، وبارك المذبح بالميرون المقدّس، من ثم ألقى عظة قال فيها:
أانا سعيد أن أحتفل معكم بتكريس هذا المقام على اسم شفيع الرعيّة مار يوحنا المعمدان، وإن اسم يوحنا واسم دنحي مترابطان، لأن كلمة دنح باللغة السريانيّة تعني الشروق، رمز المسيح الذي هو نور العالم، وإنّ كلام المسيح إلى بولس الرسول "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني بيعتي" يؤكد أيضًا على هذه الحقيقة، وإنّ الكنيسة هي الصخرة التي مهما ضربتها الأنواء والعواصف، لا يمكن أن تتزعزع لأنها ثابتة كالصخر. والكلام الذي قاله كاتب الرسالة للعبرانيين يمكن أن يطبّق الآن على أيامنا هنا في لبنان، في هذه الأيام الصعبة التي عشناها، مع تلك التيّارات الهدّامة التي حاولت أن تخرّب لبنان لكنّها لم تستطع لأنّ لبنان مبني على صخرة الإيمان وعلى المحبّة بين جميع أبنائه".
أضاف بو جوده "نحن مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بهذه الأرض المقدّسة، مهما أجبرتنا الأيّام على الهجرة، والغربة. في المجمع البطريركيّ المارونيّ يوجد نص تحت عنوان "المارونيّ والأرض" ولسوء الحظ فإنّ البعض منّا فقدوا هذه القيم وهذه المعاني، ولم تعد الأرض بالنسبة إليهم تعني أي شيء سوى أنّها سلعة للتجارة، نتخلى عنها سريعًا، من دون أن ندرك أننا نتخلّى عن بلدنا وعن هويتنا، ومن بعدها نبدأ بالقول لا شيء لنا في هذه البلاد، وهذا تفكير خاطىء فنحن لنا الكثير في هذا البلد، حتى نبقى مع إخوتنا المسلمين، نبني البلاد على أسس متينة التي بناها أجداد لنا منذ القديم".
وتابع بو جوده يقول "لا يجب أن نتخلّى عن أرضنا على الإطلاق ونصمد بقوة أمام كل المغريات، ونحن اليوم إذ نكرّس معًا هذه المغارة الكنيسة، فلكي نؤكد إننا نحن أبناء مارون، تركنا السهول الخصبة في انطاكيا وسوريا وعلى ضفاف نهر العاصي، وجئنا إلى المغاور والوديان، وكل ذلك من أجل المحافظة على إيماننا الذي له الأولوية، لأننا شهود واذا اقتضى الأمر أن نكون شهداء في سبيل إيماننا والمحافظة على بلادنا. واليوم باسمكم أريد أن أحيي من يحافظون على هذه الأرض وهذه البلاد وأعني جنود الجيش اللبناني الذي دفع البعض منهم حياته من أجل المحافظة عليها، واستشهدوا في سبيل الدفاع عن الأرض والكرامة، ولم يقبلوا التخلي عن بلادهم، وهم من نذكرهم اليوم في صلاتنا، ونطلب من الرّبّ أن يعطي المسؤولين عنهم القوة كي يحافظوا على هذه البلاد، وأن يعيشوا دائمًا هذا الشرف والوفاء في حياتهم حتى تبقى بلادنا كما قال عنها القدّيس يوحنا بولس الثاني رسالة للشّرق والغرب ولكلّ العالم.
وختم بو جوده يقول "كنيسة مار يوحنا دنحي التي ندشّنها اليوم هي كنيسة الشروق، والنّور، لكلّ أبناء المنطقة، ومنها سنستمد القوة التي منحنا إيّاها من قبل الكنيسة في المعمودية والأسرار. أودّ أن أشكر كلّ الذين سعوا إلى تنفيذ هذا المشروع الديني والحيوي، ونذكر أولًا في صلاتنا من كان همّه الأول تنفيذ هذا المشروع، الخوري الرّاحل يوحنا انطون معربس، كما نصلّي أيضًا لعائلة شاهين نجيم الذين تبرّعوا بكلفة بناء هذا المشروع، ونطلب من الرّبّ أن يعطيهم الصّحة والعافية والتوفيق في حياتهم، كما نشكر الأستاذ زياد الخازن الذي تبرّع بالأرض من أجل إتمام المشروع، وأشكر كلّ من تعب وعمل على إتمام هذا المشروع المهم على سفح هذا الجبل".
وفي ختام القدّاس أعلن خادم الرعيّة الخوري جو رزق الله أنّ الأستاذ زياد الخازن وبعدما كان قد وهب للكنيسة قطعة الأرض التي بنيت عليها بمساحة 1500 مترًا مربّعًا، تبرّع اليوم بمساحة 2000 مترًا مربّعًا إضافية تخصّص لمواقف السّيارات. من ثم بارك المطران بو جوده دسوت الهريسة التي أُعدّت خصيصًا للمناسبة، وتشارك الجميع في لقمة المحبّة.