تدشين المبنى الجديد للمستشفى اللبناني الجعيتاوي – الجعيتاوي، بيروت
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيب القتها مقدمة الحفل كارولينا نصار لفتت فيها الى ان "المستشفى رسم طريقه منذ تسعة عقود في خدمة الإنسان والإنسانية. فلقد امضى حتى اليوم 90 عاما من العطاء انطلاقا من ايمانه القوي بالمبدا الذي شيد من اجله وهو خدمة الإنسان لأن لكل انسان الحق في العناية."
وكان عرض لفيلم وثائقي عن تاريخ تأسيس المستشفى عام 1927 على يد الأب يوسف سلوان الجعيتاوي نسبة الى بلدته جعيتا، مرورا بابرز مراحل التطور التي شهدها لا سيما بعد ان اوكل البطريرك الياس الحويك امر خدمته لراهبات العائلة المقدسة المارونيات.
وتحدثت المديرة العامة للمستشفى الأخت هاديا أبي شبلي فرأت أن "هذا الحفل هو بمثابة وقفة عز لرفع إسم المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي الذي يحتفل بيوبيله الماسي، وبدل أن يشيخ ها هو ينفض غبار الأيام بالرغم من الأوضاع الإقتصادية الصعبة ويجدد شبابه كالنسر ليحلق في ميدان الطب والاستشفاء." وأضافت:" أن المغفور له الأباتي يوسف سلوان الجعيتاوي أسس المستشفى عام 1927 وشجعه على ذلك الطبيب الشيخ حنا الخازن والمحامي مسعود مسعود وصديقه الشيخ محمد الجسر، وفتح ابوابه للجميع دون تفرقة بين الطوائف والمناطق، ولا يزال الجو الذي أشاعه المؤسس يوجه المستشفى ليومنا الحاضر، في أنه مستشفى لكل لبنان ولكل اللبنانيين ولخدمة المتألمين بتفان ومهنية عالية، ويواكب التقدم العلمي ويسهم فيه ويستقبل أطباء الغد المتمرنين من كلية الطب في الجامعة اللبنانية ويسهم في تنشئتهم علميًا وإنسانيًا. أن هذا التطور النوعي للمستشفى ليس إلا حلقة من خطة شاملة وضعها المجلس العام لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات وتم تنفيذه على مراحل واليوم نشهد تدشين المرحلة الأخيرة منه."
وتوجهت الأخت أبي شبلي بالشكر لله على جميع نعمه وعطاياه، كما تقدمت بالإمتنان من صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الراعي على رعايته الكريمة لحفل التدشين مرحبة بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، شاكرة الرئيسة العامة رئيسة مجلس الإدارة الأخت ماري أنطوانيت سعادة ومجلسها الكريم على ثقتهن ودعمهن المستمر للمؤسسة، وخصت بالشكر الأم غبريال بو موسى التي أطلقت المشروع وواكبته وما تزال. كما شكرت أخواتها الراهبات اللواتي "سبقنها في تحمل المسؤولية في هذا المستشفى وناضلن وضحين من أجل استمرارية الخدمة فيه."
ووجهت أبي شبلي تحية شكر وتقدير للمهندس إيلي سلوان الذي نفذ مشروع البناء لافتة الى انه" هو الذي في بدايات حياته عايش مؤسس المستشفى واليوم يسهم بدوره في تطوير الإرث العائلي لكي يبقى المستشفى كما أراده المؤسس، رمزًا للبنان ولكل اللبنانيين."
بعدها القى مدير المستشفى عميد كلية الطب في الجامعة اللبنانية البروفسور بطرس يارد كلمة، فقال:" في نهاية العام 2010 شرفتني جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات وأولتني ثقتها لإدارة المستشفى مع الأخت هاديا أبي شبلي، فتحقق في 7 شباط2013 الجزء الأول من الحلم وهو امر تحويل المستشفى الى مستشفى جامعي" مرتبط" بكلية الطب في الجامعة اللبنانية، حيث معظم أطبائه أساتذة ومسؤولين في الكلية ، يقومون بتدريب أطباء الغد، بكل تفان وٕإخلاص، ولقد أصبح المستشفى يستقبل ما لا يقل عن ستين طبيبا" متمرنا" ومقيما"في شتى الإختصاصات، وسيتضاعف عددهم في العام 2018. وها هو اليوم الجزء الثاني من الحلم يتحقق مع تدشين المبنى الجديد متزامنًا مع إعادة هيكلة وٕإصلاحات حوّلت المستشفى إلى مؤسسة بكل ما لهذه الكلمة من معنى تؤمن لها استم ارريتها وديمومتها ، ويبقى التحدي الأكبر أن تستمر الإنجا ازت والنجاحات والتطور في شتى المجالات."
وتابع يارد:" يتم اليوم بكل فخر تبريك وتدشين المدخل الرئيسي وقاعة المحاضرات التي تتسع لثلاث مائة شخص متصلة بغرف العمليات لنقل وقائعها عند الحاجة التعليمية أو أثناء المؤتمرات الطبية التي دأبنا على عقدها سنويا" بالتعاون مع كلية الطب منذ العام 2013. وكذلك صيدلية حديثة ومركز تعقيم ومخازن وفي الطابق الأول مركز عصري لغسيل الكلى يتسع لتسعة عشر مريضا" وفي الطابق الثاني قسم حديث للعناية الفائقة للقلب سعته ثمانية أسرّة، ومن ثم سينجز المتعهد خلال العام الحالي وفي العام القادم كامل البناء فنستلم تباعا" قسم العمليات في الطابق الثالث بقدرة ثمانية غرف ومن ثم الطوابق الخمس ألإستشفائية طبية وجراحية تتسع لـ150 سرير بحيث تصبح قدرة المستشفى الإجمالية 280 سرير من ضمنها ثلاثين سرير عناية فائقة وقسم للحروق، بالإضافة إلى مهبط للطوافات لنقل المرضى والجرحى عند الضرورة، يليه إستكمال تأهيل بقية المباني القديمة ومشروع طموح لزيادة قدرة الإستيعاب إلى 400 سرير إنشاء اﷲ."
وأضاف يارد أن :" هذا الإنجاز ما كان ليكون لولا التعاون القائم مع الجسم الطبي المميز الذي يتمتع به المستشفى والذي سعينا منذ استلامنا مقدارت إدارته على تطويره وتعزيزه مع قبول أطباء جدد وٕإنشاء مراكز تخصصية وأبحاث انعكست إيجابا" على مستوى الخدمات الطبية بمفهومها الإنساني والعصري، ضمن خطة ممنهجة ترمي إلى جعله مركزا" جامعيا" بامتياز. ولفت إلى أن الجسم التمريضي واكب هذا التطور بكل قواه عاملا" بإخلاص على العناية بالمريض غايتنا الأسمى، ولقد وفرت الإدارة للجسم التمريضي جميع الإمكانات اللازمة لدعمه وزيادة عديده، ولقدت ارفق كل هذا بتدابير إدارية حصنت وضعنا المالي مما انعكس إيجابا عليه ووطد الثقة به."
وأكد يارد باسم إدارة المستشفى على "متابعة مسيرة النهوض والتألق معتمدين على اﷲ وعلى الأطباء الذين نشكرهم على كل ما قاموا به في جميع مراحل تاريخ المستشفى، وكذلك للعاملين من راهبات وممرضات وٕإداريين وفنيين على كل ما قاموا ويقومون به، وشكر خاص إلى الأم غبريال بو موسى التي منحته الثقة والدعم عند تعيينه في هذه المسؤولية ، والأم ماري أنطوانيت سعادة التي جددت الثقة به وبالإدارة في العام 2015، وهذا الشكر موصول إلى الأخت هاديا أبي شبلي صاحبة القرار والرؤيا والعين الساهرة ليلا نهارا على المستشفى ومقدراته".
وقال: "لقد أصبح لدينا اليوم مستشفى حديث وعصري على عقار مساحته أربعة عشر ألف متر مربع في قلب بيروت يحتوي على أبنية مساحتها تتجاوز الأربعة والأربعون ألف متر مربع، والأهم من هذا كله الإمكانات البشرية والطبية المتوفرة فيه ومبادئ وأهداف مؤسس المستشفى الأباتي يوسف سلوان الجعيتاوي وجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات اللذين تغذيان روحية العمل في المستشفى بالإيمان والرحمة وحب المريض والمتألم أيا" كان وٕإلى أية طائفة إنتمى."
ثم تحدثت الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات رئيسة مجلس إدارة المستشفى الأخت ماري أنطوانيت سعادة فرفعت الشكر "للعناية الإلهية التي قادت وتقود خطانا في الطريق الذي رسمه المؤسس البار البطريرك الياس الحويك، طريق الرحمة والإلتزام بخدمة الإنسان كل إنسان."
وقالت سعادة:" إن المستشفى كان بمثابة حبة خردل زرعت في تربة أخصبتها الرحمة وخدمة الإنسان، فنمت وشمخت وأصبحت على ما هي عليه اليوم بفضل كل الذين سهروا على نموها وسقوها من عرق تضحياتهم وخدماتهم من متانة تضامنهم، من سعيهم وراء كل تطور في الحقل الطبي والعلمي والتقني والخدماتي والعمراني، وهم الذين تعاقبوا على العمل في المستشفى من إدارات وأطباء وممرضات وممرضين من تقنيين وموظفين وعمال وراهبات كرّسن حياتهن لخدمة الإنسان المتألم بجسده ونفسه."
وتابعت سعادة :" أن المستشفى اللبناني جهد لإيجاد الوسائل التي تمكّنه من تأمين الدرجات العليا في سلم الخدمات الصحية وحرص على أنسنة العمل الإستشفائي بخلق جو عائلي يطمئن إليه المريض ويقوي معنوياته ويسهم في شفائه. و المحرّك الأساسي لنمو المؤسسات الإستشفائية وتطورها هو الإنسان في حقه المطلق بأن تتوفر له سبل العلاج الصحيح إذا أصابه ألم أو مرض."
وأضافت سعادة:" أن هذا المشروع لم يكن ليرى النور لولا قرار اتخذته الجمعية في وجوب تحديث وتوسيع المستشفى، وتعيين إدارة حكيمة ذات مهنية عالية و معاونين ملتزمين، يتحلون بروح المسؤولية والمعرفة والسخاء."
ولفتت سعادة إلى أن هذا المشروع حظي بدعم المهندس إيلي سلوان الذي هو "من أهل البيت" وكان مقربًا جدا في شبابه من نسيبه الأباتي يوسف سلوان الجعيتاوي، فورث عنه محبة المستشفى والاهتمام به. "وكعربون شكر وتقدير لمبادرته السخية في بناء وتجهيز هذه القاعة، أعلنت الأخت ماري أنطوانيت سعادة إطلاق إسم إيلي سلوان على القاعة حيث جرى الإحتفال."
بعدها القى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني كلمة قال فيها:" أنه بين 1927 و2017 تسعون عاماً والمستشفى اللبناني – الجعيتاوي الجامعي في خدمة الانسان. فالمؤسس الأباتي يوسف سلوان الجعيتاوي حمل وجع الناس كمعلمه وراح يبلسم أوجاعهم ويزرع فيهم الرجاء، وشاركه كهنوت الخدمة راهبات العائلة المقدسة المارونيات اللواتي أوكلت اليهن ادارة المستشفى"
وأضاف حاصباني:" تسعون عاماً من الرؤيوية ومواكبة الحداثة في القطاع الصحي، فكان المستشفى الاول في تقديم خدمات غسيل الكلى وتفتيت الحصى والصورة المغناطسية في لبنان والاول في معالجة الحروق حيث فاقت شهرته حدود الوطن في هذا المضمار. وأنا من الداعمين ليس فقط للشراكة بين القطاعين العام والخاص في القطاع الاستشفائي، بل للنموذج الذي قدمه المستشفى في التخصصية في معالجة الحروق. تسعون عاماً، والمستشفى تعطي لبنان وبيروت وبالتحديد اهل الاشرفية، الاشرفية التي انطلق منها كثيرون لخدمة الوطن أمثال وزير الخارجية فؤاد بطرس والرئيس بشير الجميل. تسعون عاماً والمستشفى في ريعان الشباب، حركة لا تهدأ، إندفاع، تخطيط، بحث عن كل جديد في عالم الاستشفاء لتقديم افضل الخدمات للمريض. وها نحن اليوم نشهد تدشيناً لمبنى جديد."
أضاف حاصباني:" أن القطاع الصحي حلقة لا تتجزأ: مستشفى وجسم طبي ومريض، ونحن كوزارة صحة عامة نعمل على ان تكون العلاقة تكاملية لما فيه صحة المواطن التي هي في جوهر رسالة المستشفى والطبيب، ومتى فقد المرء رسالته فقد علّة وجوده. ومنذ اليوم الاول لتولي مهامي كنت صريحاً: صحة المواطن خط أحمر ولكن أيضاً نمو المستشفيات وإزدهارها هم اساس عندي لانها جزء من صورة لبنان الرسالة."
وتابع الوزير حاصباني مشددًا على "ضرورة أن نعي أهمية الإنفاق على القطاع الصحي كقطاع أساسي في تأمين الحماية الإجتماعية لما لها من أهمية في تأمين حماية المجتمع واستقراره،" لافتا إلى أن "البحث مستمر في الموازنة العامة وهناك الكثير من المصاريف،" متمنيًا أن "يكون التوجه للإنفاق في المكان الصحيح حيث يجب أن تنفق الدولة، أي حيث هو الإنسان؛ فالإنفاق الأساسي والمجدي هو أولا في قطاع الصحة والإستشفاء وأخيرًا في قطاع الصحة والإستشفاء."
وأردف حاصباني قائلا: من غير المقبول أن يرفض مريض بسبب عدم توفر المال، كما من غير المسموح تراكم ديون الدولة لصالح المستشفيات لأن ذلك يعيق قيامها بمهامها من جهة وتطويرها ومواكبتها لكل جديد في هذا القطاع من جهة اخرى. ومن غير المقبول ان يتم الاعتداء على اي مستشفى اياً يكن السبب، وفي المقابل المطلوب ان نتذكر دائما وابدا ان رسالتنا معالجة المريض ومواكبة اهله وتفهمهم. من هنا وفي اولى الخطوات التي بدأت العمل عليها خلق آلية تنسيق فعّالة بين الصليب الاحمر والمستشفيات للحد من مشاكل الدخول الى الطوارئ، كما نعيد النظر بالسقوف المالية ونسعى مع مجلس الوزراء الى حل للعجز المتراكم والمزمن. كذلك سنسعى لخلق حوافز ومناخ إستثماري في القطاع الصحي للمستثمرين اللبنانيين والأجانب. وابدى ثقته بأن القيمين على المستشفى الجعيتاوي سيسخّرون الحجر لخدمة البشر، مباركًا لهم باليوبيل."
بدوره القى البطريرك الراعي كلمة رحب فيها بالحضور مثنيا على الجهود التي بذلها جميع من صمم ونفذ وعمل لإتمام مشروع اضافة بناء جديد على مستشفى الجعيتاوي، وقال:" في ختام هذا اللقاء الجميل لا يسعنا سوى تقديم الشكر والتهاني والتطلع الى المستقبل. من المؤكد اننا جميعنا اليوم نشكر الله على التسعين عاما التي رافقت مسيرة المستشفى التي رعتها عين العناية الإلهية ومن دون شك صلوات المؤسس الأب يوسف سلوان الجعيتاوي وكل من مر من راهبات العائلة المقدسة المارونيات اللواتي قدمن من قلبهن ولا ننسى ايضا من رافقهن في الأساس خادم الله مؤسس الجمعية البطريرك العظيم الياس الحويك. نرفع سويا صلاة الشكر لهم جميعا. كما نشكر كل الذين تعبوا وراهنوا على مشروع توسيع المستشفى. وهنا لا بد من شكر الرئيسة العامة والرئاسة العامة وكل الراهبات ولا سيما في عهد الرئيسة العامة الأخت غابرييل بو موسى ومجلسها، وحملت هذا الرهان مع الأخت هاديا ابي شبلي والبروفسور بيار يارد الذين لم تضعف عزيمتهم على رغم المعوقات المادية التي واجهتهم ونحن كنا قلقين ولكنهم اتكلوا على العناية الإلهية واعتادوا على الأمر بما ان مؤسسهم هو رجل العناية . باسم الجميع نقول لهم شكرا."
وأضاف غبطته:" نود تهنئة المجتمع اللبناني بأكمله على هذا المستشفى الرائع والمتجدد والمفتوح لكل الناس. نود تهنئة الدولة اللبنانية بنوع خاص ووزارة الصحة بشخص دولة نائب رئيس مجلس الوزراء معالي وزير الصحة غسان حاصباني الذي استمعنا اليه ففتح لنا قلبه ولمسنا كم هو معني بشؤون الصحة والمستشفيات. وكل الوعود الحلوة التي صدرت من قلبك اليوم معالي الوزير نتطلع اليها مع اللجنة النيابية واهنئ رئيسها واقول ان الدولة اللبنانية تكبر بشعبها وبمؤسساتها ونحن لا نريد ابدا ان يكون هناك تمييز بين القطاع العام والقطاع الخاص. الدولة مسؤولة عن القطاعين. القطاع العام مسؤولة عنه مباشرة لكي تنميه ويزدهر وينطلق الى الأمام كذلك هي مسؤولة ايضا عن القطاع الخاص لكي تشجعه وتقويه بحيث يجب ان لا يشعر القطاع الخاص من مستشفيات ومدارس وكأن الدولة ليست معه او انها لا تدعمه وترهقه فهذا الأمر يضعف الدولة ونحن نود تهنئتك معالي الوزير على تطلعاتك ونشكرك على ما تفضلت به."
واردف غبطته:" كذلك نهنئ الأخ المهندس الياس سلوان وهذه القاعة الجديدة تحمل اسمه. لقد تأثرنا كما تأثرت انت عندما اعلنت الرئيسة العامة ان هذه القاعة ستحمل اسمك وهذا من حقك ونهنئك على كل الجهود التي بذلتها ولا سيما تجهيزك وتصميمك لهذه القاعة. ونهنئ الجسم الطبي والتمريضي، كذلك المرضى الذين يجدون هنا كل ما يساعدهم على الشفاء بشكل متطور ومتقدم ".
وتابع غبطته:" نعم لا يمكننا التوقف هنا وعلينا دائما المضي قدما سواء من ناحية التحسين او البناء. والتاريخ لا ينتهي مع اي واحد منا لان كل واحد يضع مدماكا في صرح التاريخ ايا كان القطاع الذي يعمل فيه وهذا ما نطلبه ايضا من الجماعة السياسية في لبنان، نطلبه من المسؤولين والحكومة والمجلس النيابي والإدارات العامة. لا يمكنها الدولة ان تبقى في حالة الترهل الموجودة فيها وكلكم يعرف هذا. ولا يمكن ان تبقى الدولة وكأنها لا تخص احدا ولا يجب ان تبقى مؤسساتها مهملة كذلك لا يمكنها ان تبقى وكأنها مال سائب. سمعنا جميعنا في هذين اليومين في الوقت الذي كانت تناقش فيه قضية اقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب، لقد سمعنا الكم من الكلام عن الفساد وعن الإفساد وهدر مال الدولة وعن الإنفاق غير المرشد وهذا امر من غير المعقول ان يبقى. علينا ان نتطلع سوية الى المستقبل، فالشعب ينظر الى المسؤولين السياسيين وجميعنا يعرف ان الدولة اصبحت فقيرة ولأن الدولة اصبحت فقيرة بات الشعب فقيرا والدولة اصبحت على شفير الإفلاس وهذا ما تحدث عنه النواب والوزراء في هذين اليومين. لا احد يمكنه ان يرمي حجرا على احد آخر ولكن علينا ان نكون واقعيين هذا هو المستقبل. لماذا تسير المؤسسات الخاصة الى الأمام فيما تسير الدولة بالاتجاه المعاكس."
وقال غبطته:" نحيي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة والمجلس النيابي والجماعة السياسية ونقول لهم: اننا سنسير الى الأمام. واجب لبنان علينا ان نمشي الى الأمام ننظر الى المستقبل هذا اللبنان بحاجة الى صحة، فلبنان مريض. انه مريض سياسيا مريض اقتصاديا ومريض اجتماعيا وثقافيا وانسانيا لذلك هو بحاجة الى عناية، وعناية خاصة. ولكي يستعيد دوره مطلوب من لبنان الكثير، فالعالم كله يتحدث عنه لناحية قيمته ولكن اذا انهار فهو لن يستطيع ان يقوم بدوره هذا. هذا الكلام نقوله في هذه القاعة وهذا المبنى الجديد وبحضرتكم لأن كل واحد منكم يشكل هذه القيمة. انا لم أقل اي شيء جديد وانما قرأت ما هو موجود في قلوبكم.
ثم بارك البطريرك الراعي البناء الجديد وتمت إزاحة الستارة عن لوحة تذكارية للمناسبة.