تحديث الإرشادات المتصلة بالسمنة المفرطة لدى الأطفال.. الجراحة ليست الحل
وتُعد الإرشادات المنشورة في مجلة Pediatrics الاثنين، أوّل تحديث شامل للمبادئ التوجيهية الخاصة بعلاج السمنة المفرطة في الأكاديمية، منذ 15 عامًا. وقُدمت إرشادات علاجية للأطفال بدءًا من عمر السنتين وخلال سنوات المراهقة.
واعترفت الإرشادات بأنّ السمنة أسبابها متشعّبة ومرتبطة بتناول الأطعمة المغذية والرعاية الصحية، بالإضافة إلى عوامل أخرى.
وأشارت إلى أنّ علاج الأطفال الأصغر سنًا يجب أن يركز على العلاج السلوكي ونمط الحياة الذي يشمل جميع أفراد الأسرة، ضمنًا دعم التغذية، وزيادة النشاط البدني. وأفادت الأكاديمية أنّه من المناسب للأطفال الذين يبلغون من العمر 12 عامًا وما فوق استخدام أدوية إنقاص الوزن، بالإضافة إلى اتباع علاج السلوك الصحي وعلاج نمط الحياة. أما في ما يتعلّق بالمراهقين الذين يبلغون من العمر 13 عامًا وما فوق ويعانون من السمنة المفرطة فيجب إخضاعهم لتقييم من أجل إجراء الجراحة، بحسب الإرشادات.
وجاء في بيان على لسان الدكتورة ساندرا هاسينك، مؤلفة الدليل ونائب رئيس اللجنة الفرعية للممارسات السريرية للسمنة المفرطة التابعة للمجموعة: "لا يوجد دليل على أنّ ’الانتظار اليقظ‘ أو العلاج المتأخّر مناسب للأطفال المصابين بالسمنة. وتابعت أنّ "الهدف مساعدة المرضى على إجراء تغييرات في نمط حياتهم، أو سلوكياتهم، أو بيئتهم، على نحو مستدام، مع إشراك العائلات بصنع القرار في كل المراحل".
ويعاني الأطفال والمراهقين من البدانة عندما يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم حد الشريحة المئوية 85 أو أعلى، وأدنى من الشريحة المئوية 95، ومن السمنة المفرطة عندما يبلغ مؤشّر كتلة الجسم لديهم 95 في المئة أو أعلى.
وأشاد مايلز فيث، عالم النفس بجامعة ولاية نيويورك في بوفالو، الذي يدرّس سلوكيات الأكل في مرحلة الطفولة والسمنة المفرطة، بالتقرير الجديد الذي اعترف بأنّ أسباب بدانة الأطفال متشعّبة، وأنّ علاجها يحتّم أن يكون جهدًا جماعيًا.
وقال إنها "ليست نتيجة لسبب واحد يشمل كل الأطفال"، مضيفًا أنّه "لم يكن هناك مثل هذا النوع من التقارير للقول إنّ هناك خيارات أخرى، وأنه لا ينبغي لنا استبعاد إمكانية العلاج تلقائيًا، ولا ينبغي استبعاد دور الجراحة".
وأضاف فيث، غير المشارك بوضع المبادئ التوجيهية، "بالنسبة لبعض العائلات، قد يكون ثمة أمر ما يجب أخذه بالاعتبار".
ولا تناقش الإرشادات الجديدة الوقاية من السمنة. ولفتت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى أنه سيتم تناولها في بيان منفصل في وقت لاحق.
ورأت الدكتورة ريبيكا كارتر، طبيبة الأطفال بمستشفى الأطفال في جامعة ماريلاند، وأستاذة مساعدة بكلية الطب في جامعة ماريلاند، في حديث لها مع CNN: "هذه هي الإرشادات الأكثر شمولاً التي تركّز على المريض وتتناول الوزن الزائد والسمنة المفرطة في مرحلة الطفولة".
ولفتت كارتر إلى أنّ "الجديد في هذه التوصيات، وضع استراتيجيات عديدة لإدارة الأدوية الجديدة التي أثبتت نجاحها الكبير في علاج السمنة كمرض مزمن لدى البالغين، ويُوصى الآن باستخدامها للأطفال والمراهقين".
وأضافت أنّ "هذه خطوة رئيسية تسمح باعتبار الوزن الزائد والسمنة المفرطة من الأمراض المزمنة، لأنّها كذلك".
وأردفت أنّ التوصيات هذه تعتبر "تقدّمًا مهمًا" سيساعد الأهل والفرق الطبية على "تحمّل مسؤولية" المخاطر الصحية طويلة المدى التي يتعرّض لها الطفل، المرتبطة بالوزن الزائد، والسمنة المفرطة.
وأشارت كارتر إلى أنهم من خلال هذا التحديث للإرشادات "يقدّمون مجموعة متنوعة من الأدوات لمساعدة العائلات على الشعور بالقوة من خلال وجود طرق لعلاج هذه الحالات الطبية، وأن ثمة أسباب دقيقة لهذه الحالات تتجاوز الحلول السهلة، وبالتأكيد تبعدنا عن التركيز على اعتماد استراتيجيات الحمية الغذائية القديمة أو غير الصحية".
وصُمّمت الإرشادات الجديدة لمقدمي الرعاية الصحية، لكن كارتر ترى أنّ على الأهل التحدّث مع طبيب أطفالهم إذا كان لديهم مخاوف بشأن الوزن، ومناقشة استراتيجيات لتحسين الصحة ومراقبة التغييرات.
وتابعت أنه "من المناسب أيضًا القيام بذلك بطريقة تركز على الطفل، مع الحرص على عدم وصمهم بذلك أو جعلهم يشعرون بالسوء تجاه أجسامهم، بالتوازي مع تمكين الطفل من الشعور بأن لديه الأدوات اللازمة للحفاظ على صحة جسمه بمرور الوقت".
ومن جهتها قالت الدكتورة جينيفر وو بيدال، الأستاذة المساعدة في طب الأطفال، ومديرة مبادرة السمنة لدى الأطفال بكلية كولومبيا فاجيلوس للأطباء والجراحين، وطبيبة الأطفال لدى مركز تقديم الرعاية "NewYork-Presbyterian"، لـCNN الإثنين، إنّ المبادئ التوجيهية الجديدة تُعتبر "تقدمًا ثمة حاجة ملحة إليه" لمواءمة الرعاية الشاملة مع العلوم الحديثة.
ولفتت إلى "أنّ تطبيق الإرشادات الجديدة سيساعد بعكس انتشار وباء سمنة الأطفال". وأضافت أنه "سيكون هناك حاجة إلى مزيد من العمل على مستوى السياسات للتخفيف من السياسات والممارسات التي تنشر الفوارق العرقية، والإثنية، والاجتماعية، والاقتصادية لجهة السمنة المفرطة بدءًا من سنوات الحياة الأولى. ورغم أن المبادئ التوجيهية تدعم جهود مناصرة أطباء الأطفال، فنحن كمجتمع نحتاج إلى التعبير عن دعمنا للبيئات الصحية لأطفال الأمة".
مخاوف من السمنة
وذكرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن أكثر من 14.4 مليون طفل ومراهق يعانون من السمنة المفرطة. وتفيد المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أنّ الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة المفرطة أكثر عرضة للإصابة بالربو، وتوقف التنفس أثناء النوم، ومشاكل في العظام والمفاصل، والإصابة بمرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب.
وكان بحث منفصل، نُشر الشهر الماضي في مجلة "American Diabetes Association Journal Diabetes Care"، لفت إلى أن عدد الشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا المصابين بداء السكري من النوع 2 في الولايات المتحدة قد يزيد بنسبة 675٪ تقريبًا بحلول عام 2060، إذا استمرّ الاتجاه كما هو عليه حاليًا.
وكانت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أصدرت الشهر الماضي مخططات نمو محدّثة يمكن استخدامها لتتبع الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة المفرطة.
المصدر: CNN بالعربية