تحت شعار "ومكملين بدعمكن" كاريتاس تطلق حملة الصوم 2023
حضر المؤتمر الصحافي رئيس الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة، الأب طوني خضره
نقيب الصحافة الأستاذ عوني الكعكي، نقيب المحررين جوزيف القصيفي ممثلا بالصحافي جوزف محفوض، مدير عام وزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، رئيس المجلس الوطني للإعلام الدكتور عبد الهادي محفوظ، وعدد من ممثلي المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية، بالإضافة إلى مسؤولين من عائلة كاريتاس والمهتمين.
إستهل المؤتمر بالنشيد الوطني ونشيد كاريتاس لبنان، تلاهما كلمة لمسؤولة جهاز الإعلام في الرابطة الإعلامية ماغي مخلوف رحبت فيها بالحضور وقالت: "باسم رئيس رابطة كاريتاس لبنان ومجلس ادارَتِها والموظفين يسرني أن أرحّبَ بكم لنُطلقَ معًا حملةَ المشاركةِ السنوية تحت شعار "ومكملين بدعمكن"
رسالتُنا مستمرةٌ وبثقةٍ نحو الأمام، نحو الآخر، نحو قريبي. لن توقفَنا شدةٌ، ولا خوفٌ، ولا ضعفٌ، ولا قلةٌ، ولا هزّات: لا أرضية ولا اجتماعية ولا إقتصادية، لأنّ اللهَ زرعَ في قلوبِنا المحبةَ والرجاء. كاريتاس والتي تعني المحبة، أخذت على عاتِقها ان تفعِّل عملَ المحبةِ من خلالِ خدمةِ من هم بحاجةٍ، واعطاءِ الفرصةِ للمتبرعينَ باختبارِ فرحِ العطاء."
الأب أبو كسم
ثم كانت كلمة لرئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده أبو كسم جاء فيها: "تتنامى المحبة سنة بعد سنة في مؤسّسة كاريتاس لبنان، التي تعمل كخليّة نحل لتوزّع عسلها على المحتاجين وتزيل المرارة من قلوبهم وتزرع مكانها بذور الأمل والرجاء في وطن أصبح ليله نهارًا ونهاره ليل.
في السنة الماضية طالبت في اطلاق الحملة أن تكون كاريتاس أبوابًا مفتوحة للفقراء والمعوزين، وبالفعل وبفضل رئيسها وأعضائها وموظفيها وشبيبتها ومتطوّعيها، كانت كاريتاس وما زالت، أياد ممدودة وقلوبًا مفتوحة وعيونًا ساهرة الى جانب من دقّ بابها بحثًا عن دواء وغذاء واستشفاء، تأخذ باليمنى وتعطي باليسرى، بأمانة.
واليوم وقد اشتدّ الخناق على رقاب الجميع، تبقى كاريتاس لبنان علامة فارقة في العمل الاجتماعي، ويبقى من يحملون اسمها جنودًا إلى جانب المتروكين والمهمّشين.
أمّا للميسورين من أبناء وطني فأقول، افتحوا أبوابكم وقلوبكم وكلّلوا حياتكم بأعمال المحبّة وادعموا كاريتاس."
المطران بو نجم
ثم تحدّث المشرف العام على أعمال رابطة كاريتاس لبنان المطران أنطوان بو نجم فقال: "كلمة الله هي أيضًا الخبز الذي نحتاج إليه. الكنيسة ليست منظّمة غير حكوميّة وليست برلمان كما قال البابا فرنسيس منذ إيام قليلة. كاريتاس هي الجهاز الرسمي للكنيسة تساهم بصون القِيَم ونشر الكلمة من خلال المشاركة بالخيرات. الجوع لكلمة الله هي حاجة ضروريّة للإنسان كالحاجة للخبز المادي، لا بل تتفوّق عليها. واجبنا في كاريتاس سماع كلمة الله وإعلانها، عندما نسمعها نتوب ونبدّل مجرى حياتنا وتصرّفاتنا ووجهة نظرنا، ونقرأ أحداث الحياة على ضوء هذه الكلمة.
أمّا الحاجة اليوم فهي الحاجة إلى الخبز المادي بسبب الأزمات السياسيّة والإقتصاديّة والمعيشيّة والماليّة.
من هنا، زمن الصوم الكبير هو زمن خدمة المحبّة بالشكل المكثّف في البطريركيّة، في الأبرشيّات، في الرعايا، في الرهبانيّات، في الأديار، والمؤسّسات الكنسيّة.
كاريتاس، لم تتوانى على مرور خمسين سنة على احتضان الإنسان، كلّ إنسان، وهذه الشموليّة هيّ سرّ نجاح كاريتاس، التي لم تتأخّر على تلبية النداء بجهوزيّة، حضور ومتابعة.
اليوم نطلق حملة الصوم بعنوان "مكملين بدعمكن"، الخدمات التي تقدّمها كاريتاس مختلفة ومتعدّدة، إن كان على الصعيد الصحي، الإجتماعي، الإنمائي، وتأمين الدعم المالي للخدمات الإستشفائيّة وغيرها.
ومن المؤكّد أنّ الحاجات التي كانت تلبيّها كاريتاس منذ 6 أو 7 سنوات على ازدياد، منذ تشرين الأول 2019، مرورًا بانفجار المرفأ، إلى الأزمة الإقتصاديّة الخانقة التي نعيشها.
لنسمع في هذا الزمن المبارك صوت المسيح الذي يدعونا لمشاركة خيراتنا مع إخوتنا المحتاجين، كما ورد في كتاب أعمال الرُّسُل: "كانَ كلُّ شيءٍ مٌشتَرَكًا بَينَهم... فلَم يَكُنْ فيهم محتاجٌ" (أع 4 : 32، 34) وغاية هذه المشاركة التَّضامن مع إخوتنا بالإنسانيّة، وصون صورة الله ومثاله بكلّ واحد منّا والحفاظ على كرامتهم وعيشهم الكريم."
الوزير مكاري
ثم كانت كلمة لوزير الإعلام الدكتور زياد مكاري جاء فيها: " إذا كانت كاريتاس هي اليد التي تمتدّ لمساعدة المُحتاج، والُلقمة التي تُطعِمُ فمَ الجائع، فإنّ الاعلامَ هو اللسانُ المُعبِّر عن محبة كاريتاس.
وإذا كان من فعلٍ مُشترَك بين كاريتاس والإعلام، فهو الرسالة.
هي تُعطي الجميعَ من دون تمييز بدافعٍ من إنسانية صافية وقلب مُحِبّ، وهو يتوجّه إلى الجميع من دون استثناء، مَدفوعًا بمِهْنيّته وموضوعيَّتِه.
ما أشبهَ الرسالتين، مَعَ فارِق وحيد ولكنْ جوهريّ: السياسة.
نعم، إنها السياسةُ التي لا أثَرَ لها في الأولى، بينما نراها - ويا للأسف- طاغيةً في الثانية، مُتدخّلةً ومُفسِدةً ومدمِّرة أحيانا.
ما أكبرَ وجهَ الشَبَهِ بين الرسالتين وما أبعدَه عندما تتسلّلُ السياسةُ فتُخرجُ الإعلامَ عن حِياده وتُقحِمُهُ في مَحاورَ وزواريب.
ليتَ السياسةَ تأخذُ من كاريتاس موهِبةَ العَطاء المجانيّ والمُساعدة غيرِ المشروطة، وليتَها تستَلهِمُ من الإعلامِ الحقيقةَ والتجرّدَ بدلَ أن تستَدرِجَهُ إلى أوحالِها.
ولأنّ السياسةَ هي الفاصلُ بين كاريتاس والإعلام، فإنّنا نستَعينُ بإعلامِنا- أو بالجُزء الأكثرِ موضوعيةً منه- لترشيدِها حيثُ يجب ولإعادتِها إلى الطريق القويم متى انحرَفَت وحاولت أن تأخذَ الإعلامَ بجريرتِها.
ونحنُ في كاريتاس اليوم، ومعها، نُصلّي من أجلِها لكي تنموَ وزَناتُها، ومن أجل الإعلام لكي يكونَ لسانَها وظلَّها، ومن أجل السياسةِ لكي تتعَقلَن وتتأنسَنَ، فتكونَ للناس مُعينًا لا عبئًا، وللوطن خادمًا أمينًا لا سيّدًا مُتسلِّطًا."
الأب عبود
أمّا رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبود فقال:
"نحن هنا اليوم كي نقول لكم شكرًا.
شكرًا لكلّ وقفة وقفتم بها مع كاريتاس، فكانت الوقفة مع كلّ إنسان محتاج.
نقول لكم شكرًا باسم كلّ عائلة فقيرة، قسا عليها الدهر، رحل الأم والأب معًا وبقي الأولاد وحدهم، يصارعون الحياة، صغيرهم متّكل على كبيرهم، فكانت كاريتاس ملجأَهم وساعدناهم بما ساعدتمونا.
شكرًا باسم كلّ أم بقيت وحيدة، بعد موت زوجها تعاني مع عائلتها، فوجدت كاريتاس في قربها، وإن لم تعيد حنان الأب إلى البيت لربما أعادت بفضلكم ما كان يعطيه وما فقدوه بغيابه.
شكرًا باسم معلّمة وأستاذ وهم أهل عائلة، فاجأتهم الأزمة الاقتصادية في الحياة، فلم يجدوا أمامهم سوى اللجوء إلى القمامة بحثًا عن فتات يسدون بها جوعهم وجوع أولادهم، لأنّهم خجلوا أن يأتوا إلينا، فكرامتهم عزيزة وكيف لهم أن يطلبوا المساعدة من تلاميذهم؟ عرفنا بهم ووقفنا معهم بما أعطيتمونا.
شكرًا باسم من كابد لأسابيع وأشهر لأنّه لم يتمكّن من دخول المستشفى فاستطعنا بما أعطيتمونا أن ندخله إليها فنُزيل آلامَه.
وكانت كلماتنا لهم: "صلّوا من أجل من دعمكم".
وهنا تحيّة لأبطال المحبّة والتّطوع والتّفاني في الأقاليم والمراكز، الذين وقفوا لخدمة المحتاج فمثّلوا كاريتاس خير تمثيل، وعملوا لها وباسمها. شكرًا لكم، أقاليم كاريتاس برؤسائها ومتطوعيها، بشبيبتها ومنسقيتها، بمراكزها ومسؤوليها، بإدارتها وأقسامها وكلّ جسم عائلة كاريتاس، مع بعضنا مكمّلين.
هل الفقر توقف؟ هل الأزمة انتهت؟ وهل المرضى كلّهم تعافوا ؟ لا...لذلك سنكمل ما بدأناه ونستمر بما فعلناه، ونساعد من يأتي إلينا ولا يكون ذلك إلا بما تجود به الأيادي البيضاء والقلوب المعطاء..
لذلك، بدعمكن مكملين. ستجدوننا في الطرقات، من خلال متطوعين وشبيبة قدّموا زهرة عمرهم، ليقوموا بعمل الخير مُشجَّعين من أهلهم ومحاطين من مسؤوليهم، ستجدوننا أمامكم في المطاعم وأماكن اللقاءات العامة فنطلب دعمكم ومساعدتكم، فنقدر أن نساعد كلّ من يأتي إلينا ويطلب مساعدتنا....
ستجدوننا على أبواب الكنائس، وتسمعون "كاريتاس"على منبر المواعظ.
ستسمعوننا في الإذاعات والتلفزيونات وفي الإعلانات واليافطات، نطلب منكم لتساعدونا كي نساعدهم، ونطلب مساندتكم لكي نساندهم ونستمر بدعمهم لأنكم تدعموننا. سندخل إلى المدارس ليتبرّع أولادكم، فيعرفوا ويعيشوا حبّ العطاء.
بإمكانكم الدخول إلى موقعنا الالكتروني www.caritas.org.lb لتقرأوا وتعرفوا ماذا فعلنا وماذا نفعل، فتتسّنى لكم الفرصة من خلال كلمة Donate أن تقوموا بالتبرع حيثما كنتم ومن أي دولة في العالم.
إهتزت بنا الأرض فاهتزت قلوبُنا، ومرّت حياتُنا أمامنا كلحظة برق، فأدركنا أنّه بومضة عين، كدنا أن نذهب ونغيب، كما الكثير مِن مَن شاهدناهم على شاشات التلفزة، ويضمحل عمرنا، ويبقى كلّ ما جمعنا وكدسنا هنا...
الشكر لكم، أنتم الإعلاميين، أصحاب القلم الحر، لكم الدور الكبير في نشر الخير ومساعدة المحتاجين. الدال على الخير كفاعله. معكم يعرف السخي أين المحتاج، ومعكم يعرف الواهب أين يضع أمواله، ومعكم يعرف الناس من أين يتساعدوا..."
مصور
وفي الختام قدّم رئيس قسم التواصل والإعلام في الرابطة مازن مصور شرحًا مصوّرًا حول لوحة فنّيّة تجسّد عمل كاريتاس من تنفيذ فنّانين لبنانيين، وسوف تعرض قريبًا في مزاد علني يعود ريعه لدعم أعمال الرابطة.
ثم أشار مصور إلى رابط كاريتاس لبنان حيث تعرض اللوحة وهو caritas.org.lb/graffiti داعيًا الجميع إلى الدخول والتّعرّف على التفاصيل تباعًا.
إختتم المؤتمر الصحافي بعرض مصوّر للقصة الـ35 من القصص الخمسين التي تنشرها رابطة كاريتاس في سنتها اليوبيلية.