متفرّقات
17 حزيران 2021, 06:20

بيل غايتس يُسلّط الضوء على دور البيانات والتكنولوجيا في القضاء على الجوع

تيلي لوميار/ نورسات
تُعتبر مساعدة المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة، لا سيما في البلدان المنخفضة الدخل، والاستثمار في الزراعة الموجهة نحو النتائج والقادرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ ضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتجنب "الانهيار الاقتصادي الكارثي" على حد قول السيد Bill Gates، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، وذلك في حدث خاص جرى تنظيمه خلال الدورة الثانية والأربعين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة).

وقال السيد Gates: "المزارعون من أصحاب الحيازات الصغيرة معتادون على التغلب على المحن الشاقة، وهم يبتكرون باستمرار بناءً على الطقس المتغيّر ومتطلبات السوق. غير أنه لا يمكنهم التغلب على الوضع الراهن بمفردهم". وألقى السيد Gates محاضرة ماكدوغال التذكارية التي تُعقد مرة كل عامين تخليدًا لإرث السيد Frank Lidgett McDougall، وهو خبير زراعي أسترالي كان له دور أساسي في إنشاء منظمة الأغذية والزراعة.

ويتمتع رائد الأعمال التكنولوجية الشهير الذي شارك في تأسيس مؤسسة غيتس بعلاقة طويلة الأمد مع منظمة الأغذية والزراعة. وفي العام الماضي، تبرّعت مؤسسة غيتس بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي لمكافحة طفرة الجراد الصحراوي في أفريقيا بقيادة منظمة الأغذية والزراعة. وتتعاون المنظمتان أيضًا في عدد من القضايا المحورية لمهام كل منهما.

وقال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، الذي قدّم المحاضرة وأثنى على التزام السيد Gates تجاه المنظمة ورسالتها النبيلة: "بصفتنا شركاء، يجمعنا الإيمان بقوة العلم والتكنولوجيا كمحركين من أجل إخراج ملايين الأشخاص من براثن الفقر، وتحسين صحة السكان ورفاههم، وضمان حصول الجميع على طعام كافٍ ومغذٍ".

 

تغيّر المناخ والبيانات والإنتاجية

حذّر السيد Gates خلال محاضرته من أن تغيّر المناخ قد حدّ بالفعل من نمو الإنتاجية الزراعية، كما يُتوقع أن يؤدي إلى خفض غلات المحاصيل بنسبة تصل إلى 30 في المائة، الأمر الذي سيؤدي إلى رفع أسعار الأغذية وزيادة تعرض المزارعين لموجات الجفاف والفيضانات وسيلقي بملايين الأشخاص الآخرين في قبضة الجوع. وقال: "من الظلم بشكل خاص أن تكون البلدان التي ساهمت بأقل قدرٍ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري - والتي تنتظر حاليًا لقاحات جائحة كوفيد لأطول فترة - هي الأشد تضررًا من هذه التحديات".

وشدّد على دعوة الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة إلى القضاء التام على الجوع بحلول عام 2030، بالإضافة إلى مضاعفة دخل صغار منتجي الأغذية وإنتاجيتهم على نحو مستدام. ولإضفاء مغزى على هذه الأهداف الطموحة، تبرز الحاجة إلى بيانات أفضل لقياس التقدم المحرز نحو تحقيقها. وتدعم مؤسسة بيل وميليندا غيتس العمل الإحصائي لمنظمة الأغذية والزراعة لسد الفجوات على مستوى البيانات.

وأشاد السيد Gates بمبادرة "50x2030"، التي تشارك في قيادتها منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والبنك الدولي، والتي تهدف إلى مساعدة 50 من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في جمع البيانات وتحليلها واستخدامها لتتبع التقدم وتحسين عملية رسم السياسات.

وأشاد أيضًا بمشروع Ceres2030 لاستخدامه التطورات الجديدة في التعلم الآلي من أجل إعداد قاعدة بيانات معرفية حول التدخلات الفعالة لصالح صغار المزارعين، وعمل الاتحاد الأفريقي على "بطاقة درجات" للتحول الزراعي الأفريقي بهدف رصد الاتجاهات.

وأشار السيد Gates إلى "العمل الجيد الجاري حاليًا في جميع أنحاء أفريقيا لمساعدة المزارعين على التكيّف وإيجاد حلول طويلة الأمد للتهديدات التي يفرضها تغيّر المناخ. وعلى سبيل المثال، يستخدم المزارعون في شرق أفريقيا البيانات الضخمة من أجل تطوير نظام إنذار مبكر لتفشي آفة صدأ ساق القمح" والتي تسبب خسائر بمئات الملايين من الدولارات، وأدى ذلك بالفعل إلى تفادي تفشي إحدى الجوائح. وأشار كذلك إلى المنصات المتنقلة التي تتيح لأصحاب الحيازات الصغيرة شراء المدخلات، والحصول على المشورة الفنية، والتقدم بطلب للحصول على الائتمان والتأمين على المحاصيل، وإيجاد مشترين لمنتجاتهم.

وقال السيد Gates إن الباحثين في الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، وهي شبكة البحوث العالمية التي تُعدّ منظمة الأغذية والزراعة جزءًا منها، يقومون بعمل ممتاز بغية تحسين التغذية، وحماية التنوع البيولوجي، وتطوير أنواع محاصيل أكثر إنتاجية وقدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ، مع عائد مرتفع على الاستثمارات. وأضاف قائلًا: "من الأهمية بمكان أن تقدم منظمة الأغذية والزراعة والوكالات الأخرى التي توجد مقارها في روما المساعدة الفنية والتمويل لتوسيع نطاق الابتكارات وعمليات الاعتماد الصادرة عن الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية".

وشدد المدير العام السيد شو دونيو في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر على التزام منظمة الأغذية والزراعة بالبيانات والابتكار.

وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة: "يجب بناء مستقبل الزراعة بالاستناد إلى العلم والابتكارات والتطبيقات الرقمية. وستكون البيانات المقدمة في الوقت الفعلي، والابتكارات في التكنولوجيات، والسياسات، ونماذج العمل والعقليات من قبل السكان ومن أجلهم". وأضاف قائلًا: "يمكن للتطبيقات الرقمية أن تحقق مكاسب كبيرة على صعيد زيادة الكفاءة، وتيسير الأداء الجيد لسلاسل الإمداد وتعزيز الاستدامة."

 

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة