بيروت 2024 عقد في العاصمة اللّبنانيّة بحضور رؤساء مجلس كنائس الشّرق الأوسط وقيادات الكنائس في المنطقة ونحو 10 آلاف مؤمن
حضر الحدث الّذي احتضن نحو 10 آلاف مشارك، كلّ من: البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس ورئيس مجلس كنائس الشّرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة، القسّ د. بول هايدوستيان، رئيس إتّحاد الكنائس الإنجيليّة الأرمنيّة في الشّرق الأدنى، رئيس جامعة هايكازيان في لبنان، ورئيس مجلس كنائس الشّرق الأوسط عن العائلة الإنجيليّة، البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك ورئيس مجلس كنائس الشّرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكيّة، البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، ممثّلًا بالمطران بولس صيّاح، النّائب البطريركيّ العامّ، البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثّاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرّئيس الأعلى للكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة في العالم والرّئيس الفخريّ لمجلس كنائس الشّرق الأوسط، البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ والرّئيس الفخريّ لمجلس كنائس الشّرق الأوسط، البطريرك يوسف العبسيّ، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك والرّئيس الفخريّ لمجلس كنائس الشّرق الأوسط، الكاثوليكوس آرام الأوّل، كاثوليكوس الكنيسة الأرمنيّة الرّسوليّة لبيت كيليكيا، والرّئيس الفخريّ لمجلس كنائس الشّرق الأوسط، ممثّلًا بالمطران جوميداس اوهانيان.
كما شارك في اللّقاء ومن كلّ دول المنطقة، عدد كبير من المطارنة من مختلف العائلات الكنسيّة، والجمعيّات الرّسوليّة والتّربويّة، آباء كهنة ومسؤولين، راهبات ورهبان وإكليريكيّين، وكذلك الأمين العامّ لمجلس كنائس الشّرق الأوسط د. ميشال عبس، الأمناء العامّين المشاركين في المجلس، أعضاء لجنته التّنفيذيّة وفريق عمله. شارك في الحدث أيضًا شخصيّات سياسيّة ورسميّة، ممثّلين عن منظّمات وجمعيّات معنيّة، شبّان وشابّات من مختلف الحركات الشّبابيّة الكنسيّة، ومؤمنين أرادوا الصّلاة معًا.
إفتتح الحدث الّذي نُقل مباشرةً على شاشة MTV اللّبنانيّة وسائر القنوات المسيحيّة، عرّيف اللّقاء الإعلاميّ ريكاردو كرم، حيث تميّز بمشاركة رؤساء الكنائس في الصّلاة والتّرنيم مع الحاضرين. خلال التّرانيم، تلا القسّ د. بول هايدوستان صلاة وحدة المسيحيّين المرجوّة منذ عقود. ودعا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثّاني إلى الصّلاة لنكون جميعُنا واحدًا كما هو والآب واحد، حيث تلا صلاة يسوع الكهنوتيّة من أجل الوحدة انطلاقًا من النّصّ البيبليّ يوحنّا 17: 21-26. كما ألقى البطريرك يوحنّا العاشر "التّعظيمات الثّالوثيّة" مسبّحًا الثّالوث الفائق اللّاهوت، الآب الأزليّ المبدع الكُلّ. وألقى البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان صلاة التّسبيح مشدّدًا فيها على محبةُ الله الآب، ونعمةُ الإبن الوحيد، وشركة وحلول الرّوح القدس. هذا وصلّى المطران أنطوان بو نجم، راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة، التّسبيح بمجد الله حسب القدّيس بولس الرّسول. إلى ذلك، تلا رؤساء الكنائس معًا صلاة تكريس المدينة على نيّة إحلال السّلام وإحقاق الحقّ والعدالة في كلّ العالم.
في افتتاح الأمسية، وجّه الأمين العامّ لمجلس كنائس الشّرق الأوسط د. ميشال عبس كلمة بعنوان "مناجاة الرّبّ من أجل الإنسان"، شدّد فيها على الوحدة المسيحيّة وقال "من جميع مناطق لبنان، وقف الرّبّ، أتينا إليك، كما من مجتمعات الجوار، نعلن أنّنا واحد، لأنّ الرّبّ واحد، والبيعة واحدة، وإنّ إيماننا ومحبتنا هما في خدمة الإنسان، كلّ إنسان، أيّ إنسان، لكي تكون له حياة، وليكون له أفضل، كما أردت برسالتك الخلاصيّة للجنس البشريّ".
إلى ذلك، تطرّق د. عبس إلى السّنة الخمسين لتأسيس مجلس كنائس الشّرق الأوسط وبرنامج الأنشطة الّتي ستُقام للمناسبة حيث تُستهلّ بالحدث المسكونيّ الموسيقيّ "بيروت 2024". وأشار إلى أنّ "أمسيتنا الرّوحيّة المسكونيّة اللّيلة، هي نتاج الرّوح القدس، تجسّد عبر وسائل إنسانيّة هادفة، عبر مؤمنين، عملوا بإصرار وعزم، من أجل تحقيق هذا الحدث الموسيقيّ المسكونيّ النّموذجيّ، الّذي يجمع كنيسة المسيح الواحدة الاحدة، في تسبيح وتمجيد الرّبّ، باري الخليقة، انطلاقًا من لغات وثقافات متعدّدة، تعبّر عن التّنوّع والغنى الثّقافيّين الّذين يزخر بهم الشّرق الأوسط، محوّلين الفروقات إلى تكامل والاختلاف إلى تضامن".
وتابع د. عبس "لا يستغربنّ أحد أنّ هذه الجوقة المباركة تنطق بألسنة متعدّدة، فهي ممتلئة من الرّوح القدس الّذي أعطاها أن تنطق هكذا، كما حدث يوم العنصرة. سوف يكون إنشادنا اللّيلة صاعدًا إلى السّماء، بقوّة الرّوح الّتي تجمعنا، وسوف يكون، في هذه المنطقة المنكوبة، أقوى من صراخ الحاقدين وقتلة الإنسان، وأعلى من دويّ قنابلهم".
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الحدث هو نشاط مسكونيّ بامتياز، يكمّل لا بل يكلّل الجهود الأخرى الّتي تشملها الحركة المسكونيّة، من لقاءات روحيّة وحوارات لاهوتيّة، ومشاركة في شتّى أنواع الخدمة. علمًا أنّ هذه المبادرة انطلقت من الإيمان بأنّ الرّوح القدس الّذي يفيضه الله في كلّ كنيسة، يتجلّى عمله أيضًا في الأنغام والتّرانيم الّتي ينشدها المؤمنون معًا في الإحتفالات اللّيتورجيّة، والّتي شكّلت على مرّ العصور التّقاليد الموسيقيّة المتنوّعة في غناها والغنيّة في تنوّعها."