بيت لحم روما: القدّيسة مريم الكبرى وذخائر المهد المقدّس
ترتبط أصول كنيسة القدّيسة مريم الكبرى في روما بحدث مذهل: تساقط الثلوج في روما في منتصف الصيف. كشفت السيدة العذراء عن المعجزة للبابا ليبيريوس، خليفة بطرس السادس والثلاثين، في المنام.
كان التاريخ 5 آب/أغسطس 359 عندما تحوّل تلّ إسكويلين إلى اللون الأبيض. حدّد تساقط الثلوج في منتصف الصيف المحيط الذي سيتمّ فيه بناء الكنيسة التي تُكرّس للسيّدة العذراء مريم.
وأصبحت كنيسة القديسة مريم الكبرى تعرف باسم الكنيسة الليبيريّة نسبةً إلى مؤسّسها البابا ليبيريوس.
بعد ظهر يوم آب/5 أغسطس 2024، قام البابا فرنسيس بزيارة هناك للمشاركة في صلاة الغروب الثانية في ذكرى تكريس الكنيسة البابويّة وعيد سيّدة الثلج.
قدّم المونسنيور إيفان ريكوبيرو، رئيس الاحتفالات الليتورجيّة للقدّيسة مريم الكبرى شرحًا عن البازيليك قال: "لم يكن المعبد الأصليّ هكذا، بل كان بازيليكا أكثر تواضعًا، مع صحن واحد. تمّت إضافة الباقي على مرّ القرون. في الواقع، أعيد بناء الكنيسة في عام 432 من قبل البابا سيكستوس الثالث. الفسيفساء على قوس النصر تذكر تلك اللحظة التاريخيّة".
مع سيكستوس الثالث، اتّخذت الكنيسة طابع "بيت لحم الثانية". تمّ بناء مصلّى المهد في داخلها، واستنساخٌ للمغارة التي ولد فيها يسوع باستخدام حجارة من الأرض المقدّسة. علاوة على ذلك، في العام 644، وصلت الهديّة الثمينة التي قدّمها بطريرك القدس آنذاك، القدّيس سوفرونيو، إلى البابا ثيودور الأوّل، وهو مواطن من القدس: بقايا السرير المقدّس أو cunabulum.
في تلك الأزمنة، دمّرت توغّلات فارسيّة عدّة، العديد من الأماكن المرتبطة بذكرى حياة المسيح في الأراضي المقدّسة. أعطى القدّيس والراهب واللاهوتيّ المستقبليّ، وهو مدافع متحمّس عن الأرثوذكسيّة، الحبرَ الأعظمَ خمس قطع من الجميّز من مذود بيت لحم، جنبًا إلى جنب مع الملابس التي يلّف بها التقليد جسد يسوع الصغير. لا تزال هذه الذخائر محفوظة حتّى اليوم داخل بيت الذخائر الكريستال المزيّن بنقوش بارزة فضيّة، صنعها جوزيبي فالادييه في أوائل القرن التاسع عشر.
بيت الذخائر موجودٌ في الكونفيسيوConfessio ، المزيّن بأكثر من 70 نوعًا مختلفًا من الرخام، وتمّ بناء تمثال عملاق لبيوس التاسع راكعًا، وعيناه تنظران نحو الفسيفساء في الحنية التي تصوّر تتويج السيّدة العذراء، على شرفه.
لذلك، ليس من قبيل المصادفة أن تصبح الكنيسة الليبيريّة، التي كانت تسمّى لقرونSancta Maria ad Praesepem ، وجهة للحجّاج المسيحيّين في احتفالات عيد الميلاد، فضلًا عن كونها موضوعًا للتقوى والإخلاص من جانب الأحبار والملوك.
"منذ ذلك الحين"، تابع المونسنيور ريكوبيرو، "تمّ الاحتفال بقدّاس ليلة الميلاد في هذه الكنيسة. ثمّ انتقلت هذه الممارسة، وصارت تقليدًا طقسيًّا للكنيسة الكاثوليكيّة في أنحاء العالم جميعها".
من الأمور المركزيّة في زيارة بازيليك القدّيسة مريم الكبرى إبّان يوبيل 2025، محطّة للصلاة عند سفح المذبح الرئيس، على ذخائر المهد المقدّس، والتي تمّ التحقّق من قيمتها التاريخيّة والتعبديّة من خلال الدراسات العلميّة الحديثة.
تعود حبوب اللقاح المأخوذة من داخل قطع الجميّز إلى المنطقة الجغرافيّة لبيت لحم في زمن يسوع كما شهد على ذلك، منذ قرون، القدّيس جيروم، الذي تمّ حفظ رفاته على وجه التحديد في بازيليك مريم الكبرى.
"العيّنات"، كما أشار رئيس الاحتفالات الليتورجيّة في الكنيسة، "تمّ أخذها في عام 2018". في تلك المناسبة، اتّخذ البابا فرنسيس قرارًا بأن يهب جزءًا من الذخائر الخشبيّة المبجَّلة، إلى حراسة الأراضي المقدّسة.
سوف يفتح البابا الباب المقدّس للقدّيسة مريم الكبرى في الأوّل من كانون الثاني/يناير 2025، في عيد مريم والدة الله القدّيسة.
إختتم المونسنيور ريكوبيرو شرحه قائلا: "منذ عام 1390، كانت هناك شهادات على وجود باب مقدّس هنا يمكن للمؤمنين أن يسيروا من خلاله لتلقّي عطيّة الغفران. إن زيارة هذه الكنيسة المرتبطة بالمهد المقدّس هي، للحجّاج والسيّاح، فرصة للاقتراب من سرّ التجسّد العظيم".