بيتسابالا: وقف إطلاق النّار في غزّة أصبح ملحًّا بشكل متزايد
وقال بيتسابالا: "بالإضافة إلى العنف الرّهيب للقنابل، هناك أيضًا أزمة الحياة العاديّة. هناك نقص في الغذاء والأدوية والمياه". ولفت على سبيل المثال إلى "أنّ المواطنين يتمكّنون من الطّهي مرّة أو مرّتين وما يطبخونه يجب أن يكون كافيًا لمدّة أسبوع على الأقل ".
وأعرب بيتسابالا عن استيائه "من حالة الفوضى التي سقط فيها القطاع بأكمله". وعن الصّور الرّهيبة للرّجال والنّساء والأطفال الذين فقدوا أرواحهم قبل بضعة أيّام في محاولة للاستيلاء على ما تبقّى من المعونات الإنسانيّة قال: "لقد شعرت بالخوف".
وأضاف: "لا يوجد شكل من أشكال السّيطرة على المنطقة، ولتعقيد كلّ شيء بشكل كبير، هناك أيضًا وصول المساعدات الإنسانيّة الذي يزداد صعوبة". ويرى أنّه "من المناسب ألّا يتم الآن إسقاط الطّرود الغذائيّة والمستلزمات الضّروريّة بواسطة المظلّات"، مشيرًا "إلى أهميّة التّوصّل إلى حلّ أكثر منهجيّة وتنسيقًا، لأنّ اختيار هذه الطّريقة في توزيع المساعدات قد يؤدّي إلى زيادة الارتباك وإلى مزيد من التّدافع والموت، كما حصل مؤخرًا".
ووقّع بيتسابالا وبطاركة ورؤساء كنائس المدينة المقدّسة في الأوّل من آذار/ مارس الجاري على نداء آخر من أجل السّلام، وهم على قناعة "أنّ الهدنة في غزّة ليست وهمًا أو حلمًا بعيد المنال"، وقال: "علينا فقط أن نرغب في ذلك" معتبرًا "أنّ العناصر اللّازمة لتنفيذه موجودة، ويجب أن يكون هناك استعداد من قبل الطّرفين لتقديم تنازلات بهذا الشّأن. أعتقد أنّ الوقت قد حان لمحاولة بدء مسارات مختلفة".
ورأى بيتسابالا أنّه "حتّى لو بقيت العديد من الشّكوك لا يمكن التّشكيك في شيء واحد أساسيّ ألا وهو أنه بعد هذه الأزمة، وهي واحدة من أخطر الأزمات في السّنوات السّبعين الماضية، لن يكون الإسرائيليّون والفلسطينيّون مستعدّين لقبول حلول مؤقّتة، لأنّ هذه الأحداث ستجبر الجميع على إيجاد حلول مستقرّة"، وقد تتمثّل في حلّ الشّعبين والدّولتين. وتابع قائلاً إنّه "من النّاحية الفنّيّة يبدو الأمر صعبًا بالنّسبة له، على الرّغم من أنّه سيكون الطّريقة الوحيدة الممكنة. من الواضح أنّ كلّ ما نختار القيام به يجب أن يضمن الاستقرار والحرّيّة لكلّا الشّعبين".
من خلال رواية بيتسابالا "يتجلّى دور الكنيسة المحلّيّة التي تصلّي وتثق ولا تهتم باحتياجاتها الخاصّة فحسب، بل تعمل أيضًا على مدّ يد المساعدة إلى السّكّان المحتاجين".
نداءات بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيتسابالا تندرج في سياق النّداءات والمواقف العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس من أجل وقف القتال في قطاع غزّة والإفراج عن جميع الرّهائن.