أميركا
10 كانون الأول 2025, 10:30

بيتسابالا حمل واقع المسيحيّين في الأرض المقدّسة إلى ميشيغان

تيلي لوميار/ نورسات
حمل بطريرك القدس للّاتين بييرباتيستا بيتسابالا، من 4 إلى 7 الجاري، خلال زيارة راعويّة إلى جنوب شرق ميشيغان في الولايات المتّحدة الأميركيّة، واقع الجماعة المسيحيّة في الأرض المقدّسة.

وفي تفاصيل الزّيارة الّتي جدّدت روابط الشّركة بين كنيسة ديترويت وكنيسة الأرض المقدسة، كانت بدايتها بقدّاس إلهيّ في كنيسة القدّيس توما الكلدانيّة في ويست بلومفيلد، اسمتع خلاله المؤمنون إلى رسالة الرّجاء الّتي حملها البطريرك، ثمّ اجتمع المئات منهم في نادي شيناندواه خلال عشاء خيريّ لدعم العائلات المسيحيّة في الأرض المقدّسة.

هذا والتقى بيتسابالا بالكهنة والرّهبان والرّاهبات ومؤمني الأبرشيّة. كما تلقّى 3336 طلبة صلاة من أجل مسيحيّي الأرض المقدّسة، قدّمها طلّاب من 16 مدرسة كاثوليكيّة ومؤمنون من 53 رعيّة في ديترويت، تعبيرًا عن الرّابطة الرّوحيّة العميقة بين ديترويت والأرض المقدّسة.

وبحسب الموقع الرّسميّ للبطريركيّة، عرض البطريرك بيتسابالا أمام مؤمني ديترويت حقيقة الأوضاع الصّعبة الّتي يعيشها المسيحيّون في المنطقة، ولاسيّما في غزّة، حيث لم يبقَ سوى 541 مسيحيًّا، يفتقر الكثير منهم إلى الخدمات الأساسيّة والتّعليم والمسكن الآمن، كما "لم يعد هناك مدارس في غزّة، الكثير من المعلّمين يفتقدون طلّابهم، المؤسّسات انهارت، ومئات الآلاف يكافحون لتأمين أبسط مقوّمات الحياة."

وبالرّغم من ذلك، أكّد بيتسابالا أنّ المسيحيّين في فلسطين وخصوصًا في غزّة لم يستسلموا لليأس أو الكراهيّة رغم الألم والمعاناة.

هذا وشارك بطريرك القدس للّاتين في فعاليّة كبرى لجمع التّبرّعات بعنوان: "متّحدون في الإيمان: جسور محبّة من مدينة ديترويت إلى الأرض المقدّسة"، شارك فيها نحو 500 مؤمن. كما عقد مؤتمرًا صحفيًّا أكّد فيه أنّ "الرّجاء يحتاج إلى جذور عميقة ليبقى حيًّا وفاعلًا"، فـ"الرّجاء كلمة لا يمكن أن تبقى وحدها، يجب أن تتجذّر في أمر أعمق… وإذا فشلت المؤسّسات، فعلينا نحن كأشخاص أن نكون قادرين على التّفكير والعمل بطريقة مختلفة، وأن ندافع، قدر استطاعتنا، عن حقوق المهمّشين والفقراء."

وذكّر المؤمنين بأنّ دعم الأرض المقدّسة، روحيًّا ومادّيًّا، هو مساهمة في الحفاظ على رسالة المسيح في الأرض الّتي وُلد وعاش وصلب وقام فيها من بين الأموات.

وفي ختام الزّيارة، ترأّس القدّاس الإلهيّ في بازيليك مزار الزّهرة الصّغيرة الوطنيّ في رويال أوك، حيث أشار في عظته إلى أنّ: "أولئك الّذين يبقون ثابتين في جماعتهم مهما كانت صغيرة سيكونون بين القادرين على إعادة البناء بعد هذا الدّمار الإنسانيّ، لأنّنا نثق بالله ونرى حضوره في حياتنا."

وشبّه توق المسيحيين في الأرض المقدّسة إلى السّلام بانتظار الكنيسة لميلاد المسيح، إذ أنّ "الانتظار ليس مجرّد ترقّب لشيء سيأتي، بل هو أسلوب حياة، فالله يتكلّم في تفاصيل الحياة اليوميّة، وعلينا أن نتعلّم أن نرى حضوره في علامات هذا الزّمن."