مصر
26 آذار 2020, 15:00

بهذه الكلمات صلّى بابا الأقباط من أجل مصر والعالم

تيلي لوميار/ نورسات
رفع بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني الصّلاة من أجل مصر والعالم، مردّدًا المزمورين 26 و90، ثمّ تاليًا ما يلي كما ذكره "المتحدّث الرّسميّ بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":

"باسم الآب والابن والرّوح القدس الإله الواحد آمين، نبارك اسمك يا سيّدنا الصّالح. نشكرك يا إلهنا حفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه السّاعة المقدّسة. نشكرك يا ربّ على كلّ حال ومن أجل كلّ حال وفي كلّ حال. نشكرك يا إلهنا الصّالح لأنّك أعطيتنا أن نقف أمامك ونرفع قلوبنا إليك أنت تعلم يا إلهنا الصّالح مقدار المخاوف والضّيقات الّتي نمرّ بها حاليًّا. نعلم يا ربّ أنّك أرسلت هذا الوباء لكي يستيقظ الإنسان ويستيقظ كلّ واحد فينا لكي ما ينظر لقلبه وعقله وأعماقه فالله لا يسرّ بالشّكليّات. ولكن أنت يا سيّدنا الصّالح تبحث عن دواخلنا ونقاوة قلوبنا نعلم أنّنا قد أغضبناك وأنّنا صنعنا الشّرّ أمامك وأنّنا أهملنا وتكاسلنا وابتعدنا عن طرقك المستقيمة وصارت أمور هذا العالم تغرينا وصارت شهوات هذا العالم تسقطنا وتتعبنا وتبعدنا عنك وتجعل قلوبنا باردة نحوك. يا إلهنا الصّالح نأتي إليك بدموعنا وبقلوبنا، نأتي إليك جميعًا وننطرح أمامك ونطرح خطايانا عند قدميك. نحن نعلم يا ربّ أنّك تحبّنا وأنّ عينك علينا من أوّل السّنة لآخرها، وأنّك لا تترك الإنسان الّذي خلقته. تمرّ علينا ضيقات كثيرة لكنّنا يا ربّ ننظر إلى رحمتك ومعونتك وإلى نعمتك. ننظر إليك يا ربّ أنت الّذي أنقذت الخطأة من خطاياهم وغفرت لهم وأعطيتهم أن يبدؤوا بدايات جديدة. نحن يا ربّ نسقط أمامك معترفين بجهالاتنا وخطايانا معترفين يا رب أنّنا ابتعدنا عنك وأنّنا كثيرًا ما كلّمناك بشفاه بعيدة عن القلب. يا إلهنا الصّالح ندعوك في هذا الوقت لكي ما تتحنّن على الجميع وتوقظ الإنسان وتمدّ يمين القوّة ذراعك الرّفيعة وقوّتك تمتدّ نحو الإنسان وتنتشلهم. كم الإنسان ضعيف يا ربّ! كم هو الإنسان ضعيف رغم اختراعاته ومشاريعه وإنجازاته ولكن كلّ هذا صار لا شيء أمام هذا الوباء وأمام هذا الانتشار. يا إلهنا الصّالح اسمعنا وتحنّن علينا. نأتي إليك يا ربّ مقرّين بكلّ خطيئة. نأتي إليك يا ربّ مقرّين بعفوك ورضاك. ونطلب يا ربّ أن تظلّلنا بمراحمك الكثيرة. نطلب إليك يا ربّ أن تعيننا. نحن نقرّ يا رب بكلّ ضعف فينا ولكنّنا نحوك أعيننا نحن يا ربّ ليس لنا سواك وليس لنا ما نعتمد عليه إلّا أنت يا ربّ عالمين أنّك القادر أن ترفع هذه الضّيقة الشّديدة وهذه الأزمة عن العالم كلّه، أن تطيّب خاطر الإنسان ونعدك ألّا نعود إلى ما وقعنا فيه قبلًا. نعدك أن نبدأ بداية جديدة نعدك أن نقدّم توبتنا بقلوبنا ونسير معك من جديد ونتمتّع بحضورك وبعملك ونتمتّع بك يا إلهنا الصّالح بحضورك وبكنائسنا وخدمتنا وفي كل ما تمتدّ إليه أيدينا. سيّدنا الصّالح ارفع عنّا ضعفات الخصام والكسل والتّهاون وتسويف العمر باطلًا. إرفع عنّا يا ربّ ضعفات البرود، برود حياتنا وأعطنا حرارة الرّوح مرّة أخرى لكي ما نقف ونمجّدك إلهنا الصّالح. لا تتركنا لا تبعد عنّا ولا تشيح بوجهك عنّا ولكن يا ربّ ارحمنا كعظيم رحمتك ارحمنا يا إلهنا الصّالح وقلبًا مستقيمًا جدّده فينا وروحًا مستقيمًا جدّده في أحشائنا، وأعطنا يا ربّ أن نبدأ من جديد ونفرح قلبك. أعطنا يا الله أن نعيش في صدق وبحبّ عالمين أنّ غاية الوصيّة هي المحبّة من قلب صالح وضمير بلا رياء. أعطنا يا ربّ أن نفرح على الدّوام وارفع يا ربّ عنّا أحزاننا وأتعابنا، أذكر يا ربّ الّذين رحلوا في هذا الوباء اذكرهم يا ربّ واذكر كلّ المصابين في كلّ العالم وارفع عنهم هذا المرض وهذا الدّاء واذكر يا ربّ كلّ الممرّضين والأطبّاء، اذكرهم يا ربّ لأنّهم يواجهون هذا المرض بشجاعة احفظنا يا ربّنا يسوع المسيح في اسمك وإيمانك، أعطنا أن نكمل أيّام غربتنا في سلام. أذكر كلّ المرضى وكلّ الّذين في شدّة واذكر الرّاقدين واذكر الّذين ليس لهم أحد أن يذكرهم. أذكرنا أيّها الإله الصّالح واغفر لنا خطايانا وسامحنا واقبل إليك توبتنا، واذكر مراحمك الغنيّة علينا بشفاعة العذراء مريم والملاك الجليل ميخائيل والقدّيس الأنبا أنطونيوس. أذكر بلادنا واحمها واذكر كنيستك في كلّ مكان واذكر عملك الصّالح في كلّ قلب في بركة هذا الصّوم المقدّس وبركة هذه الأيّام المقدّسة الّتي نعيشها. إقبلنا إليك واجعلنا مستحقّين أن نقول بكلّ الشّكر: "أبانا الّذي في السَّمَواتِ، لِيتَقدّس اسْمكَ. ليأتِ مَلكوتُكَ. لتَكن مَشيئَتُكَ، كما في السّماءِ كَذلك على الأرْضِ. خُبزَنا الّذي للغدِ أعطِنا اليومَ. وأغفِر لنا ذنوبَنا كما نغْفر نحنُ أيضًا للمذنبينَ إلينا. ولا تُدخِلنا في تَجرِبةٍ. لكن نجّنا مِنْ الشّريرِ. بالمسيحِ يسوعُ ربِّنا، لأنَّ لَكَ المُلكَ والقوّةَ والمجدَ إلى الأبدِ. آمين."