بميلادك يا مريم..
"يواكيم! يواكيم! إنّ الرّبّ سمع شكواك. اذهب من ههنا فها إنّ امرأتك حنّة ستحبل في أحشائها."
ببشارة من ملاك الرّبّ إلى والدين تشرّبا القداسة والطّاعة، وفي عائلة يغطّيها البرّ وتغلفّها العناية الإلهيّة، ولدتْ أمّ الكون، أمّ الإله، أمّنا الحنون، مريم العذراء.
بميلادك يا مريم، زُرعت في بساتين الشّوك اليائسة وردة فوّاحة تعبق الفراغ والظّلام عبيرًا طيّبًا محيٍّ.
بميلادك يا مريم، فاضت من صحراء الحزن واليباس القاحل مياه عذبة مجدّدة تروي الظّمأ وتغذّي الرّوح.
بميلادك يا مريم، رُدعت عواصف التّفكّك والفساد الهوجاء، عواصف مدوّية مدمّرة عجزت رياحها الطّائشة عن اقتلاع الأمل.
بميلادك يا مريم، بُشّر الفرح في كلّ المسكونة، فمنك أشرقت شمس العدل بشخص يسوع المسيح، ومعك حُلّت اللّعنات ووُهبت البركات وأُبطل الموت ومُنحت الحياة الأبديّة.
من أورشليم حيث أثمرت النّعمة وتفتّحت أبواب الحياة الأبديّة وسيعة إلى العالم أجمع، خليقة تسمو على كلّ مخلوق تجمع اللّاهوت والنّاسوت في آن أضاءت نجم الحياة الأرضيّة والسّماويّة لتشارك يسوع المسيح في الفداء وتكمّل مشروع الله الخلاصيّ.
بميلادك يا مريم، علّمينا إذًا أن نلد من جديد بالإيمان والصّلاة والخشوع فنسير على مثالك دروب الطّاعة والثّقة لنلاقيكي في يوم الدّينونة بالفرح والرّجاء الأبديّين.