سوريا
04 حزيران 2018, 06:35

بماذا توصي المخطوطة المعروفة بوثيقة عهد عمر بن الخطاب والموجودة في دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي؟

يرتقي تاريخ دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي في منطقة وادي النصارى الى حقبات تاريخية متعاقبة، وهو دير معاصر لدير صيدنايا" الشاغور" البطريركي.

يحتفظ رهبان دير القديس جاورجيوس بنسخة مخطوطة تعرف بوثيقة" عهد" عمر بن الخطاب موجهة الى جميع رؤساء الأديرة والأساقفة والكنائس في الشرق توصي بالدير وساكنيه وتعفيهم من الضرائب وتطلب حمايتهم وعدم التعرض لهم.
لهذه العهدة العمرية اهمية في حماية الدير واراضي المسيحيين لا سيما إبان العهد العثماني بحيث لم يتم التعرض في تلك الحقبة التاريخية الى الدير واراضي المسيحيين بفضل هذه المخطوطة التي تعود الى السنة الرابعة من الهجرة بالمدينة.
ومن أبرز مضامينها" يجب علي رعيهم وحفظهم من كل مكروه وأن لا يصل اليهم حتى يوصل إلى اصحابي الدابين عن نصيبة الأمر وأن اعزل عنهم الاذى في المواد التي تحمل اهل العهد من العادية والاخراج الا ما طابت به انفسهم ولا يكن عليهم جبر ولا إكراه في ذلك ولا ينفى أسقف عن اسقفيته ولا نصراني عن نصرانيته ولا راهب عن رهبانيته ولا سايح عن سياحته ولا راهب عن صومعته ولا يهدم بيت من بيوت كنايسهم ولا يدخل شيء في بناء المساجد ولا في منازل المسلمين فمن فعل ذلك نكث عهد الله وخالف رسول الله وخان ذمة الله".
 بالاضافة الى دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي، توجد هذه العهدة العمرية في دير القديسة كاترين - مصر وفي القدس- فلسطين.
وبموازاة ذلك، يزين مدخل كنيسة الدير الجديدة التي بنيت العام ١٨٥٧م عمودان حجريان نحتا في القرن السابع. وطراز الكنيسة الهندسي من الداخل عبارة عن خليط من الفن الغوطي" الأعمدة"، والعربي" القبة"، والبيزنطي" الباب والنوافذ"، ونمطها بازليكي فيها أبقونسطاس خشبي حفر ويعد من اهم الأيقونسطاسات الخشبية في كنائس سوريا ولبنان. رسمت ايقوناته ما بين الأعوام ١٨٦٦- ١٨٧٠ وهي من صنع مدرسة اورشليم الإيقونوغرافية.
وما يميز كنيسة الدير القديمة الصلبوت الذي يعود الى القرن التاسع عشر وهو الأقدم ويعتقد أنه من بقايا الايقونسطاس السابق للكنيسة ويعتبر فن الحفر فيه ٱية من ٱيات الفن الزخرفي والتزييني.
لكن الأبعد من ذلك، وامام جمالية الدير وعراقته وموقعه الاستراتيجي الذي اكتسب اهمية كبيرة عبر الحقبات التاريخية حيث كانت الطريق المؤدية اليه تمر عليها القوافل التجارية ما جعل هذه العهدة العمرية تحميه وتحمي اراضي المسيحيين ابان العهد العثماني. فالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل نحن بحاجة الى مثل هذا المخطوط كي نبعد عن مشرقنا التطرف والارهاب؟ وهل يعي الاخرون اهمية هذه العهدة العمرية؟ وأين نحن منها اليوم؟