بقعوني: علينا أن نؤمن بالصّلاة لنكون مظلّلين ومحميّين
"في هذه الأيّام الصّعبة كثيرون يهتمّون بأمور عدّة ولكن ذلك لا يعني أنّنا لسنا بتلاميذ الرّبّ، فمن فقد عزيزًا ومن يزور المرضى ومن يساعد المتضرّرين ومن يسهم في عدم انتشار وباء كورونا ومن يهتمّ بعائلته كلّ ذلك يعبّر عن محبّتنا لبعضنا ويدلّ أنّنا تلاميذ الرّبّ ونعمل في حياتنا اليوميّة بكلمته، ولكن التّلمذة ليست فقط أن نسمع كلامه بل هي في الخدمة والمحبّة وأعمال الخير.
نحن اليوم أحوج ما نكون إلى فكر الرّبّ لأنّه غير معقول ما يحصل في وطننا ومجتمعنا وعبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ ووسائل الإعلام من كلام وتصرّفات ومواقف وفساد وأمور لا تتطابق مع فكر الرّبّ وأخلاقه.
إنّ الكنيسة وأعيادها ثابتة مهما كانت الظّروف لأنّ المسيحيّ مدعوّ في كلّ الظّروف أن يحيا ويتصرّف كتلميذ للرّبّ وكإبن الله وأن يتّخذ قراراته على ضوء التّنشئة المسيحيّة وأن يترجمها بتصرّفات ومواقف. والتّلميذ هو الّذي يؤمن ويعيش كلمة الله خلال كلّ السّنة وليس فقط في الأعياد."
ودعا بقعوني إلى "عدم الاستسلام للموت الرّوحيّ والنّفسيّ والإحباط واليأس والألم، الّتي تساهم في جزء منه مواقع التّواصل الاجتماعيّ ووسائل الإعلام، بل أن نتّكل على شفاعة مريم العذراء عند ابنها ليخلّصنا، لذلك علينا أن نؤمن بالصّلاة لنكون مظلّلين ومحميّين بخلاص الرّبّ بشفاعة والدته ويجب أن نتصرّف كمسيحيّين ونرتقي إلى مستوى هذه التّلمذة في حياتنا بالمحبّة لأنّ محبّة الله ثابتة وشفاعة مريم ثابتة.
وسط هذه الآلام أدعوكم لتعيشوا كتلاميذ وكأبناء وبنات القيامة وأن تحملوا علامات الرّجاء وأن تثبتوا بإيمانكم وبمحبّتكم، إنّ انفجار المرفأ دمّر وتسبّب بكثير من الضّحايا الأبرياء ولكن هناك دمارًا أعظم يجتاحنا وسيدمّرنا ألا وهو اليأس والإحباط اللّذين يسيطران على الكثيرين، لذلك أدعو أن نعيّد هذا العيد ببعد روحيّ ونعيش الرّجاء ونكون شهودًا له في هذه الظّروف الصّعبة لأنّنا كلّنا ثقة بالمخلّص أنّه سيخلّصنا بشفاعة أمّه مريم من خلال الصّلوات الّتي نرفعها في عيدها".