صحّة
11 آذار 2022, 09:55

بعد مضي عامين، جائحة كوفيد-19 "أبعد ما تكون عن نهايتها"

الأمم المتّحدة
منذ آذار/مارس 2020، أصيب ما يقرب من 500 مليون شخص بفيروس كورونا ولا تزال المتغيرات الجديدة تشكّل تهديدًا. يصادف يوم الجمعة مرور عامين على تصنيف منظمة الصحة العالمية الانتشار العالمي لكوفيد-19 بأنه جائحة.

وكانت المنظمة قد أجرت تقييمًا بعد ستة أسابيع من الإعلان بأن الفيروس يشكّل حالة طوارئ صحية عالمية، عندما كان هناك أقل من 100 حالة إصابة ولم تكن هناك وفيات خارج الصين. وبعد ذلك بعامين، مات أكثر من ستة ملايين شخص.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الأربعاء:

"على الرغم من انخفاض حالات الإصابة والوفيات المبلغ عنها عالميًّا، ورفع العديد من البلدان القيود، إلا أنّ الجائحة أبعد ما تكون عن نهايتها- ولن تنتهي في مكان ما حتى تنتهي في كل مكان".

 

الوفيات مستمرة

في حديثه إلى الصحفيين في جنيف، ذكّر الدكتور تيدروس العالم بأن العديد من البلدان في آسيا والمحيط الهادئ تواجه حاليًّا ارتفاعًا في حالات الإصابة والوفيات.

وأوضح أن "الفيروس مستمر في التحوّر، وما زلنا نواجه عقبات كبيرة في توزيع اللقاحات والاختبارات والعلاجات في كل مكان تشتد حاجة الناس إليها".

 

تجنّبوا "تعافي من مستووين"

بدوره، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بيانًا يوم الأربعاء، يدعم تقييم مدير منظمة الصحة العالمية، بأنه سيكون من "الخطأ الفادح" الاعتقاد بأن الفيروس أصبح الآن في "مرآة الرؤية الخلفية" أي أننا تركناه خلفنا ومضينا قدمًا.

وجدّد أنطونيو غوتيريش التأكيد على أن توزيع اللقاحات لا يزال "غير متساوٍ بشكل فاضح".

وأشار إلى أن "الشركات المصنعة تنتج 1.5 مليار جرعة شهريًّا، لكن ما يقرب من ثلاثة مليارات شخص ما زالوا ينتظرون الجرعة الأولى".

وعزا الأمين العام هذا "الفشل" إلى قرارات السياسة والميزانية التي تعطي الأولوية لصحة الناس في البلدان الغنية، على حساب صحة الناس في البلدان الفقيرة.

"هذه إدانة أخلاقية لعالمنا. إنها أيضًا وصفة لمزيد من المتغيرات والمزيد من عمليات الإغلاق والمزيد من الأسى والتضحية في كل بلد. إن عالمنا لا يمكنه تحمّل تعاف ذي مستويين من كـوفيد-19."

وأضاف السيد غوتيريش أنه على الرغم من الأزمات العالمية العديدة الأخرى، يتعين على العالم أن يصل إلى الهدف المتمثل في تطعيم 70 في المائة من الناس، في جميع البلدان، بحلول منتصف هذا العام.

"لقد أثبت العلم والتضامن أنهما مزيج لا يهزم. يجب علينا أن نكرّس أنفسنا من جديد لإنهاء هذه الجائحة، بالنسبة لجميع الناس وفي جميع البلدان، وإغلاق هذا الفصل المحزن من تاريخ البشرية، نهائيًّا."

 

متغيّر جديد

كما أعرب مدير منظمة الصحة العالمية عن قلقه بشأن "التخفيض الكبير" للاختبارات في العديد من البلدان، محذّرًا من أن "هذا يعيق قدرتنا على معرفة مكان الفيروس وكيفية انتشاره وكيفية تطوره."

وفي الوقت نفسه، قالت د. ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكـوفيد-19، إن الوكالة على دراية بـ "سلالة مؤتلفة" في أوروبا.

وقالت: "إن السلالة مزيج من متغيري دلتا وأوميكرون وقد تم اكتشافها في فرنسا وهولندا والدنمارك، ولكن هناك مستويات منخفضة جدًّا من هذا الاكتشاف"، مشدّدة أيضا على أهمية الاختبار والتسلسل في جميع أنحاء العالم.

وأوضحت الدكتورة ماريا فان كيرخوف أن المتغير الجديد كان متوقعا نظرًا للدوران الكبير لكل من أوميكرون ودلتا.

"مع ظهور أوميكرون، في بعض البلدان، كانت موجة دلتا قد مرّت بالفعل، لذا كان تداول الفيروس عند مستوى منخفض، ولكن في بلدان أخرى، في أوروبا على سبيل المثال، كانت دلتا لا تزال تنتشر على مستوى عالٍ عندما ظهر أوميكرون."

وأوضحت الخبيرة أنه حتى الآن، لم يلاحظ العلماء أي تغيير في شدة الإصابة بالمرض مع هذه السلالة، لكن هذه الدراسات لا تزال جارية.

وحذّرت قائلة:

"لسوء الحظ، نتوقّع أن نرى المؤتلفات لأن هذا ما تفعله الفيروسات، فإنها تتغير بمرور الوقت. نحن نشهد مستويات مكثفة من الدوران. هذا الفيروس يصيب الحيوانات مع احتمال أن يصيب الإنسان مرة أخرى."

ودعت الدكتورة فان كيرخوف البلدان إلى تعزيز أنظمة المراقبة والتسلسل بدلا من "تفكيكها بهدف الانتقال إلى التحدي التالي".

كما كرّرت دعوتها إلى استخدام نهج متعدد الطبقات بالنسبة لأدوات الصحة العامة.

"الجائحة أبعد ما تكون عن النهاية، لا نحتاج فقط إلى التركيز على إنقاذ حياة الناس، بل علينا أيضا التركيز على الحد من انتشار الفيروس. لا يمكننا السماح لهذا الفيروس بالانتشار بمثل هذا المستوى المكثف."