الفاتيكان
10 تشرين الثاني 2020, 15:00

بعد شهر على تحريره، لقاء مؤثّر بين الأب ماكالي والبابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
بعد خطفه في النّيجر قبل عامين وإطلاق سراحه في 8 ت1/ أكتوبر الماضي، استقبل البابا فرنسيس بالأمس مرسل الضّواحي الأب بييرلويجي ماكالي في الفاتيكان، في لقاء كان مليئًا بالتّأثّر الّذي بدا واضحًا على المرسل الّذي قال في حديث مع"فاتيكان نيوز": "بعد معانقة الأب الأقدس لا توجد كلمات سوى شكرًا".

خلال اللّقاء، استعاد ماكالي ما عاشه في سجنه بين النّيجر ومالي، حتّى أكّد في ختام لقائهما أنّ هناك "دهشة وصعوبة في التّعبير عن عطيّة المحبّة" الّتي نالها من البابا، فقال مرسل جماعة الإرساليّات الأفريقيّة معلّقًا على اللّقاء:

"لقد كان لقاء جميلاً جدًّا. لقد تأثّرت، ولاسيّما عندما أخبرتُ البابا بما عشته ومن ثم سلّمت نفسي لصلاته، وبشكل خاصّ الجماعات الّتي كنتُ أعتني بها وقد بقيت الآن بدون حضور رسوليٍّ لكاهن لأكثر من عامين. طلبت من البابا أن يحمل كنيسة النّيجر في الصّلاة. كان البابا متنبِّهًا جدًّا، وكان يصغي إليَّ بعناية شديدة. وقد شكرته جدًّا لأنّه صلّى من أجلي، مع الكنيسة، ومن ثمّ في صلاة التّبشير الملائكي في اليوم الإرساليّ العالميّ عندما أراد هذا التّصفيق في ساحة القدّيس بطرس بعد إطلاق سراحي. لقد شكرته فأجابني: لقد دعمناك لكنّك دعمت الكنيسة. لم يعد لديّ كلمات إزاء ما قاله لي: أنا، مرسل صغير، وهو الّذي قال لي ذلك... ليس لديّ كلمات حقًّا.

كان عناق أب، هذا الأب الّذي أحمله في الصّلاة يوميًّا. وأن أراه أمامي كان بالفعل تأثّر وشعور كبير بالامتنان. لم أفكّر أبدًا أنّ مرسل قد ذهب إلى ضواحي العالم قد يجد نفسه يومًا ما أمام البابا نفسه، الّذي يعضد الكنيسة الجامعة. إنّها مشاعر يصعب التّعبير عنها... وبالتّالي كنت أقول له باستمرار شكرًا، شكرًا، شكرًا."

لحظة تأثّر أخرى تحدّث عنها مرسل الضّواحي، لحظة ذهبت أبعد من الكلمات إذ وفيما كانا يلقيان تحيّة الوداع، صافح ماكالي البابا الّذي قبّل يديه، وهو ما لم يكن يتوقّعه الكاهن الضّيف.

هذا وتحدّث الأب ماكالي عن مدى تأثير سنتي الاعتقال على إيمانه وقال: "كانت الدّموع خبزي لعدّة أيّام وكانت أيضًا صلاتي عندما لم أكن أعرف ماذا أقول. حتّى أنّني كتبت ذلك ذات يوم. قرأت في بعض الحكايات الحاخاميّة أنّ الله يحسب عدد دموع النّساء وقلت له: "يا ربّ، من يعلم إن كنتَ تحسب دموع الرّجال أيضًا. ولكنّني أقدّمها لك في الصّلاة لكي تروي تلك الأرض القاحلة للرّسالة وإنّما أيضًا الأرض القاحلة للقلوب الّتي تشعر بالكراهيّة وتسبّب الحرب والعنف. ثمّ ننتقل إلى الأساسيّات في الصّحراء. وهناك تدرك أنّه من الضّروريّ شرب الماء، وتناول شيء ما، حتّى لو كان الطّعام نفسه كلّ يوم. لكنّك ترى أنَّ الأساس ليس الأطباق الّتي تتناولها. هذا هو الحال أيضًا في الحياة الرّوحيّة: ما يهمّ هو السّلام والمغفرة والأخوّة، وكمُرسَلٍ أشعر بتشجيع ودفع أكبر لأكون شاهدًا للسّلام والأخوّة والتّسامح، اليوم ودائمًا."