دينيّة
19 آذار 2017, 14:00

بعد أن ضلّ.. عاد إلى حضن أبيه مكرّمًا

غلوريا بو خليل
شطرته أنانيّته ومصلحته وحرّيّته عن أبيه وعائلته وجذوره مناشدًا الحريّة المطلقة من دون رادع ولا حسيب، فضلّ وضاع .. لكنّ صحوة ضميره أعادته إلى حضن أبيه الّذي لطالما انتظره بحبّ، فأقام له احتفالًا حاكى فرحته به، مُعيدًا له مكانته وكرامته.

سافر الإبن الأصغر بعيدًا مبدّدًا مال أبيه في عيشه البذخ، متنكرًا للبنوّة ممثلًا بذلك الشعوب التائهة في الأرض النّاسية محبة الله الآب ورحمته. لكنّ الأب هو الأب، ينتظر دائمًا أبناءه بكلّ حبّ وحنان إلى أن يعودوا إليه.والإبن الأصغر هذا، عندما أصبح معدومًا وحيدًا في الغربة، صحا وتنبّه إلى فظاعة غلطته، ندم وقرّر أن يعود إلى أبيه مستغفرًا قائلًا "يا أبتِ، أخطأت إلى السّماء وإليك، ولا أستحقّ بعد أن أدعى لك ابنًا، فعاملني كأجير عندك." فقام ورجع إلى أبيه" (لو 15: 18 – 20)."رآه أبوه قادمًا من بعيد، فأشفق عليه وأسرع إليه يعانقه ويقبّله" (لو 15: 20)، كان استقباله أبويًّا عاطفيًّا بامتياز، وأعاد لابنه مكانته وذبح له العجل المسمّن إحتفاءًا به.في خضمّ الفرحة، ظهر تعنّت الإبن الأكبر وجحوده الّذي يمثّل كلّ شخص يدّعي الفضيلة والتعبّد لله، لكنّه في الحقيقة يزدري النّاس. ومع ذلك، أبوه لم يحكم عليه لا بل "خرج إليه يرجو منّه أن يدخل" (لو 15: 28)  ليفرح معه بعودة أخيه، حيث تظهر لنا هنا صورة الله الرّحوم الغفور. رحمة الله الآب عظيمة، تفيض علينا نِعمًا كثيرة فتُثمر غفران خطايانا، وفضائل  إلهيّة جمّة، وتجدّد عهد الأمانة مع الله.