بصليبك يا يسوع أنا أثق!
نعم أنا أثق بك يا يسوع وبصليبك لألف سبب وسبب:
أنا أثق بك لأنّك أنت من نفحت فيّ الرّوح فخلقتني.
أثق بك، لأنّك أحببتني فجعلتني على صورتك ومثالك، وصيّرتني هيكلاً للرّوح القدس؛ وبالمعموديّة أعطيتني شرف البنوّة، فاستحقّيت أن أدعوك "أبًا".
من أجلي أتيت إلى هذا العالم، وتحمّلت كلّ ما تحمّلته. من أجل خلاصي حملت ثقل الصّليب ومعه كلّ خطاياي وما أوقفتك تلك عن فعل الفداء، فرُفعتَ على الخشبة مسمَّرًا متألّمًا، وخضت تجربة الموت لكنّك أريتني أنّك قادر على كلّ شيء فغلبته وانتصرت بقيامتك، لذا أنا أثق بك.
يا يسوع، أنا أثق بك لأنّني عالمة أنّك بجانبي في كلّ لحظة من حياتي، في عثراتي كما في نجاحاتي.
أنا أثق بك لأنّني أراك في أمّي وأبي وكلّ عائلتي، أنا أسمعك من خلال تعاليمهم وأراك عبر عيونهم الّتي سهرت علينا ولا تزال منذ أن أبصرنا النّور؛ أنت تعيش فينا وبيننا ومعنا.
أثق بك لأنّك تقود خطاي وتلهمني في قراراتي وترشدني في كلامي وتبارك أفعالي.
يا يسوع، أنا أثق بك لأنّ رحمتك تغمرني. فأنا الخاطئ(ـة) عندما أتوب إليك، لا تتردّد في مدّ يدك لتحضنني كالإبن الضّال، وتمسح دموعي وتملأ قلبي بسكينة ما وجدتها إلّا بقربك.
أنا أثق بك، لأنّك لا تزال حيًّا في القربان المقدّس، لأنّ جسدك ودمك يسيران في عروقي في كلّ مرّة أتقدّم فيها من سرّ الإفخارستيّا، فتسكب فيّ سلامًا استثنائيًّا وتحيطني بالنّعمة الّتي أحتاج إليها.
وعندما يفتر إيماني تراك توقده من جديد بحرارة عليّة، عندما يقسو قلبي أنت تليّنه بلمستك الأبويّة.
يا يسوع، لفّني بالشّعاع الأبيض المنبعث منك فتطهُر نفسي، وبالأحمر الّذي يُحييها؛ وبصليبك خلّصني وخلّص العالم أجمع.