دينيّة
20 تموز 2021, 07:00

بسَيْفه نقل البشريّة إلى سِيف الخلاص

ماريلين صليبي
الفرق شاسعٌ بين العنف والقوّة، بين الطّيش والشّجاعة، بين القتل والخلاص... هذا ما ينبغي على المسيحيّين المؤمنين حفظه واختباره في حياتهم من شخصيّة إيليّا النّبيّ المقدّسة المتوّجة بإندفاع صارم مجبول بالإيمان والعزيمة بعيدًا عن البطش الدّمويّ.

 

فبسَيْفه المسنون الذي يشعّ لمعانًا عادلًا قطع إيليّا النّبيّ خيطان الرّذيلة، واقتلع جذور الشّرّ، وثقب غلاف الخطيئة، وكسر عرش السّلطان الأرضيّ، ومزّق هالة الكفر الوثنيّ.
بجبروته العظيم الذي غرفه من آبار إيمان عميق رفع إيليّا النّبيّ البرّ والخير والسّلام والعدالة والفضيلة إلى أبعاد مسيحيّة سامية، إلى مراتب الكمال الضّروريّ المرتجى.
بطهارة نفسه ونقاوة جسده، صعد إيليّا النّبيّ حيًّا إلى السّماء، إذ دعاه الله ليشاركه الفردوس الأبديّ بعد أن أتمّ بصلاح كلّيّ رسالته المسيحيّة.
ليكن عيده اليوم، الذي يتفرّد عن سائر الأعياد بإجماع كلّ الكنائس المسيحيّة على تاريخه، مناسبة للتّحلّي بالشّجاعة والقوّة وصدّ العنف والإرهاب. إذ يجب أن يتمثّل كلّ مسيحيّ بإيليّا النّبيّ، فيجاهر بإيمانه من دون خوف، ويدافع عن الحقّ من دون تردّد، ويعمل على خلاص البشريّة من الآثام من دون تراجع. يجب أن يتمّم المسيحيّ أيضًا رسالة التّبشير والخلق الذي طالبه بها الله، فيبني قاعدة بشريّة صالحة تعكس ببرّها وفضيلتها الوجه المسيحيّ الحقيقيّ الذي شوّهه عالمٌ يصخب بضجيج القتل والبطش والإرهاب والفساد.
دعوةٌ في هذا العيد المبارك، أن يتّخذ الإنسان من الشّجاعة وسامًا يكلّل فيه أعماله، وتاجًا يزيّن فيه شخصيّته، وسبيلًا يتمّم من خلاله الرّسالة المسيحيّة المقدّسة...