لبنان
05 تموز 2021, 13:30

بركة شمّوسيّة رسائليّة في مار جاورجيوس- تربل

تيلي لوميار/ نورسات
منح رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش بركته الشمّوسيّة الرّسائليّة لجان وجيه نصّار، خلال قدّاس الأحد السّادس بعد العنصرة ترأّسه في كنيسة القدّيس جاورجيوس- تربل، وعاونه فيه خادم الرّعيّة الأب جوني أبو زغيب.

بعد الإنجيل المقدّس، كانت للمطران درويش عظة قال فيها: "أعرب عن فرحي بأن أحتفل معكم في هذه الذّبيحة الإلهيّة في بلدتكم العزيزة تربل، كما أفرح اليوم بمنح ولدنا جان نصّار بركة الشّمّوسيّة، وأذكر أنّه تقدّم منّي منذ أكثر من خمس سنوات بطلب أن يكون شمّاسًا مساعدًا في رعيّته وبقي ملحًّا في طلبه، وإصراره هذا جعلني وأبونا جوني كاهن الرّعيّة، نتأكّد من نيّته الحسنة ومن رغبته بالخدمة. بهذه البركة تصير خدمة الشّمّاس المساعد جان مكرّسة ومقدّسة، وأهنّئه وأهنّئ عائلته، كما أهنّئ جميع أبناء وبنات الرّعيّة."

وأضاف: "تحدّث بولس الرّسول في رسالة اليوم عن "المواهب المختلفة" في الكنيسة "بحسب النّعمة المعطاة لنا". ويريد بذلك أن يقول لنا بأنّ المسيحيّ هو خادم الموهبة، أيّ أنّه يضع المواهب الّتي أعطيت له في خدمة الآخرين. وبقدر ما تتلاقى المواهب تزداد الكنيسة قداسة.  

الكنيسة إذن تكبر وتنمو وتتنشّط بتعدّد المواهب، والموهبة هي هبة وعطيّة من الرّوح القدس، تعطى لنا لنخدم ونبني الكنيسة وليس لخدمة مصالحنا الشّخصيّة.  

يعدّد بولس الرّسول بعض هذه المواهب: الخدمة، التّعليم، الوعظ، التّصدّق، التّدبير.. والرّبّ يوزّع هذه النّعم المتعدّدة لنكون خدّامًا لها، وعندما تتلاقى موهبتي مع موهبة الآخرين ونكون معًا خدّامًا لبعضنا البعض تزداد الكنيسة تألّقًا.

المشكلة تكمن بأنّ البعض يظنّ بأنّه يخدم الكنيسة وهو يخدم مصلحته، لذلك تكون موهبته مزيّفة. الخدم الكنسيّة متعدّدة ولكن أهمّها هي ممارسة المحبّة، كما يقول بولس الرّسول في رسالته إلى أهل كورنثوس (1 كورنثوس 13/1-19): "لو كنت أنطق بلسان النّاس والملائكة، ولم تكن فيّ المحبّة، فإنّما أنا نحاس يطنّ، أو صنج يرنّ. ولو كانت لي النّبوءة وكنت أعلم جميع الأسرار والعلم كلّه، ولو كان لي الإيمان كلّه حتّى لأنقل الجبال، ولم تكن فيّ المحبّة، فلست بشيء."  

المهمّ ألّا نُطفئ شعلة الرّوح فينا، بل علينا أن نُشعل المواهب الّتي أعطيت لنا للخدمة، لأنّ المواهب لا تؤذي ولا تجرح المحبّة، المواهب هي خدمة، وإذا كنّا نحبّ الخدمة فإنّنا نتجاوب مع دعوة الله لنا.  

هذه هي دعوتي لكم ودعوتي للشّمّاس المساعد الجديد لنكون كلّنا خدّام الكنيسة، فنحن كلّنا أعضاء جسد واحد وأغصان كرمة واحدة رأسها المسيح.

في مجتمعاتنا البشريّة يوجد الضّعيف والقويّ والغنيّ والفقير، ومن الواضح أنّ التّفاوت موجود، فالإنسان لا يتساوى مع أخيه الإنسان.

الحياة الاجتماعيّة لا تقوم على الصّراع بين النّاس، وحسب بولس المجتمع هو واحد ورأسه هو يسوع المسيح، والقويّ فيه يضع نفسه في خدمة الضّعيف "علينا نحن الأقوياء أن نحتمل وهن الضّعفاء" هذا هو نظام المحبّة الّذي وضعه يسوع المسيح وعلى الجميع أن يتنافسوا لتزداد المحبّة بين النّاس، آنذاك فقط تسقط شريعة التّسلّط وتسود ثقافة المحبّة."

بعد القدّاس، انتقل الحضور إلى صالون الكنيسة حيث تقبّل الشّمّاس الجديد التّهاني.