العالم
02 كانون الأول 2020, 10:30

برثلماوس الأوّل: الوحدة المسيحيّة مدعوّة لأن تكون عطيّة مثمرة للبشريّة كلّها

تيلي لوميار/ نورسات
في عيد القدّيس أندراوس الرّسول، أكّد بطريرك القسطنطينيّة المسكونيّ برثلماوس الأوّل أنّ المسار نحو الوحدة المسيحيّة الكاملة لم يتوقّف، "ويمكن أن يستمرّ بإصرار وواقعيّة و"ثقة كاملة في العناية الإلهيّة"، لأنّه لا يقوم على "يوتوبيا مسكونيّة" عقيمة ولا تعبّر عن "بساطتها اللّاهوتيّة" ، لكنّها تمثّل "إرادة ربّنا"، ويمكن أن يقدّمها المسيحيّون من خلال شهادتهم في الوقت الحاضر.

وكان برثلماوس قد ترأّس قدّاس العيد يوم الإثنين، بحضور وفد فاتيكانيّ يتقدّمه رئيس المجلس البابويّ لتعزيز الوحدة المسيحيّة الكاردينال كورت كوخ الّذي حضر إلى إسطنبول للمشاركة في احتفالات عيد أندراوس الرّسول، ووفد من أوكرانيا بقيادة رئيس الوزراء دنيس شميهال.

وللمناسبة وفي ذكرى بمرور 40 عامًا على بداية الحوار اللّاهوتيّ الرّسميّ بين الكنيستين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، أوضح برثلماوس أنّ "الوحدة المسيحيّة مدعوّة أيضًا في هذا الوقت لأن تكون عطيّة مثمرة للبشريّة كلّها، وأن تقدّم التّضامن للجميع حتّى في مواجهة الطّوارئ الاجتماعيّة والأخلاقيّة الّتي تحاصر العالم"، مشدّدًا على أنّ انحطاط التّعدّديّة إلى العدميّة واللّامبالاة "لا يمكن أن يؤدّي إلى تمزّق الهويّة والبعد المسيحيّ في الحياة الكنسيّة"، وأنّه لا يمكن لكنيسة المسيح أن "تتكيّف مع المبادئ الأخلاقيّة والأنثروبولوجيّة الإلهيّة" للخيارات البديلة "للحضارة العلمانيّة الحديثة""، و"ستكون صياغة أنثروبولوجيا مسيحيّة مقبولة عمومًا والاحترام العمليّ لمبادئها دعمًا هامًّا لمسار العلاقات بين كنائسنا "في هذه المرحلة التّاريخيّة."  

وأيّد برثلماوس، مستشهدًا بالرّسالة البابويّة "جميعنا إخوة"، مبادرة تعزيز السّلام والتّغيير، مؤكّدًا انخراط كنيسته "في الجهود المبذولة لمعالجة أسباب وعواقب الأزمة الكبيرة المعاصرة للكنيسة: اللّاجئون والهجرة. ونشعر بالصّدمة من أحداث العنف المأساويّة بإسم الله والدّين. وهذا يكشف مرّة أخرى قيمة الحوار بين الأديان والسّلام والتّعاون بينها".