برتلماوس الأوّل زار ضريح البابا فرنسيس والتقى البابا الجديد
هذا وكان البطريرك المسكونيّ قد زار البابا لاون الرّابع عشر صباح الإثنين في القصر الرّسوليّ، وقد أكّدا خلال اللّقاء التزامهما المشترك لصالح السّلام وحماية البيئة، وتعزيز الحوار بين الكنيستين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة.
يُذكر أنّ البطريرك برتلماوس الأوّل كان قد شارك يوم الأحد في قدّاس بداية حبريّة البابا لاون الرّابع عشر في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان.
وعن أجواء هذا اللّقاء، أصدرت البطريركيّة المسكونيّة بيانًا "وصف اللّقاء بالودّيّ، مضيفًا أنّ برتلماوس جدّد تهانيه للبابا على انتخابه، وقد تطرّق معه إلى سبل تعزيز الحوار اللّاهوتيّ بين الكنيسة الأرثوذكسيّة والكنيسة الكاثوليكيّة.
كما توقّف الجانبان عند ضرورة استمرار التّعاون المشترك في القضايا ذات الاهتمام الاجتماعيّ، فضلًا عن السّعي الدّؤوب إلى تحقيق السّلام في العالم ومساعدة الأخوة والأخوات المتألّمين وحماية البيئة الطّبيعيّة. وهذا الالتزام الأخير كان محوريًّا في حبريّة البابا الرّاحل فرنسيس، الّذي خصّص رسالة عامّة لهذا الموضوع وهي "كن مسبّحًا"، بالإضافة إلى تأسيس اليوم العالميّ للخليقة.
وأوضح البيان أنّ بطريرك القسطنطينيّة المسكونيّ تطرّق، خلال المحادثات الثّنائيّة، إلى التّواصل الأخويّ والتّعاون اللّذين كانا قائمين بينه وبين البابا فرنسيس، علمًا أنّ اللّقاءات الّتي جمعته مع البابا الرّاحل تخطّت العشرة، دون أن ننسى الزّيارة المشتركة الّتي قاما بها إلى جزيرة ليسبوس اليونانيّة في أبريل نيسان ٢٠١٦، برفقة رئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان يرونيموس.
من جانبه عبّر البابا لاون الرّابع عشر عن امتنانه للبطريرك على مشاركته في قدّاس الأحد، الّذي طبع بداية خدمته البطرسيّة، كما جاء في المذكّرة، وشدّد على أهمّيّة تعزيز الحوار والتّعاون بين المسيحيّين. كما عبّر البابا عن رغبته في التّوجّه إلى تركيا، قبل نهاية العام الجاري، في تاريخ يُحدّد لاحقًا، كي يُحيي مع البطريرك برتلماوس الذّكرى المئويّة السّابعة عشرة للدّعوة لانعقاد أوّل مجمع مسكونيّ في تاريخ الكنيسة، وهو مجمع نيقيا، عام ٣٢٥. في ختام اللّقاء قدّم برتلماوس الأوّل للبابا هديّة هي عبارة عن أيقونة للعذراء مريم كُتبت على جبل آثوس في اليونان، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب الّتي ألّفها. أمّا لاون الرّابع عشر فأهدى ضيفه لوحة تجسّد معموديّة الرّبّ.
بعد ظهر أمس الاثنين توجّه برلتماوس الأوّل إلى بازيليك القدّيسة مريم الكبرى بروما حيث زار ضريح البابا فرنسيس. ولدى خروجه من الكنيسة التقى عددًا من الصّحفيّين وعبّر لهم عن قناعته بأنّه يمكن متابعة المسيرة المسكونيّة في الدّرب نفسها بشكل يصبّ في صالح المسيحيّين في العالم ومن أجل إحلال السّلام. وأكّد أنّ البابا لاون الرّابع عشر عبّر له عن رغبته في زيارة تركيا لإحياء ذكرى مجمع نيقيا، وهي رغبة عبّر عنها في أكثر من مناسبة البابا الرّاحل فرنسيس، على الرّغم من مرضه ومن تراجع وضعه الصّحّيّ، ولم يفقد الأمل في القيام بهذه الزّيارة الهامّة.
وأضاف بطريرك القسطنطينيّة المسكونيّ أنّه لم يُحدّد مع لاون الرّابع عشر موعدًا للزّيارة، لكنّها ستتمّ خلال العام الجاري، ربّما في شهر تشرين الثّاني نوفمبر تزامنًا مع الاحتفال بعيد القدّيس أندراوس، كما قال. ختامًا ذكر برتلماوس بصديقه العزيز البابا فرنسيس، مشيرًا إلى أنّه تعاون معه خلال حبريّته من أجل خير الكنيسة والبشريّة جمعاء. وأضاف أنّه وضع الورود على ضريحه وسأله أن يصلّي من السّماء من أجلنا جميعًا ومن أجل خليفته لاون الرّابع عشر الّذي نعبّر له عن محبّتنا الأخويّة ونعلّق عليه آمالًا كبيرة من أجل مستقبل الكنيسة."