بالوفاء.. نالت نعمة القداسة
تربّت ابنة الاسكندريّة الجميلة على المبادئ الصّالحة، تعلّمت وكانت فائقة الذّكاء. هي الّتي كانت لها معرفة واسعة في الفلسفة والعلوم حتّى قبل أن تبلغ العشرين من عمرها.
ولمّا رفضت كاترينا الزّواج، عرّفتها والدتها على ناسك كشف لها جوهر "الابن والكلمة الأزليّ للآب، الّذي قد صار إنسانًا لأجل خلاصنا"، موضحًا أنّه "يلتمس العروس، وعروسه النّفس البتول ولا يرضى عن النّفس البتول بديلاً."
وفي تلك اللّيلة، رأت القدّيسة يسوع ومريم، إلّا أنّ يسوع رفض النّظر إليها الأمر الّذي دفعها إلى العودة إلى النّاسك طالبة منه نيل سرّ العماد. وما إن تعمّدت حتّى ظهر لها يسوع وأمّه قائلاً: "ها هي الآن كاترينا مشرقة، جميلة، غنيّة ومزدانة بالحكمة والحقّ. الآن أقبلها عروسًا نقيّة!". لبست كاترينا خاتمًا قدّمته لها والدة الله الّتي أوصتها ألّا يكون لها أيّ عريس آخر على الأرض، لتصبح عروس المسيح في زمن الاضطهادات.
راحت القدّيسة الحكيمة تبشّر بالمسيح بين الفلاسفة والحكماء وأقنعتهم باعتناق المسيحيّة، ما أشعل الغضب في نفس الامبراطور الوثنيّ الّذي لم يستطع مقاومة جمالها والوقوع في غرامها.
أعلن الامبراطور استعداده غضّ النّظر عن تبشير كاترينا وعفوها من العقوبات شرط قبولها الزّواج منه فرفضت، ما دفعه إلى أمر جنوده بجلدها وسجنها. وبعد أن علمت الامبراطورة بقصّتها زارتها برفقة ضابط وجنود، فاستطاعت كاترينا ردّ الجنود إلى الدّيانة المسيحيّة ما زاد من سخط الامبراطور الّذي حاول مرارًا إقناعها بالاستسلام لرغبته. ولمّا أصرّت الشّابة البتول على الرّفض، أنزل بها حكم الإعدام لتصبح شهيدة المسيحيّة.
عروسة المسيح الجميلة استشهدت من أجل عريسها فنالت نعمة القداسة، هكذا نحن اليوم مدعوّون لاظهار وفائنا لإيماننا وتمسّكنا بعشق كنيستنا علّنا نستحق فرح القداسة.