بابوا غينيا الجديدة: البابا يختتم المحطّة الثانية من الزيارة الرسولية
بالفرح، والامتنان، والأمل، استعدّ الكاثوليك – وغير الكاثوليك – في بابوا غينيا الجديدة لزيارة البابا فرنسيس بلدِهم الجزريّ، وبهذه المشاعر عينها سيتذكّرون حضور الأب الأقدس بينهم إبّان رحلته الرسوليّة إلى آسيا وأوقيانوسيا.
من اجتماعه مع السلطات وأعضاء المجتمع المدنيّ والسلك الدبلوماسيّ، ولقائه مع الأطفال ذوي الإعاقة والأطفال الذين يعيشون في الشوارع، من القدّاس الإلهيّ وزيارة قصيرة إلى فانيمو للقاء السكّان المحلّيّين الكاثوليك، إلى لقائه مع شباب الدولة الأوقيانوسيّة كانت الأيّام الأربعة الكاملة تقريبًا للبابا في هذه الدولة الواقعة في جنوب المحيط الهادئ مناسبة له لتقديم رسالة رجاء لشعب بابوا غينيا الجديدة.
تطرّقت خطاباته العامّة الأربعة وعظته إلى التحدّيات المختلفة التي تواجهها بابوا غينيا الجديدة، بما في ذلك تغيّر المناخ واستغلال الموارد الطبيعيّة وعدم المساواة بين الجنسيْن والعنف القبليّ. وحثّ البابا سكّان بابوا على حبّ بعضهم البعض، وتنحية الخرافات والسلوكيّات المدمّرة جانبًا، والعمل من أجل الوحدة.
في الواقع، إنّ هذا العمل من أجل مزيد من الوحدة يجري بالفعل، كما كان واضحًا في خلال زيارة البابا، وبخاصّة في خلال توقّفه في مدرسة كاريتاس الثانويّة الفنّيّة، وفي أثناء القدّاس الإلهيّ مع المؤمنين، واللقاء مع الشباب. وفي هذه المناسبات جميعها، تمّ تمثيل العديد من مئات المجموعات الثقافيّة المختلفة في بابوا غينيا الجديدة، والجمعُ بين خصائصها الفريدة. لقد كان ذلك مثالًا نابضًا بالحياة على التنسيق في التنوّع الذي غالبًا ما يستشهد به البابا كثمرة للروح القدس.
جانب رئيس آخر من هذه المرحلة من الرحلة كان العمل التبشيريّ، الذي يسري تاريخه، في بابوا غينيا الجديدة جنبًا إلى جنب مع تاريخ الكنيسة الكاثوليكيّة فيها، وذلك بفضل الجهود الدؤوبة لعدد لا يحصى من الرجال والنساء الذين، منذ أواخر القرن الثامن عشر، بذلوا أنفسهم لنشر رسالة الإنجيل.
كما أتيحت للبابا الفرصة لشكر العديد من المبشّرين شخصيًّا على تفانيهم في الإيمان وللأشخاص الذين يخدمون. في الواقع، غادر الأب الأقدس بورت مورسبي يوم الأحد لقضاء بضع ساعات مع المؤمنين والمبشّرين الكاثوليك في فانيمو، وهي مدينة ساحليّة في شمال غرب بابوا غينيا الجديدة لا يمكن الوصول إليها إلّا عن طريق القوارب أو الطائرة. هناك، التقى مع الأب مارتن برادو، وهو مبشّر وصديق قديم له من الأرجنتين، وشكر المُرسلين جميعهم ومن يدعمونهم، على عملهم.
وفي ختام زيارته بمراسم وداع قصيرة، استقلّ الأب الأقدس الطائرة البابويّة لمواصلة طريقه إلى المحطّة الثالثة من الزيارة الرسوليّة الخامسة والأربعين. محطته التالية: ديلي، تيمور – ليشتي.