مصر
01 كانون الأول 2022, 14:20

بابا الأقباط يستهلّ سلسلة تعليميّة جديدة محورها الأصوام في الكنيسة

تيلي لوميار/ نورسات
مع بدء صوم الميلاد، تأمّل بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني في جزء من إنجيل القدّيس مرقس الرّسول والأصحاح العاشر والأعداد (١٧ – ٣١)، ضمن السّلسلة التّعليميّة الجديدة "حكمة الأصوام في كنيستنا"، وذلك خلال اجتماع الأربعاء الّذي عقده مساءً في كنيسة السّيّدة العذراء والقدّيس الأنبا بيشوي في الكاتدرائيّة المرقسيّة- العبّاسيّة.

وبحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة"، "تناول البابا حكمة الآباء في وضع الأصوام الكنسيّة الكبرى الأربعة، والّتي تُمثّل فترات التّوبة الجماعيّة، وأشار إلى تكرار الآية "مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ" (مت ١١: ١٥) في قراءات الكنيسة في شهر هاتور وبدء صوم الميلاد، لكي يلتفت الإنسان إلى الجهاز الرّوحيّ في حياته وإنصاته روحيًّا، من خلال:

- صوم الميلاد (أوّل أصوام السّنة الكنسيّة): وهو صوم البداية والاستعداد للحياة الرّوحيّة، "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟" (مر ٨: ٣٦)، وهدفه الأوّل إصلاح الأذن الدّاخليّة الرّوحيّة للإنسان، لتصبح أذن الاستجابة والطّاعة، "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ" (لو ١: ٣٨).

- الصّوم الكبير: وهو صوم للعين، "سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا" (مت ٦: ٢٢)، وهو صوم المسيرة الرّوحيّة، ومدّته ٥٥ يومًا، وهدفه إصلاح عين الإنسان الرّوحيّة لتصير حواس الإنسان نيّرة، "وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ" (مت ٦: ٦)، والكنيسة تُرنم فيه "طوبى للرّحماء على المساكين" لكي تكون عين الإنسان رحيمة على المساكين، "لا تحبّوا العالم ولا الأشياء الّتي في العالم."

- صوم الآباء الرّسل: تتغيّر مدّته من سنة لأخرى، وهو صوم الخدمة العمليّة، ويسند عمل الخدمة في الكنيسة، وهو صوم الفم، وكيف يكون كلام الإنسان شاهدًا للمسيح، "وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا" (أع ١: ٨)، وهدفه إصلاح كلام الفم وأن يكون واضحًا ومستقيمًا.

- صوم السّيّدة العذراء: وهو صوم القلب، وأن يصير قلب كلّ إنسان كقلب السّيّدة العذراء، "وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" (لو ١: ٤٧)، وهو صوم المسرّة والبهجة، فعندما يمتلئ قلب الإنسان بالفرح يصير متهلّلًا، وتكون مسرّة قلبه في صوم السّيّدة العذراء هي المسرة الّتي بدأت في صوم الميلاد، "الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ" (لو ٢: ١٤)، وصار قلب الإنسان نقيًّا وأصبح لديه الأذن الّتي تطيع والعين الّتي بها رحمة والفم الّذي يشهد للمسيح والقلب الفرحان بالمسيح".

وأوصى البابا "أن ينتهز الإنسان الفرصة في هذا الصّوم من خلال قراءات الكنيسة وأن يركّز على أذنه، ويسأل نفسه: هل يطيع الوصيّة؟! وأن يتفرّغ من أجل الأذن والعين والفم والقلب ويمارس الحياة الرّوحيّة بكلّ وعي".