صحّة
14 تشرين الثاني 2017, 14:09

اوغاسابيان في افتتاح يوم علمي عن السكري في الجامعة العربية: التوعية لا تنحصر بالمريض بل تشمل العائلة والمجتمع

نظمت جامعة بيروت العربية يوما علميا بعنوان "الوقاية الصحية من أجل مستقبل أفضل - النساء والسكري" بالتنسيق مع كلية العلوم الصحية والاتحاد الدولي لمرض السكري، برعاية وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان وحضوره، في قاعة جمال عبد الناصر - في جامعة بيروت العربية، في حضور رئيس الجمعية اللبنانية للسكري الدكتور محمد صنديد وممثل رئيس الجامعة العربية نائب مدير كلية العلوم الطبية البروفسور عصام عثمان، عميدة كلية العلوم الصحية الدكتورة رجاء فاخوري، عميد التطوير الأكاديمي والجودة الدكتور محمد رسلان، مديرة العلاقات العامة في الجامعة السيدة زينة العريس، وحشد من الأساتذة والطلاب.

إفتتح اليوم العلمي بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة العربية، ثم كلمة ترحيب من عريفة الإحتفال، والقت الدكتورة فاخوري كلمة اكدت فيها أن الهدف من هذا اليوم العلمي محاربة السكري هذا العدو القاتل الصامت الذي يهدد عالمنا اليوم رجالا ونساء، وأنه بين كل عشر نساء في العالم هناك امرأة واحدة على الأقل مصابة بهذا الداء. وهذا اليوم هو لتجديد الوعي ولفت الإنتباه بأنه ما زال هناك الكثير الذي يجب علمه من أجل هؤلاء المرضى والتقليل من مضاعفات المرض بل وتجنبها قدر الإمكان".
وأضافت فاخوري: "أنه يجب عدم الإستهانة بداء السكري لأنه قد يؤدي إلى البتر والعمى والفشل الكلوي والموت. وتبقى الوصفة السحرية مشتملة على "تمارين أكثر وطعام أقل" ويجب أن تكون في أساس المنظومة التربوية لأن الأجساد خلقت لتعمل ولم تخلق لتتخم.

عثمان
ثم تحدث الدكتور عثمان فقال: "إن توقعات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن داء السكري سيكون السبب السابع للوفاة في عام 2030 ولذلك تهدف جامعة بيروت العربية إلى تشجيع ودعم اعتماد تدابير فعالة لترصد داء السكري ومضاعفاته والوقاية منه في كافة مجالات الإختصاصات الموجودة في الجامعة وذلك من خلال كليات العلوم الطبية والإنسانية سواء عن طريق الدراسة أو الأبحاث أو الأنشطة المختلفة في خدمة المجتمع".

ولفت عثمان إلى أن السكري قد يؤثر على شبكية العين والكلى والأعصاب والقلب وأمراض اللثة وما إلى ذلك. ولهذا فإن الإهتمام بدراسة هذا الداء في جامعة بيروت العربية هو من الموضوعات الأساسية التي تدرس في مراحل التعليم المختلفة في كليات القطاع الطبي وذلك من خلال التعليم المهني البيني حيث يجتمع طلاب الكليات الطبية المختلفة على طاولة مستديرة تحت إشراف الأساتذة لتناول كيفية التعامل مع الحالات المتنوعة من وجهات نظر التخصصات الطبية المتعددة.

واشار إلى وجود دراسات علمية طبية حديثة ترتكز على أهمية التطور العلاجي لداء السكري وحماية الأشخاص الأكثر عرضة منه، كإيجاد لقاح يحد من الإصابة به، إنما ما زال قيد البحث، أما بالنسبة لزرع الخلايا الجذعية لعلاج السكري فلم تتوصل الأبحاث بعد إلى النجاح المطلوب، ولذلك فإن الأبحاث المرتبطة بهذا المرض لها أولوية هامة في جامعتنا حيث إنها تقع تحت أحد المحاور البحثية الرئيسية للجامعة ألا وهو محور Health and wellbeing حيث تم نشر مجموعة من الأبحاث في الدوريات الدولية في هذا المجال من قبل أعضاء هيئة التدريس في القطاع الطبي بجامعة بيروت العربية.

صنديد
وبعد رسالة متلفزة لرئيس الإتحاد الدولي للسكري الدكتور نام شو "حيا فيها جهود الجمعية اللبنانية لمكافحة السكري في مساعدة المجتمع اللبناني على التعايش مع هذا المرض"، قدم الدكتور صنديد عرضا لما تقوم به الجمعية في هذا الصدد، فأشار إلى أن لا إحصاءات دقيقة في لبنان ولعل خطورة هذا المرض تكمن في وجود حالات غير مشخصة، وقال: "إن خمسة ملايين شخص يتوفون سنويا نتيجة مرض السكري ومن أسباب انتشار المرض الاعتماد على الوجبات السريعة وحياة الرفاهية وما تتضمنه من قلة حركة"، واصفا "السكري بتسونامي العصر"، مشددا على "ضرورة وضع برامج وطنية للسكري".

وتابع صنديد: "أن العمل جار لإدخال وسائل مكافحة السكري في البرامج التعليمية"، مؤكدا "مواصلة الجمعية اللبنانية للسكري مساعيها لتأمين دعم المصابين بهذا المرض".

أوغاسابيان
ختاما تحدث الوزير أوغاسابيان مؤكدا أن "وزارة الدولة لشؤون المرأة تقوم برعاية هذا اليوم العلمي لاهتمامها بكل ما يتصل بالمرأة، ليس فقط من ناحية تنزيه القوانين وتحسين مشاركتها في الحياة العامة، إنما أيضا لناحية توعيتها على حقوقها الصحية وأهمية اعتمادها الوقاية اللازمة لعيش حياة صحية".

وقال: "إنه لن يدخل في الإحصاءات المتعلقة بمرض السكري إنما يود التركيز على الشق الإنساني والإجتماعي من هذا المرض الذي يتطلب تضامنا عائليا ومجتمعيا واسعا مع المصابين به، لناحية الإحاطة بالمريض وتشجيعه على الإلتزام بأسلوب حياة صحي يحول دون مضاعفات المرض الذي يرافق الإنسان مدى العمر".

ورأى اوغاسبيان أنه من المهم إدخال الوعي والوقاية من مرض السكري في مناهج المؤسسات التربوية فيعرف أفراد المجتمع كافة كيفية التعاطي مع المرض، وقال: "إن أشخاصا كثيرين نجحوا في تحدي المرض ويعيشون حياة طبيعية في عائلتهم وضمن المجتمع. فإذا كان أحد الزوجين مصابا بالسكري، فمن المهم جدا على الطرف الآخر أن يدعمه ويساعده، لأنهما سيتمكنان عندئذ من تأليف عائلة سعيدة. لذا، لا تنحصر مسؤولية التوعية والإرشاد بالمريض فحسب بل إنها تمتد لتشمل المجتمع بكل مكوناته".

ونوه بجامعة بيروت العربية، معتبرا أنها "ليست صرحا تعليميا فحسب بل إنها تهدف لبناء الإنسان بالدرجة الأولى"، وقال: "إن هذا الإنسان سيبني لبنان والوطن وهناك مسؤوليات كبيرة ملقاة على كل شخص موجود هنا لبناء وطن غير الذي بنيناه نحن، وطن الإنسان والحريات والكرامة، شاكرا ومتمنيا النجاح للمؤتمرين".