صحّة
28 نيسان 2022, 08:00

اليونيسف والصحة العالمية تحذّران من "عاصفة مثالية" لتفشّي مرض الحصبة بين الأطفال

الأمم المتّحدة
حذّرت منظمتا الصحة العالمية واليونيسف من أن الزيادة في حالات الحصبة في كانون الثاني / يناير وشباط / فبراير 2022 هي إشارة مقلقة على زيادة خطر انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها من خلال اللقاحات ويمكن أن تؤدي إلى تفشي أكبر في عام 2022، لاسيما لمرض الحصبة الذي يؤثر على ملايين الأطفال.

فالاضطرابات المرتبطة بالجائحة، وزيادة عدم المساواة في الحصول على اللقاحات، وتحويل الموارد من التحصين الروتيني جعلت الكثير من الأطفال عرضة للحصبة ولأمراض أخرى يمكن الوقاية منها باللقاحات.

تأثيرات الجائحة على تفشي الحصبة

وفي بيان مشترك، قالت الوكالتان إن الشهرين الأولين من عام 2022 شهدا زيادة بنسبة 79 في المائة في حالات الحصبة المبلغ عنها. كما أبلغوا عن 21 تفشيا كبيرا ومعطلا للحصبة في جميع أنحاء العالم في الأشهر الـ 12 الماضية، وتم الإبلاغ عن معظم الحالات في أفريقيا ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. كما رجحت منظمة الصحة العالمية واليونيسف أن تكون الأرقام أعلى لأن جائحة كوفيد-19 قد عطلت أنظمة المراقبة على مستوى العالم، مما يزيد احتمال عدم الإبلاغ.

وحذرت الوكالتان من أن خطر تفشي المرض على نطاق واسع قد ازداد مع تخفيف المجتمعات لممارسات التباعد الاجتماعي والتدابير الوقائية الأخرى لكوفيد-19 التي تم تنفيذها خلال ذروة الجائحة. بالإضافة إلى ذلك، مع نزوح ملايين الأشخاص بسبب النزاعات والأزمات بما في ذلك في أوكرانيا وإثيوبيا والصومال وأفغانستان، فإن الاضطرابات في خدمات التطعيم الروتينية والتطعيم ضد كوفيد-19، ونقص توفر المياه النظيفة والصرف الصحي، والاكتظاظ يزيد من مخاطر تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها من خلال التطعيم.

"الحصبة أكثر من مرض خطير ومميت"

وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، "إن الحصبة أكثر من مرض خطير ومميت. أنها مؤشر مبكر على وجود فجوات في تغطيتنا للتحصين العالمي، وهي فجوات لا يستطيع الأطفال الضعفاء تحملها. من المشجع أن الناس في العديد من المجتمعات بدأوا يشعرون بالحماية الكافية من كوفيد-19 للعودة إلى المزيد من الأنشطة الاجتماعية، ولكن القيام بذلك في الأماكن التي لا يتلقى فيها الأطفال التطعيم الروتيني يخلق الظروف المثالية لانتشار مرض مثل الحصبة ".

انقطاع خدمات التحصين

في عام 2020، لم يحصل 23 مليون طفل على لقاحات الطفولة الأساسية من خلال الخدمات الصحية الروتينية، وهو الرقم الأعلى منذ عام 2009 ويشكل زيادة بحوالي 3.7 مليون طفل عن عام 2019.

وتشمل البلدان التي شهدت أكبر حالات تفش لمرض الحصبة منذ العام الماضي الصومال واليمن ونيجيريا وأفغانستان وإثيوبيا، والسبب الرئيسي لتفشي المرض هو التغطية غير الكافية للقاح.

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غييبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، "لقد أدت جائحة كوفيد -19 إلى انقطاع خدمات التحصين، وتعرضت الأنظمة الصحية للإرهاق، كما نشهد الآن عودة ظهور الأمراض الفتاكة بما في ذلك الحصبة. بالنسبة للعديد من الأمراض الأخرى، فإن تأثير هذه الاضطرابات في خدمات التطعيم سيشعر بها لعقود قادمة. الآن هو الوقت المناسب لإعادة التحصين الأساسي إلى المسار الصحيح وإطلاق حملات اللحاق بالركب حتى يتمكن الجميع من الوصول إلى هذه اللقاحات المنقذة للحياة."

ولغاية الأول من نيسان / أبريل 2022، تم تأجيل 57 حملة للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في 43 دولة كان من المقرر إجراؤها منذ بداية الجائحة، مما أثر على 203 ملايين شخص، معظمهم من الأطفال، ومن بين هذه الحملات، هناك 19 حملة ضد الحصبة، مما عرّض 73 مليون طفل لخطر الإصابة بالحصبة بسبب عدم تلقي التطعيمات.