متفرّقات
28 تموز 2022, 09:00

اليونيسف تصدر توجيهات جديدة بشأن حماية الأطفال المتنقلين في مواجهة تغيّر المناخ، ما هي؟

اليونيسف
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، والمنظمة الدولية للهجرة، وجامعة جورجتاون الأمريكية، وجامعة الأمم المتحدة، أمس توجيهات جديدة تضع إطارًا عالميًّا للسياسات، وهو الأول من نوعه، سيساعد في حماية الأطفال المتنقلين وإشراكهم وتمكينهم في سياق تغيّر المناخ.

توفّر "المبادئ التوجيهية بشأن الأطفال المتنقلين في سياق تغيّر المناخ" مجموعة من 9 مبادئ تتصدى لمواطن الضعف الفريدة والمتعددة الطبقات للأطفال المتنقلين ضمن بلدانهم أو عبر الحدود، وذلك نتيجة للتأثيرات السلبية لتغيّر المناخ. وفي الوقت الحالي، لا تأخذ معظم سياسات الهجرة المعنية بالأطفال بالاعتبار العوامل المناخية والبيئية، فيما تتجاهل معظم السياسات المعنية بالمناخ الاحتياجات الفريدة للأطفال.

وتشير هذه المبادئ إلى أن تغيّر المناخ يتقاطع مع ظروف بيئية واجتماعية وسياسية واقتصادية وديمغرافية قائمة تساهم في القرارات التي يتخذها الناس بخصوص الانتقال. وفي عام 2020 لوحده، كان ثمة زهاء 10 ملايين طفل مهجّرين في أعقاب صدمات متعقلة بالمناخ. وبما أن حوالي بليون طفل – أي زهاء نصف أطفال العالم البالغ عددهم 2.2 بليون طفل – يعيشون في 33 بلدًا تواجه مستوى خطر مرتفعًا من جراء تأثيرات تغير المناخ، فمن الممكن أن يصبح ملايين الأطفال الإضافيين متنقلين في السنوات المقبلة.

لقد طُوِّرت هذه المبادئ التوجيهية عبر تعاون مع نشطاء شباب معنيين بالمناخ والهجرة، وأكاديميين، وخبراء، وصانعي سياسات، وممارسين في هذا المجال، ووكالات تابعة للأمم المتحدة، وهي تستند إلى اتفاقية حقوق الطفل التي حظيت بمصادقة دولية، وتسترشد بالتوجيهات والأُطر العملية القائمة.

توفِّر هذه المبادئ التوجيهية أساسًا للحكومات المحلية والمنظمات الدولية وجماعات المجتمع المدني لبناء السياسات التي تحمي حقوق الأطفال.

تدعو المنظمات والمؤسسات الحكومات والجهات الفاعلة المحلية والإقليمية والمنظمات الدولية وجماعات المجتمع المدني أن تتبنى هذه المبادئ التوجيهية للمساعدة في حماية الأطفال المتنقلين وإشراكهم وتمكينهم في سياق تغيّر المناخ.

اليونيسف

قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة كاثرين راسل، "في كل يوم، يؤدي ارتفاع مستوى البحر والأعاصير وحرائق الغابات وفشل المحاصيل إلى دفع عدد متزايد من الأطفال وأسرهم لمغادرة بيوتهم. ويواجه الأطفال المهجّرون خطرًا أكبر بالتعرض للإساءات والإتجار بالبشر والاستغلال، كما أن الأرجحية أكبر بأن يخسروا إمكانية الحصول على التعليم والرعاية الصحية، وكثيرًا ما يُجبرون على الزواج المبكر وعمالة الأطفال. ومن خلال العمل معًا وتنفيذ إجراءات منسقة تسترشد بهذه المبادئ، يمكن للحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية أن توفر حماية أفضل لحقوق الأطفال المتنقلين وعافيتهم".

المنظمة الدولية للهجرة

وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، السيد أنتونيو فيتوريني، "لقد أدت الحالة الطارئة الناجمة عن المناخ، وستظل تؤدي، إلى تبعات هائلة على تنقّل البشر. وسيقع تأثيرها الأشد وطأة على شرائح معينة من مجتمعاتنا المحلية، من قبيل الأطفال، ولا يمكننا أن نُعرِّض أجيال المستقبل للخطر. أن الأطفال المهاجرين مستضعفون بصفة خاصة أثناء انتقالهم في سياق تغير المناخ، ومع ذلك ما زالت احتياجاتهم وطموحاتهم موضع تجاهُل في الحوارات بشأن السياسات. ونحن نهدف من خلال هذه المبادئ التوجيهية إلى ضمان بروز احتياجاتهم وحقوقهم، وذلك في الحوارات حول السياسات وفي البرمجة على حدٍ سواء. إن إدارة الهجرة والتعامل مع تهجير الأطفال في سياق تغير المناخ والتدهور البيئي والكوارث تمثل تحديًا هائلًا يجب علينا أن نتصدى له الآن".

جامعة جورجتاون، معهد دراسة الهجرة الدولية

وقالت مديرة معهد دراسة الهجرة الدولية التابع لجامعة جورجتاون، السيدة إليزابيث فيريس، "بينما لا تقدّم المبادئ التوجيهية الجديدة التزامات قانونية جديدة، إلا أنها تستخلص المبادئ الرئيسية المكرّسة في القانون الدولي والتي تبنتها الحكومات في جميع أنحاء العالم وتستفيد منها. نحن نحثّ جميع الحكومات أن تستعرض سياساتها على ضوء هذه المبادئ التوجيهية وأن تتخذ الآن إجراءات تضمن حماية الأطفال المتنقلين في مواجهة تغيّر المناخ، الآن وفي المستقبل".

مركز جامعة الأمم المتحدة لبحوث السياسات

وقال المدير التنفيذي لمركز جامعة الأمم المتحدة لبحوث السياسات، السيد ديفيد باساريلي، "لقد ظل المجتمع الدولي ومنذ سنوات يقرع ناقوس الخطر بشأن تغير المناخ والتدهور البيئي وبشأن احتمالية التهجير السكاني الجماعي. وقد تحققت هذه التوقعات إذ نلاحظ هجرة متعلقة بالمناخ في جميع أنحاء العالم. وثمة عدد متزايد من الأطفال بين الناس الذين ينتقلون بسبب تغير المناخ المتسارع. وفيما يستفيد هؤلاء الأطفال من مجموعة من إجراءات الحماية الدولية والوطنية، إلا أن هذه الإجراءات تقنية إلى حد كبير ويصعب الوصول إليها مما يخلق عجزًا في الحماية المتوفرة للأطفال المهاجرين. لقد أكدت جامعة الأمم المتحدة واليونيسف وشركاؤهما على الحاجة إلى مبادئ توجيهية دقيقة تحدِّد الأخطار الماثلة وإجراءات الحماية المتوفرة والحقوق المتاحة، وذلك بلغة واضحة ومتيسرة. لقد تم تطوير "المبادئ التوجيهية بشأن الأطفال المتنقلين في سياق تغيّر المناخ" لتحقيق هدف محدد، إذ ستساعد هذه الأداة في تحديد المسار الملائم ضمن الشبكة المعقدة من حقوق المهاجرين وحقوق الأطفال وتغير المناخ بغية الاستجابة بسرعة وفاعلية أكبر لاحتياجات الأطفال المتنقّلين في سياق تغير المناخ".